جنوبيات

مارسيل غانم في ندوة لـ"منسقية المستقبل – الجنوب"

IMG-20131206-WA0010 04ba1 

نظمت منسقية المستقبل في الجنوب لقاءا حواريا مع الإعلامي “مارسيل غانم ” حول مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلاقته بالصحافة واهل الاعلام وذلك في مقر التيار في عمارة المقاصد في صيدا ..

حضر الندوة : ممثل الرئيس فؤاد السنيورة مدير مكتبه طارق بعاصيري ، ممثل النائب بهية الحريري علي الشريف ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ،ممثل المطران ايلي حداد النائب الأسقفي الاب توفيق حوراني ، وكيل داخلية الجنوب في الحزب التقدمي الاشتراكي احمد ضافر ، العميد طارق عبد الله،  السفير السابق عبد المولى الصلح ، رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر ومختلف مكاتب وقطاعات ولجان احياء تيار المستقبل في صيدا والجنوب ..

د. ناصر حمود

بعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء كانت كلمة ترحيبية لمنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود الذي استعرض واقع الاعلام في لبنان في ظل الانقسام السياسي الحاد والخطاب المتردي ما انعكس قلقا وتوترا وعدوانية في سلوك وتصرفات اللبنانيين وفي زيادة منسوب نظرتهم السوداوية الى مستقبل لبنان ..وقال : يمر الإعلام في لبنان في مرحلة صعبة حتى لا نقول عصيبة نتيجة الانقسام الحاد بين السياسيين اللبنانيين والخطاب السياسي الذي يرتقي في بعض الاحيان الى درك الشتائم والذي يبث عبر وسائل الاعلام. هذا الواقع الشاذ في الحياة السياسية اللبنانية  انعكس قلقاً وتوتراً وعدوانية في سلوك وتصرفات اللبنانيين وفي زيادة منسوب نظرتهم السوداوية الى مستقبل لبنان بسبب انسداد آفاق الامل من اجل بناء لبنان الوطن والكيان. ومن هنا يأتي اتهام وسائل الاعلام اللبنانية ونجومها بلعب دور سلبي في المجتمع اللبناني لانها تبث الفرقة وتثير الغرائز بين اللبنانيين.

واضاف: هذا المحيط الاعلامي اللبناني الهائج والمتفلت من قيود القوانين الاعلامية المرعية الاجراء وغياب روح المسؤولية الاعلامية النابعة من مواثيق الشرف الاعلامية يدفعنا الى طرح السؤال التالي: كيف يمارس الاعلامي مارسيل غانم مهنته الصحفية؟. ومن البديهي القول بان الاعلامي مارسيل غانم يشكل ظاهرة صحفية حقيقية في المشهد الاعلامي اللبناني منذ التسعينات فهو المحاور الاول في المحطات التلفزيونية وبرنامجه كلام الناس من اكثر البرامج الحوارية السياسية مشاهدة وتأثيراً على الرأي العام. صحيح ان الخبرة الصحفية لمارسيل غانم المتراكمة عبر السنين وشبكة العلاقات التي نسجها مع السياسيين والفعاليات الاقتصادية والناشطين في جمعيات المجتمع المدني ساهمت في تعزيز موقعه كمحاور لضيوفه عند طرحه اسئلته من دون مواربة ومحاباة وتزلف.. باختصار …ان تحب مارسيل غانم او لا فهذا الحب والكره لا يخفيان صلابة  مهنيتة وحرفيته الصحفية. وهذا هو رأينا به… ولذلك نغتنم وجوده بيننا لطرح الاسئلة الآتية : كيف يُقيّم مارسيل غانم أداء الاعلام اللبناني حالياً؟ وهل هناك امكانية لتطويره وجعله اكثر مسؤولية؟ ..وهل الصحفي اللبناني مرتهن لسلطة المال واصحاب النفوذ السياسي وخاضع للترهيب الحزبي؟ ..وهل كل ما يقوم به الصحفي مسموح به وبانه فوق كل  القوانين الاعلامية؟ واخيراً هل يمكن بناء علاقة بين الصحفي والسياسي تعتمد على الفصل بين الصداقة والعمل الصحفي اسوة بالعلاقة التي كانت قائمة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبين الاعلامي مارسيل غانم؟ .

مارسيل غانم

وتحدث غانم متناولا الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعلاقة التي كانت تجمعه به فلفت الى انه لا يمكن اختصار رفيق الحريري بكلمة او محاضرة او كتاب وانه مهما حاول البعض ان يكتب عنه فهو سيكون عاجزا عن التعرف الا على زاوية صغيرة من زوايا هذا الكبير ..وقال : لقد ظلم كثيرا رفيق الحريري ظلمناه كلنا وظلمه الجميع وكنا كمن نقول : غدا سنعوض عليك هذا الظلم الان هو وقت النهش والشتم والتخوين والتهشيم والتحجيم هذا ما فعلناه برفيق الحريري لاننا لم نعرف من هو السياسي فيه ؟من هو الانسان فيه ؟ من هو الوطني فيه ؟ من هو العروبي فيه ؟

واستعرض غانم للقاء الاول الذي جمعه بالرئيس الحريري حين كان يقدم برنامجا اذاعيا سياسيا عبر اذاعة لبنان الحر وكيف ان الرئيس رفيق الحريري ابدى اعجابه بالبرنامج لجهة نقله وجهتي نظر مؤكدا عليه على اهمية ان لا يكون الاعلام احاديا وانما اعلاما ديمقراطيا على صورة البلد الذي كان يحلم به .. وكذلك كيف تطورت علاقته به و كيف كان يتناقش معه في مختلف المواضيع التي تهم البلد وفي الصورة التي رسمها للبلد “لبنان السيد الحر المستقل ” ، وفي المواقف الصعبة في ظل الظروف السياسية التي كانت تمر بها البلاد آنذاك وقال : لم يكن رفيق الحريري ليهدأ امام ثورة احلامه وتطلعاته كان وهو يجيد تدوير الزوايا يخطط لما هو ابعد لا يرتاح ولا يتعب من ملف يضعه ربما تحت ضغط معين على الرف وهو غير مقتنع ليعود فيطل به من زاوية اخرى من باب اخر خصوصا اذا كان مشروعا لمصلحة البلد واقتصاده وصورته وحداثته ..

وحول الحملات التي كانت تشن على الرئيس الشهيد فيما يتعلق بأسلمة البلد ومؤسساته واغراق البلد في الديون تمهيدا للتوطين قال غانم : كنت مصدوم
ا من حجم ما يقوم به حفاظا على التوازنات من بيروت الى الفاتيكان مستعرضا المآخذ على مرسوم التجنيس لتنتهي الجلسة بنظرة فيها الكثير من العتب والامل : هل صرت تصدق الان انني اريد لبنان للبنانيين لكل اللبنانيين ..رفيق الحريري الذي اعاد لبنان الى العالم واعاد الصدقية اليه في كل المؤسسات الدولية المهمة هو من اتى بالبابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان في العام 1997 الح عليه مرارا لياتي الى لبنان في مرحلة اعادة الاعمار وليوجه رسالة قوية الى اللبنانيين مسلمين ومسيحيين رسالة الرسالة التي يجسدها لبنان ..

وتحدث غانم عن العلاقة الوطيدة التي كانت تربط الرئيس الحريري بالبطريرك صفير فقال : كان الرئيس يطمح الى علاقة دائمة ووثيقة بالبطريرك صفير كان يخشى اغضاب بكركي التي لم تكن تقصر في ملفات السيادة والدين ولكنه كان كمن يرتكز على صخرة لايريد اغضاب بكركي لا يريدها معه لا يريد لبكركي ان تخفض صوتها ولكن كما يقال كان يريد ان تفهعم عليه ، كان يحترم كثيرا البطريرك صفير الذي كان بدوره يحترم كثيرا رفيق الحريري يثقق به ويحبه وهذا ما قاله لي صفير الذي كان بدوره يحترم كثيرا رفيق الحريري وهذا ما حدا بالبطريرك صفير للمرة الاولى في التاريخ للنزول الى قريطم يوم استشهاد الرئيس كانت بكركي بالنسبة الى رفيق الحريري صمام امان وكان للبطريرك صفير احترام كبير في قلب وعقل الرئيس الشهيد .

وفيما يتعلق باتفاق الطائف تابع غانم : كان يقول الرئيس الحريري فلينفذ الاتفاق اولا بالكامل ومن دون تدخل احد لنكتشف ثغراته انه اتفاق يضمن حقوق كل الطوائف وانتبهوا لا تفتحوا شهية احد على تعديلات لقد نسي الجميع العدد لا تذكروا احدا بالعدد علينا اليوم العمل لانقاذ لبنان من المآزق السياسية والاقتصادية كان الهم دائما تعزيز دور الدولة في الداخل واعادة الحياة الى العاصمة لتحويلها من جديد مركزا جاذبا عاصمة تزهو بالحياة والاستقرار من هنا كانت تستفزه صورة الاحتجاجات والاضرابات والتظاهرات والاعتصامات ليس خوفا من المطالب بل حرصا على صورة البلد في الخارج ..

وعن علاقته بالصحافيين والاعلاميين قال غانم : كان رفيق الحريري حديث الصحافيين والاعلاميين وعلى عكس ما هو سائد كان من اكثر المتابعين لما يكتب في الصحافة وما يصدر في التلفزيونات والاذاعات وكنت افاجأ حين يسالني عن خبر في زاوية ما لم اكن لانتبه له او اعيره اهمية كانت احلى جلساته مع الصحافيين يمازحهم يستمع اليهم يحاورهم لم يكن رفيق الحريري يستعمل الصحافيين كان صديقهم يسال عنهم عن عائلاتهم ويعيش معهم لحظاتهم الفرحة كما الصعبة ..

واضاف غانم : كان رفيق الحريري صبورا او جلودا الى اقصى حد يعطي فرص من اجل ان يبقى لبنان موجودا على الخارطة رغم كل عثرات المشروع في الداخل ، اكاد اجزم ان رفيق الحريري لم يتآمر ولو للحظة على سوريا لكن آثار اللقاءات غير المجدية او السلبية التي كان يجريها في دمشق كانت تظهر دائما على وجهه في العودة لتوحي بانتفاضة خجولة انتفاضة استمرت مكبوتة رغم كل الحراك الذي كالن دائرا لجعله يخرج عن صمته عن غضبه وعن نقمته وىخر الحملات قصة الزيت قبل ايام على استشهاده ..

وتوقف غانم عند ما يجري اليوم من اخبار عن التطرف والانتحاريين في لبنان مستذكرا كيف تعامل الرئيس الحريري في يوم من الايام مع احداث الضنية والشمال وماذا كان وقع كلماته لتهدئة الوضع واعادة الاعتدال الى الناس وقال : جمهور رفيق الحريري هو جمهور الاعتدال واعجب ممن رشقوا شقيقته وعائلته ومناصريه بدعم حالات التطرف وانا الذي عشت دروس رفيق الحريري في العيش المشترك في فهم الاخر وفي التعددية ..

 واضاف : عندما اذكر السيدة بهية لا يسعني الا ان اتشارك معكم بعض لحظات الفرح التي كان يعيشها الرئيس الشهيد مع عائلته اذكر جيدا ضحكات القلب وهو يهاتف نازك الى باريس والدلال المتبادل مع هند وقبلات سعد على الجبين واليد مع ابتسامة عريضة فيها الكثير من الرضى ترتسم على الجبهة العريضة ..

وتوقف غانم عند يوم استشهاد الرئيس الحريري في 14 شباط وقال : يوم الجريمة لم اقو على مواجهة الحقيقة التي كانت اكبر من اصدقها حقيقة ، الساعة الواحدة من بعد ظهر الاثنين 14 شباط .. قد يكون المشهد عبثيا لكنني كنت احاول ، تلك المحاولة كررتها مرتين يوم سقوط جبران التويني ووسام الحسن تاكدت من الحقيقة لحظة رايت السيدة بهية الحريري منذ ذلك اليوم لا اعرف لماذ تذكرني السيدة بهية بطفولة الرئيس الحريري في صيدا والتي كانت تتحدث عنها بحرارة وشغف منذ ذلك اليوم ورغم بعض المد والجزر اخذت عهدا على نفسي ان ابقى في ذلك البيت ..

وختم غانم : انا اثق بعدالة ربنا انه سينتقم لرفيق الحريري من القتلة وكانوا كثرا،  ليسوا وحدهم من جاءت باسمائهم التحقيقات كانوا كثرا ، عُرفوا ام لم يُعرفوا ، عن حسن نية او سوء نية ، كثر اغتالوا رفيق الحريري عندما صمتوا عن محاولة نحره في السنوات الماضية .. كثر اغتالوا حلمنا يوم اغتالوا رفيق الحريري ..

وفي الختام كانت مداخلات لعدد من الحاضرين بعدها  قدم الدكتور حمود  لغانم كتاب “رفيق الحريري رجل من التاريخ ” ..

IMG-20131205-WA0012 37368IMG-20131205-WA0014 db0f2IMG-20131205-WA0017 ae295IMG-20131205-WA0023 ee8e3IMG-20131206-WA0008 7e22a

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى