عربي ودولي

بعد 100 يوم من “العصر الذهبي”… رسائلٌ “حادة” من ترامب

بمناسبة مرور مئة يوم على تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البلاد “تحتفل اليوم بمئة يوم هي الأكثر نجاحًا في تاريخ الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن إدارته أطلقت “عصرًا ذهبيًا” جديدًا في السياسات الداخلية والخارجية، ومعلنًا سلسلة من المواقف الحادة ضد خصومه الديمقراطيين، وضد الاحتياطي الفيدرالي، في خطاب ناري أمام آلاف المؤيدين في ولاية ميشيغان.

وفي أكبر تجمّع سياسي له منذ عودته إلى البيت الأبيض، قال ترامب، مساء امس الثلاثاء، من ولاية تأثّرت بسياساته الجمركية وملف الهجرة، إن الولايات المتحدة شهدت خلال المئة يوم الأولى من ولايته تغييرات جوهرية “أعادت رسم الأولويات الوطنية”. وأضاف: “خلال 100 يوم، قمنا بتغييرات كبيرة… إنّه العصر الذهبي لأميركا”.

في كلمته التي ألقاها من كلية ماكومب المجتمعية شمال ديترويت، شدّد ترامب على نيته خفض الضرائب إلى مستويات “غير مسبوقة”، وبناء جيش قوي يُعيد للولايات المتحدة هيبتها. وتابع: “واجبنا الأساسي هو حماية الأميركيين وضمان أمن البلاد… ولا مكان للمجرمين في أميركا”.

كما أكد أنه أصدر أمرًا تنفيذيًا جديدًا يمنع مرتكبي الجرائم من دخول البلاد، مشيرًا إلى ما وصفه بتحقيق “نسبة حماية كبيرة جدًا للحدود خلال هذه المئة يوم”.

وانتقد الرئيس ترامب الإدارة السابقة، متهماً إياها بالتراخي في ضبط الحدود وبالسماح للعصابات بالتسلل إلى الداخل الأميركي، مضيفًا: “الديمقراطيون فقدوا ثقة الشعب، ولجأوا للتزوير والغش في الانتخابات… ومع ذلك فاز الجمهوريون”.

في الشق الاقتصادي، شدد ترامب على أن إدارته نجحت في تخفيض معدلات الفائدة ونسب التضخم، واصفًا ما تحقق بأنه “إنجاز غير مسبوق في هذه السرعة”. كما أعلن أن جميع دول العالم “ترغب اليوم في عقد صفقات تجارية مع أميركا”، في إشارة إلى تحسن مناخ الأعمال والثقة الدولية بالاقتصاد الأميركي.

وقبل توجهه إلى التجمع الشعبي، زار ترامب قاعدة “سيلفريدج” للحرس الوطني الجوي برفقة حاكمة ولاية ميشيغان الديمقراطية غريتشن ويتمر، حيث أعلن عن مهمة جديدة للطائرات المقاتلة، في خطوة رمزية لإظهار الدعم للصناعات الدفاعية في الولاية، وعانق الحاكمة عند وصوله في مشهد غير معتاد، خصوصًا مع خصومتهما السابقة خلال أزمة كورونا.

كما أعلن البيت الأبيض، قبل مغادرة ترامب واشنطن، عن التوجّه لتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات، وهي خطوة من المرجح أن تلقى ترحيبًا في ولاية ميشيغان التي تضم العديد من شركات تصنيع السيارات الكبرى.

في الملف الدولي، قال ترامب: “أنا مهتم بالتفوق على الصين ووقف حرب أوكرانيا”، من دون أن يوضح ما إذا كانت لدى إدارته مبادرة دبلوماسية واضحة حيال النزاع القائم. لكنه لم يُفوّت الفرصة لانتقاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، قائلاً إنه “لا يقوم بعمل جيد”.

التجمع الشعبي حمل طابعًا تعبويًا واضحًا. خلف منصة الخطابة، ظهرت شاشات إلكترونية ضخمة تحمل عبارة “100 يوم من العظمة”، فيما رُفعت لافتات في صفوف الجمهور بشعارات مثل: “اشترِ ما هو أميركي، وظّف أميركيًا” و”وظائف! وظائف! وظائف!”.

هذا الظهور السياسي الضخم يأتي في سياق استعداد مبكر للانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل استطلاعات رأي متقلبة، وتحديات داخلية أبرزها ملف الهجرة، وتوازنات المحكمة العليا، والانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول أولويات البلاد.

ويحاول ترامب إعادة رسم صورة قيادية قوية لولايته الثانية، وسط جدل واسع حول سياساته، من الرسوم الجمركية إلى ملف أوكرانيا، مرورًا بعلاقته المتوترة مع مؤسسات الدولة، وأبرزها الاحتياطي الفيدرالي الذي بات هدفًا دائمًا له في خطاباته الانتخابية.

المصدر: العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى