كنعان يجتاز أصعب إمتحان… فماذا ينتظره في الاستحقاق الثاني؟
كنعان يجتاز أصعب إمتحان… فماذا ينتظره في الاستحقاق الثاني؟

“ليبانون ديبايت”
منذ لحظة خروج عدد من الشخصيات النيابية من رحم التيار الوطني الحر، راهن كثيرون داخل التيار وخارجه على أفول نجم هؤلاء، وعلى رأسهم النائب إبراهيم كنعان، الذي غالباً ما صُنِّف ضمن “العقل المؤسساتي” للتيار، قبل أن تتباين التوجّهات ويُفك الارتباط التنظيمي بين الطرفين.
الانتخابات البلدية في الجديدة – البوشرية – السد أتت لتشكّل أول محطة ميدانية تُختبر فيها قدرة كنعان على تثبيت حضوره الشعبي والسياسي، بعيداً عن الغطاء الحزبي التقليدي. لكن ما حصل جاء معاكساً تماماً لكل التوقعات.
خاض كنعان معركة انتخابات بلدية الجديدة – البوشرية – السد في العلن، وكان جزءاً أساسياً من صياغة تحالف واسع ومتعدد، جمع العائلات، والمستقلين، والقوى السياسية، وهذا ما خلُص إلى فوز لائحة المحامي أوغست باخوس، بفارق لافت، وهو فوز لا يمكن عزله عن الدور السياسي والتنظيمي الذي لعبه كنعان شخصياً.
وقد حضر كنعان شخصياً في المشهد الانتخابي في اكثر من بلدة متنية، ساحلاً ووسطاً وجرداً، على غرار ضهر الصوان (بلدته الثانية) التي فازت فيها اللائحة المدعومة منه بنتيجة ٩-٠، وعينطورة والمروج والعيرون ورومية والقعقور وسواها من البلدات.
وبذلك، يكون كنعان قد وجّه رسالة مزدوجة؛ من جهة، أثبت أن حيثيّته الشعبية لا ترتبط حصراً بالتيار، بل تتخطّاه لتلامس المزاج العام العوني والمستقل في المتن، ومن جهة ثانية، قدّم نموذجاً سياسياً جديداً، قوامه الانفتاح والبراغماتية بدل الاصطفاف الحاد والعزلة.
علماً أن كنعان لم يغب يوماً عن المشهد، إن من خلال رئاسته للجنة المال والموازنة، أو عبر حضوره الفاعل داخل مجلس النواب، ولا من خلال نسج علاقات متوازنة مع مختلف المكوّنات، من القوات اللبنانية إلى الكتائب وغيرهم.
بناء على ما تقدم، فقبل سنة من الانتخابات النيابية، يذكّر حضور كنعان المستقل بتجارب سابقة في المتن، على غرار البير مخيبر ونسيب لحود وميشال المر مثلا، كتجربة سياسية متنية لها حضورها في القضاء وعلى المستوى الوطني.
لكن معركة ٢٠٢٦ النيابية تبقى المحطة الأكثر حساسية، فهل ستثبّت الانتخابات القادمة حالة كنعان السياسية المستقلة الوازنة في المتن الشمالي؟ حتى ذلك الحين، بات من الواضح أن النائب إبراهيم كنعان تجاوز أول إمتحان متني انتخابي خارج الاطار الحزبي التقليدي.