منوعات

تراجع قرع طبول الحرب… بانتظار مفاوضات الأحد وإيران تعلن جاهزيّتها للرد

كتبت صحيفة “البناء”: رغم التطبيل الواسع النطاق عربياً ولبنانياً للحرب الوشيكة، أملاً بخلق رأي عام ضاغط لتفاديها يمكن توظيفه بالضغط على قوى المقاومة في المنطقة، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وسائل الإعلام يعلن أن الحرب ليست وشيكة رغم أنها محتملة، معتبراً أن لا شيء قبل مفاوضات الأحد التي سوف تتم في موعدها، كاشفاً عن مفاوضات تجري قبل جلسة الأحد وعن قرب التوصل إلى اتفاق، وصفه بالجيد للغاية، مضيفاً أنه كان يريده أفضل، بما يوحي بتعديل ما طرأ على الطلبات الأميركية لم يجعل الأفضل ممكناً، داعياً إيران إلى فعل المثل بالتخلي عن شيء تملكه كما قال، ووفقاً لمصادر متابعة لمسار التفاوض فإن حشد كل أدوات الضغط، من قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التهديد الإسرائيلي الذي تحفل به وسائل الإعلام دون تصريح إسرائيلي رسميّ عن الاستعداد للحرب، يعني أن الانسداد لم يعُد هو الحاكم في المسار التفاوضيّ، وأن فرص إحداث اختراق تبدو قائمة لكنها تطال تنازلات جوهريّة يسعى كل طرف لحشد عناصر قوته لتفادي أن يقدّم النسبة الأكبر منها، ولهذا قرأت المصادر في الردود الإيرانيّة على التلويح بالحرب والتعامل مع قرار الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بلغة شديدة اللهجة، تعبيراً عن جولة خشنة من جولات الحرب الناعمة.

إيران ردّت على قرار الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة بإعلان وضع منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم قيد العمل، وأبلغت الوكالة بذلك، كما ردّت على التهديد بالحرب الإسرائيلية بتأكيد استنفار قواتها ودفاعاتها والجاهزيّة التامّة للرد، وتحدّث المسؤولون الإيرانيون عن قرار التعامل مع أي ضربة إسرائيلية بصفتها حرباً أميركية إسرائيلية كاملة، ما يعني استهداف القواعد والمصالح الأميركيّة الواقعة في مدى النيران الإيرانية، إضافة إلى ضربات مدمّرة تطال كيان الاحتلال الذي توفرت عنه كنوز من المعلومات التي وفرها الإنجاز الاستخباري الأخير، وتعتقد مصادر دبلوماسية أن تطوراً في الموقف الأميركي من تخصيب اليورانيوم قد حدث ومهد للتقدم في مسار التفاوض الذي وصفه ترامب بالجيد للغاية، وأن النقاش يدور حول ضوابط للتخصيب والمواد المخصبة ينتظر فيه ترامب من إيران تقديم تنازلات كما قال، ولم تستبعد المصادر أن تكون هناك مشاركة روسية ضمنية للمساعدة على الحلول وتنفيذها، كما لم تستبعد أن يكون الضغط الأوروبي عبر وكالة الطاقة الذرية سعياً لحجز مقعد في قطار الاتفاق الجديد.

بينما خطفت الأضواء مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب والإجراءات التي اتخذتها بلاده في المنطقة تحسباً لردات فعل إيرانية إذا تعرّضت طهران لضربة عسكرية إسرائيلية، يواصل لبنان التخبّط في الملفات الشائكة التي تحاصره من كل جانب وسط ترقب تداعيات توتر أميركي إسرائيلي – إيراني محتمل على لبنان، في ضوء استمرار العدو الإسرائيلي باعتداءاته اليومية على الجنوب والبقاع والضاحية.

وتنتظر الساحة السياسية زيارة توماس برّاك سفير واشنطن في تركيا والمكلف ملف سورية، إلى لبنان، وما سيحمله من ملفات ورسائل للحكومة اللبنانية، تتعلّق بسلاح حزب الله وموضوع التفاوض بين لبنان و”إسرائيل” حول الحدود وملف الإصلاحات.

ووفق معلومات “البناء” فإن الموفد الأميركيّ براك سيحلّ بديلاً عن المبعوثة الأميركيّة مورغن أورتاغوس حتى يتمّ تسليم السفير الأميركي الجديد في لبنان اللبناني الأصل ميشال عيسى. وتشير المعلومات الى أن توم براك سينقل رسالة الإدارة الأميركية للبنان وسيستطلع من المسؤولين في الدولة اللبنانية ما أنجزوه على صعيد الملفات الأساسية لا سيما تطبيق القرارات الدولية وبخاصة القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار وملف حصريّة السلاح وإنهاء السلاح غير الشرعيّ في لبنان لا سيما في المخيمات الفلسطينية، إضافة الى ملف الحدود الجنوبية والشرقية، والإصلاحات المالية والنقدية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ودعم الجيش اللبناني.

واستقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون النائب ملحم رياشي موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه شؤوناً داخلية والوضع في المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة. كما استقبل الرئيس عون الوزير والنائب السابق غازي العريضي وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع السياسية الداخلية والتطورات الخارجية الراهنة.

ووفق معلومات “البناء” فإن جهات سياسية داخلية بالتنسيق مع لوبيات ضغط خارجية في الولايات المتحدة تعمل على تحريض الإدارة الأميركية ودول أوروبية وعربية على رئيس الجمهورية والضغط عليه لوضع مهلة لنزع سلاح حزب الله، وقد بدا ذلك بتصريحات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي الحاليين والسابقين وسياسيين في الحزب الديمقراطي الأميركي وإعلاميين أجانب وعرب معروفين بارتباطهم بـ”إسرائيل”، بموازاة حملة على الحكومة والعهد على مواقع التواصل الاجتماعيّ يشارك بها مناصرو القوات اللبنانية.

في غضون ذلك، وفيما علمت “البناء” أن الإشكالات بين أهالي بعض القرى الجنوبية ووحدات من قوات اليونيفيل قيد المعالجة ويصار الى وضع آليات ميدانية عملية بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتفادي الإشكالات، زار وزير الدفاع ميشال منسى مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، بحضور عدد من ضباط اليونيفيل والجيش، وعُقد اجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين اليونيفيل والأهالي التي تكررت في بعض البلدات.

وأدان منسى الاعتداءات على اليونيفيل التي “تخدم العدو الإسرائيلي”، وأكد “ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل”، وأمل أن “تنجح الجهود بذلك”. وأشار الى أن “الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار”.

بدوره، أكد المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تنينتي “أن قوات اليونيفيل تواصل دعم الجيش اللبناني”، مطالبًا إسرائيل بـ”الانسحاب من جنوب لبنان”. وأضاف في حديث تلفزيوني، “أن الاستقرار في الجنوب هش، وبعض الأطراف تؤثر على تحركات اليونيفيل، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرّك دون الحاجة للجيش اللبناني”. وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور اليونيفيل، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس لها من الصحة.

وكان رئيس الجمهورية استقبل قبل توجهه الى الفاتيكان قائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطلع منه على الأوضاع الأمنية عموماً وفي الجنوب خصوصاً في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.

وأشار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في حديث عبر الـ»LBCI»، الى أن “التشكيك بدور اليونيفبل تشكيك بـ1701، وللبنان فرصة لتأكيد مكانته في الشرق الأوسط”. وقال: “يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد”. وأضاف “احتكار السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة وتنفيذ هذا المبدأ يقع على عاتق سلطات الدولة وأنا أؤيد نهج الرئيس عون بشكل كامل فهو يجمع بين العزم والحذر، وهذا ما يُفترض أن يميز دور رئيس الجمهورية”.

ولفتت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” الى أن العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على لبنان ويخرق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار بتواطؤ لجنة الإشراف الأميركية – الفرنسية، الى درجة إحراج الدولة اللبنانية رغم أن الحكومة والعهد الجديد تشكّلا تحت الرعاية الأميركية والدولية، وأوضحت الجهات أن الحرب لم تنتهِ بل توقفت من طرف واحد والضربات اليومية الإسرائيلية تؤكد أننا لا زلنا في حالة حرب من جانب “إسرائيل” فيما الدولة اللبنانيّة التي تعهّدت للأميركيين تنفيذ التزاماتها بتطبيق القرار 1701 في جنوب الليطاني لم تستطع بالخيار الدبلوماسي والعلاقات الدولية إلزام “إسرائيل” بالانسحاب من تلة أو نقطة واحدة فكيف بانسحابها الى الحدود الدولية ووقف العدوان والخروقات وإعادة الأسرى وفرض إعادة الإعمار؟

وشدّدت الجهات على أن “لبنان طبق معظم التزاماته بموجب القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار لا سيما في جنوب الليطاني، لكن العدو لم يطبق ولا واحد في المئة من التزاماته وفق القرار، فكيف يطلبون من المقاومة تسليم سلاحها فيما يستمر الإسرائيلي بالاحتلال والعدوان والحرب والقتل والنسف ويهدّد بالاجتياح إلى الليطاني والأولي؟

وإذ لفتت الجهات الى أن المقاومة مستمرة بموقفها حتى الآن بالوقوف خلف الدولة وخيارها الدبلوماسي وتسهيل دور الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حذرت من أن نتنياهو يريد استفزاز حزب الله لجره الى الرد ويكون ذريعة لشن حرب أوسع على لبنان لتنفيذ مخططات لا علاقة لها بسلاح حزب الله، بل بالمشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة امتداداً لما يحصل في سورية، ولفتت الجهات رداً على تهديدات العدو بأنه “لو كانت تستطيع “إسرائيل” اجتياح لبنان لكانت فعلت خلال الحرب”، مؤكدة أن المقاومة مستعدة وستقف الى جانب شعبها وجيشها لمواجهة أي اجتياح اسرائيلي.

ووصفت الجهات لجنة الإشراف بـ”شاهد الزور”، وما يقال عن حرية حركة للإسرائيلي لا يمتّ للواقع بصلة، موضحة أن أزمة لبنان ليست بالسلاح بل بالاحتلال والفساد والتدخلات الخارجية والحصار الأميركي للبنان.

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أن الاعتداءات الصهيونيّة المتواصلة ‏على لبنان وفلسطين، وما يرافقها من تدمير وقتل يومي، تكشف الطبيعة الإجراميّة لهذا الكيان ‏الذي يضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والاتفاقيات الدولية.

وقال جشي: “لولا المقاومة لكان شارون وأتباعه لا يزالون يقبعون في القصر الجمهوريّ ‏اللبنانيّ، ولولاها لما كنّا ننعم اليوم بسيادة واستقلال، جميع اللبنانيين مدينون للمقاومة ‏وأبطالها وشهدائها، ومن ينكر ذلك فهو معاند ومصاب بالعمى”.‏

وردًا على بعض الأصوات الداعية للتخلي عن سلاح المقاومة، سأل جشي: “في ظل الاعتداءات ‏اليومية على سيادة بلدنا ومواطنيه وأرزاقهم، ما البديل الذي تطرحونه لردع العدو؟ إذا كان ‏الرهان على القرارات الدولية والعلاقات الخارجية، فإن الحكومة اللبنانية تحظى اليوم بتأييد عربي ‏وخليجي ودولي غير مسبوق، ورغم ذلك فإن الاعتداءات مستمرة يوميًا”.‏ مؤكدًا، أن التخلي عن المقاومة دون بدائل فعلية وقوية لردع العدو هو ‏كلام يفتقد للمنطق والعقل، والحل يكمن في بناء دولة قوية وعادلة، بجيش مسلح وقادر، ‏وإقامة معادلة تقوم على الردع لحماية الوطن والمواطنين.

وصعّد العدو الإسرائيلي من عدوانه أمس، من خلال سلسلة غارات على مناطق متعدّدة من الجنوب الى البقاع، فأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن “الغارة التي شنّتها مسيّرة للعدو الإسرائيلي على دراجة نارية في بلدة دير سريان أدّت إلى إصابة مواطن بجروح”. كما أعلن عن “إصابة مواطن بجروح في غارة شنها العدو الإسرائيلي واستهدفت سيارة في بلدة برج قلاويه قضاء بنت جبيل”.

وأغار الطيران الإسرائيلي ثلاث مرات مستهدفاً أطراف بلدة البيسارية – تبنا، وأغار مستهدفاً على دفعتين منطقة الريحان والزغرين.

وزعمت إذاعة جيش الاحتلال، بأن “سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان”. كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون وغارة على بلدة قبريخا. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة.

وتوجّه الجيش اللبناني نحو حي الأميركان في الضاحية الجنوبية للكشف على أحد المباني. وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقاً إسرائيلياً لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم بإزاحة سواتر ترابيّة عن أحد الطرقات المؤدية الى المنطقة. كما عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من السواتر الترابية وإعادة فتح طرقات في خراج بلدة شبعا – حاصبيا، كان العدو الإسرائيلي قد أغلقها في وقت سابق”.

كما تعرّضت دورية للجيش اللبناني لرصاص قنص في بلدة رامية من موقع قوات الجيش الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى