منوعات

موضة ما قبل التاريخ: أول حقائب يد من جلد ديناصور تُصنع باستخدام الحمض النووي الأحفوري

تخيل أن تصبح الموضة والفخامة مرتبطة في ذهنك بعصر الديناصورات! يبدو الأمر خياليًا، أليس كذلك؟ لكننا اليوم أمام ابتكار قد يجعل من هذا الخيال واقعًا مبهرًا، حيث كشفت مجموعة من الشركات عن تعاون فريد يهدف إلى إنتاج أول نوع من الجلود في العالم مصنوع من الحمض النووي للديناصور الشهير، الـ “تيرانوصور ريكس”، أو اختصارًا “تي-ريكس”.

شراكة استثنائية لإنتاج جلد من عصر الديناصورات!

أعلنت ثلاث شركات رائدة وهي “VML” الهولندية المتخصصة في الابتكار الإبداعي، و”لاب غرون ليذر ليمتد” المتخصصة في هندسة الأنسجة البيولوجية الحديثة، وشركة “أورغانويد” الرائدة في تقنيات الجينوم، عن مشروع مشترك يهدف لإعادة إحياء جلد الديناصور باستخدام الحمض النووي المستخرج من كولاجين حفريات الديناصورات، عمرها حوالي 80 مليون سنة!

هل تصورت يومًا أن حقيبتك الفاخرة قد تكون مصنوعة من جلد ديناصور؟ يبدو أن عالم الموضة على وشك أن يقدم لنا نقطة تحول كبيرة.

 

تقنيات علمية متطورة لخدمة الموضة المستدامة

تعتمد هذه التقنية الرائدة على استخدام ما يُعرف بـ”هندسة الجينوم”، وهو تعديل أو تركيب الجينات للحصول على نتائج محددة، بالاعتماد على البروتينات المستخرجة من حفريات التي-ريكس نفسها. وبعد ذلك، من خلال دمج هذه الجينات مع منصة هندسة الأنسجة المتقدمة (ATEP™)، يمكن إنتاج جلد مطابق تمامًا في بنيته وشكله للجلود الطبيعية، دون الحاجة إلى مساعدة الهياكل المصطنعة أو الإضافات الكيميائية.

وتقوم هذه التقنية على استخدام خلايا معدلة جينيًا تمت برمجتها لتتشكل بنفس الطريقة التي تتشكل بها جلود الحيوانات التقليدية، مما يضمن الحصول على منتج طبيعي بالكامل حقيقي التركيب والهيئة.

 

الاستفادة من تراث الديناصورات في عصر التحديات البيئية

ما يجعل هذا المشروع ملهماً حقاً هو أن الديناصورات، وخاصةً التي-ريكس، كانت كائنات استطاعت التكيف مع ظروف مناخية وبيئية صعبة جداً. ويرى العلماء أن دراسة هذه الجينات القديمة واستخدامها يمكن أن يساعدنا في ابتكار مواد أكثر قوة ومتانة، مما يجنبنا الكثير من الأضرار البيئية الناتجة عن الطرق التقليدية الحالية.

وفي تعليقه على هذه المبادرة غير الاعتيادية، قال البروفيسور تشي كونون من شركة “لاب غرون ليذر”: “يمثل هذا المشروع نموذجًا لقوة تكنولوجيا الخلايا في ابتكار مواد فاخرة ومستدامة في نفس الوقت”.

 

لماذا نحتاج إلى بدائل عن الجلود الطبيعية التقليدية؟

السبب الرئيسي وراء هذه الابتكارات هو أن صناعة الجلود التقليدية المعتمدة على جلود الحيوانات تتسبب في أضرار كبيرة للبيئة، مثل قطع الغابات والتلوث الكيميائي الناتج من مواد معالجة الجلود مثل الكروم. بالإضافة إلى الجوانب السلبية المتعلقة بحقوق الحيوان.

على العكس من ذلك، فإن الجلد المستخرج باستخدام تقنية الديناصورات “تي-ريكس” سيكون مادة صديقة للبيئة وخالية من أي أثر جرم على الحيوانات، كما إنها قابلة للتحلل بشكل طبيعي.

 

ما المستقبل الذي ينتظرنا مع الجلود المستخرجة من الديناصورات؟

حسب المشرفين على المشروع، من المتوقع أن يبدأ استخدام الجلد الجديد بدايةً في قطاع الموضة وصناعة الأكسسوارات الفاخرة بحلول نهاية عام 2025. وبالتأكيد لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سيتم توسيع نطاق استخدامه خلال السنوات المقبلة، ليشمل الصناعات الأخرى كالسيارات والمنسوجات الذكية.

وتُقدَّر السوق العالمية للمنتجات الجلدية بنحو 780 مليار دولار بحلول العام 2035، ما يعزز فرصة هذه التقنية الجديدة في إحداث نقلة نوعية حقيقية. إضافةً إلى النمو السنوي المتزايد لمواد الجلود المبتكرة والبيولوجية بنسبة تصل إلى 10-15 في المائة.

خلاصة القول أن ما نشهده اليوم ليس مجرد ابتكار في عالم الموضة، بل هو نقطة تقاطع مدهشة ما بين العلم والإبداع، وبين الماضي السحيق والتحديات المستقبلية التي تفرض علينا البحث الدائم عن حلول أكثر استدامة ومسؤولية.

وفقًا لما ذكره توماس ميتشيل، المدير التنفيذي لشركة “أورغانويد”، فإن:

“إعادة بناء وتطوير البروتينات القديمة للديناصورات يمنحنا فرصة فريدة لإنتاج مادة جلدية استثنائية مستوحاة من التاريخ الطبيعي ويمكن صناعتها بتقنيات حديثة”

أما باس كورستن، الرئيس الإبداعي العالمي في شركة “VML”، فاختصر الأمر قائلاً:

“مع جلد تي-ريكس، نستخدم علم الأحياء القديم من أجل خلق المواد الفاخرة للمستقبل. إن تعاوننا هذا يمثل الحقيقة المثالية عندما يلتقي الابتكار الإبداعي مع أحدث التقنيات الحيوية”

الآن، لربما عندما تسألك صديقة عن سر حقيبتك المدهشة، فقد تضحكين بابتسامة وتجيبين بثقة:

“إنها من جلد ديناصور حقيقي!”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى