من دون “حماس”… مشاورات أميركية-إسرائيلية لإدارة غزة بعد الحرب
كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أنّ الولايات المتحدة و”إسرائيل” تجريان مباحثات أولية بشأن إمكانية تشكيل إدارة مؤقتة في قطاع غزة تقودها واشنطن، تتولى الإشراف على إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ تشرين الأول الماضي.
وبحسب المصادر، فإن المشاورات “رفيعة المستوى” بين الجانبين تركزت حول مقترح بتشكيل حكومة انتقالية يرأسها مسؤول أميركي، تتولى مسؤولية إدارة غزة خلال مرحلة ما بعد الحرب، إلى حين استكمال عملية نزع سلاح الفصائل المسلحة، وتحقيق قدر من الاستقرار الأمني، وتهيئة الظروف لظهور إدارة فلسطينية “قابلة للحياة”، وفق تعبير المصدر.
وأكدت المصادر نفسها أن هذه الخطة، التي لا تزال في مراحلها التمهيدية، لا تتضمّن أي دور لحركة “حماس” أو للسلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، كما لم تُقدَّم حتى الآن أي ضمانات أو التزامات بشأن التوصّل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.
وتُعدّ هذه المشاورات جزءًا من مقاربة أميركية تهدف إلى إدارة مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وسط نقاش داخلي في واشنطن حول كيفية منع الفراغ الأمني والإداري في القطاع، في ظل معارضة دولية متزايدة لعودة “إسرائيل” إلى حكم مباشر أو عبر وكلاء محليين. كما تواجه الخطة معارضة محتملة من عدة أطراف إقليمية، تحذّر من أن أي إدارة مدعومة عسكرياً قد تُشعل موجة تصعيد جديدة في المنطقة، خاصة مع ازدياد التوترات على الجبهتين اللبنانية والضفة الغربية.
وفي السياق نفسه، كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أثارت موجة واسعة من الانتقادات، عندما كشف ترامب خلال مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شباط الماضي، عن نية واشنطن “السيطرة على قطاع غزة” وتحويله إلى ما وصفه بـ”منتجع ساحلي دولي على غرار الريفييرا”، مشيراً إلى خطة محتملة لإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة.
هذا التصريح أعاد إلى الذاكرة مخاوف فلسطينية وعربية من خطط “تصفية القضية الفلسطينية”، عبر تغييب حقوق السكان المحليين، وفرض حلول مفروضة تتجاهل الواقع السياسي والإنساني في القطاع. كما اعتبر مراقبون أن فكرة تحويل غزة إلى “ريفييرا” تتجاهل حجم الكارثة الإنسانية، إذ يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع من أوضاع كارثية، في ظل الحصار والحرب المستمرة، وتدمير واسع للبنية التحتية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه غزة عمليات عسكرية متواصلة من الجيش الإسرائيلي، وسط تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار، واستمرار المبادرات الدبلوماسية التي تقودها كلّ من مصر وقطر بدعم من واشنطن.
المصدر: سكاي نيوز عربية