السعودي إستقبل سفير فرنسا في القصر البلدي لمدينة صيدا

صيدا – علي داود     

باولي: على لبنان أن يظل بعيدا عن الأزمة السورية

وعن الإشكالات المدانة على حدوده مع سوريا

إستقبل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في مكتبه بالقصر البلدي في المدينة سفير فرنسا في لبنان السيد باتريس باولي على رأس وفد رفيع من السفارة .

وقد جرى البحث خلال الزيارة بشتى المواضيع ولا سيما تطوير العلاقات المشتركة، والإطلاع على المشاريع والإنجازات التي قامت بها بلدية صيدا، بالإضافة إلى  ما يواجهه النازحون السوريون في منطقة صيدا وتقدير إحتياجاتهم والمساعدات التي يمكن لدولة فرنسا أن تقدمها مع المجتمع الدولي لتخفيف معاناتهم .

باولي

وإثر الزيارة قال السفير الفرنسي باولي :

هذه اول زيارة رسمية لي الى مدينة صيدا،  وهي زيارة مهمة لأنني كسفير لفرنسا اريد أن ازور كل المدن والمناطق في لبنان، ونحن موجودون في  لبنان ونتكلم مع كل اللبنانيين، فهذه ميزة فرنسية قد تكون ولكن هذا مهم جدا بالنسبة الينا.

وفي هذه الزيارة أحببت أن أتعرف على وضع مدينة صيدا من خلال لقائي مع رئيس البلدية التي كانت  مهمة جدا،  وقد زرت المحافظ وسأزور كل المسؤولين في المدينة السياسيين.

وكنت أيضا  زرت، أحد مراكز النازحين السوريين ومدرسة الصخرة التي فيها طلاب من النازحين السوريين،  وذلك لنطلع عن كثب على أحوالهم وكيف يمكن لنا أن نساعد لتخفيف معاناتهم.

وأيضا يهمني البحث في كيفية تطوير العلاقات بين لبنان وفرنسا ومتابعة المشاريع المختلفة، حيث لنا 8 معاهد ثقافية في لبنان، منها مركز ثقافي في صيدا ومدن أخرى، وقد جئنا كأصدقاء لنسمع من أصدقائنا في صيدا حول نظرتهم للأمور.

وانا الحقيقة اشكر رئيس البلدية السعودي لاستقباله لي اليوم .

وردا على سؤال حول تفجير بوسطن قال: نحن ندين الارهاب مهما كان واينما كان كما حدث مع الاسف بالامس  في بوسطن وليس لدي أي تعليق اخر غير الادانة الكاملة .

وحول ما تشهده الحدود اللبنانيه – السورية من اعتداءات متكررة قال : نقول كدولة فرنسا وكعضو دائم في مجلس الامن في الامم المتحدة ان على لبنان ان يبقى بعيدا عن الازمة السورية وكل المشاكل في المنطقة، ولذلك ايدنا السياسة اللبنانيه بالنأي عن النفس،  وعلى لبنان ان يبقى بعيدا عن كل المشاكل المدانة التي حصلت على الحدود ، وكما قال الناطق بلسان وزير الخارجية في فرنسا قبل يومين ونحن مرة اخرى ندين كل الاعتداءات .

وبالنسبة للوضع في سوريا قال : لا اريد التعليق على الاحوال في سوريا فأنا سفير لفرنسا في لبنان،  ولكن نحن كفرنسا ندعم ونطلب ونؤيد الحل السياسي ،وهذا كان الاتجاه الفرنسي سابقا وحاليا.  وهذا ما قاله رئيس فرنسا السيد فرنسوا هولاند مرارا ونؤيد كل الجهود المتجهة الى حل سياسي ولا بد سياسي في سوريا

وعن رؤيته للحل قال:  الحل هو بيد المبعوث الاخضر الابراهيمي ونعرف تماما ان الحل السياسي هو مفهوم ومعروف ومطلوب من جامعة الدول العربية .

وبالنسبة لتزايد اعداد النازحين السوريين  في لبنان قال : نحن نقدم  مساعدات كبيرة عبر الاتحاد الاوربي، وطلبنا اجتماعا في نيويوك في مجلس الامن حتى يتطرق الى هذا الامر ، لأن هذا الامر طبعا  له شق إنساني وآخر يتعلق بالأمن، ونحن نريد أن  نجذب كل الجهود لمساعدة لبنان وكل دول الجوار التي تستقبل وترحب بهؤلاء اللاجئين .

السعودي

من جهته رحب السعودي بزيارة السفير الفرنسي الأولى إلى بلدية صيدا منذ تسلمه لمنصبه كسفير لبلاده. وأضاف : عرضنا لسعادة السفير المشاريع التي تقوم بها بلدية صيدا في شتى الصعد, كما وضعناه في صورة المعاناة التي يواجهها أهلنا من النازحين السوريين وإحتياجاتهم التي هم بأمس الحاجة إليها.

ولفت إلى أن صيدا التي إحتضنت، لسنوات طويلة ولا تزال،  أهلها من الفلسطينيين،  هي اليوم أيضا تحتضن أهلها من السوريين، وهم في ظروف صعبة ويحتاجون لمساعدات وإمكانيات من شتى الدول كي نخفف من محنتهم الإنسانية.

درع تكريمي

وفي ختام الزيارة قدم السعودي درعا تكريميا للسفير الفرنسي يمثل سفينية فينيقية .

وزارباولي فور وصوله  الى صيدا مركزا لتعليم طلاب من النازحين السوريين في مدرسة الصخرةفي المدينة حيث اطلع على اوضاعهم .

كما إلتقى محافظ الجنوب نقولا أبوضاهر ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والرئيس فؤاد السنيورة ويلبي دعوة الغداءعلى مائدة النائب بهية الحريري  ثم يزور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتورأسامة سعد

ورحب المحافظ ابو ضاهر بالسفير والوفد المرافق ناقلا اليه تحيات وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، وقال:” هذه الزيارة تعطي دعما قويا باتجاه التعاون الثنائي بين البلدين على المستوى الاداري والثقافي، وزيارتكم الى الجنوب اليوم ثمرة تتخطى مفهوم المركزية الى نوع من التحقيق العملي لما يسمى بمفهوم اللامركزية في كافة منطلقاتها، وعلى الرغم من الوضع السياسي الحاد الذي يجتاح الشرق الاوسط. وجودكم هنا كممثل لدولة سيادية لا سيما في عمليات حفظ السلام في الجنوب من خلال قوات الطوارىء الدولية، الامر الذي يترجم الحاجة المتزايدة للمساهمة في بناء سلام شامل وكامل قائم على مفاهيم العدالة الدولية، اضافة الى ذلك فان دعمكم الاقتصادي المميز في مشاريع اعادة الاعمار يزداد يوما بعد يوم وهو يترافق مع روحية اضفاء علامة فارقة للصداقة العميقة ، في كل ما يؤدي الى تقوية الدورة الاقتصادية في البلديات ومن اجل ازدهار يكافح البطالة”.

ونوه بدور “المعهد الفرنسي في لبنان”، مشيرا الى انه “تجربة حية وملموسة”، لافتا الى ان “الفرنكوفونية ليست اطارا لغويا فقط ،بل هي ايضا حقل كبير من القيم الانسانية وقيمة تسامح وصداقة ومساواة”.

باولي
بدوره قال السفير باولي: “انها ليست الزيارة الاولى لصيدا، بل الزيارة الثانية اليوم وهي زيارة رسمية، ومع الاسف اجلت هذه الزيارة الرسمية مرارا لاسباب مختلفة، وانا مسرور جدا بزيارة صيدا والتي بدأتها لمحافظة الجنوب، وعلينا كفرنسيين ان نكون موجودين في كل لبنان ونتكلم مع الجميع، واحاول زيارة كل المدن المهمة”، مؤكدا ان “وجود المعهد الفرنسي هو عنصر مهم ، وهذه المعاهد موجودة في اغلب المناطق اللبنانية الحساسة في لبنان”، ومشيرا الى زيارة الى مخيم اللاجئين السوريين ونعرف ان هذا عبء على الدولة اللبنانية” . كما تحدث عن زيارة مدرسة الصخرة للتعرف على الحقائق من اجل العمل على المساعدة”، مؤكدا ان التعاون بين فرنسا ولبنان مهم جدا ومتنوع”.

وردا على سؤال دعا السفير باولي “جميع المسؤولين اللبنانيين بأن يوحدوا صفوفهم حول الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام من اجل ان يقوم بتشكيل حكومة جديدة لاجل مصلحة لبنان”.