المطران كفوري :نتوق الى اليوم الذي لا نعود نرى فيه أي صهيوني أو أي أجنبي على حبّة تراب من أرضنا المقدّسة”
المطران كفوري في تصريح لموقع المدى :
أكّد راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري “أنّنا نتوق الى اليوم الذي لا نعود نرى فيه أي صهيوني أو أي أجنبي على حبّة تراب من أرضنا المقدّسة”، واعتبر أنّ “الفرحة بانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب تشوبها غصّة، لبقائها في خمسة مواقع وتثبيت مواقع عسكرية لها فيها، كما أعلنت”، وخاطب الدول الكبرى واللجنة المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار، سائلاً: لماذا تسمحون لإسرائيل بأن تتصرّف على هواها؟ ما هذا الغنج والدلال”؟ وشدّد على عدم جواز “أن تكون هي الإستثناء دائماً فيما الحقيقة هي المعتدية باستمرار؟ وقال: “لا أعرف كيف يفكّرون وكأنّهم فعلاً يجهلون الواقع على الأرض، لا بل يعتقدون، كما يصوّر لهم الإعلام الصهيوني، بأنّ اسرائيل هي الضحيّة، والشعب اليهودي ضحية، وكأنّ محرقة الهولوكوست لا تزال مستمرّة، علماً أنّ اسرائيل ارتكبت محارق أكبر بكثير من الهولوكست فيما العالم يغضّ الطرف عن ممارساتها”.
وذكّر المطران كفوري بـ”أنّ لبنان هو أوّل دولة في العالم راعت القيم الإنسانية والسماوية والدينية والفلسفية والقانونية، وسارعت إلى تطبيق قوانين الأمم المتحدة وحقوق الإنسان التي يعطوننا دروساً فيها دائماً، لكنّه أوّل من يُظلم ويُضرب ويُقهر، فيما يدّعي الغرب محبّته له، فأين هذه المحبّة؟ المحبّة يُعبَّر عنها بالأفعال وليس بالأقوال”.
وتابع: “العتب عليهم كبير، فكيف تتركون لبنان يتعذّب على هذا النحو، ثمّ تقولون عنه إنّه مهد الحضارة والديموقراطية وإنّه يراعي كلّ القيم التي تنادون بها؟ أنتم تناقضون أنفسكم بشكل رهيب، فلا يجوز أن تدَعوا اسرائيل تعبث بالعالم بهذا الشكل، تفجّر وتحرق وتدمّر وتقتل وتغتال. وهنا اسأل الدول الكبرى: ماذا حلّ بالشرعية الدولية وبالأمم المتحدة وبقوانين العالم؟ أين أصبحت؟ أين حقوق الإنسان التي تعطينا دروساً عنها منظّمة “هيومن رايتس ووتش” كل يوم؟
وإذ أيّد كفوري موقف لبنان الرسمي باللجوء إلى مجلس الأمن “لأنه لا يجوز له أن يخرج عن الشرعية الدولية”، تخوّف في الوقت نفسه من عودة الحرب “اذا لم يتمّ وضع حدّ لغطرسة اسرائيل وتعاليها”.
وبمناسبة تشييع السَّيديْن الشَّهيديْن تقدَّم كفوري من الطائفة الشيعية الكريمة بالتعزية، متمنياً لشعبنا بكل أطيافه الاستقرار والسلام والعيش الكريم، وأن تُعاد له حقوقه التي ينادي زعماء العالم بها”.
لتوسيع صلاحيات الرئيس
من جهة أخرى، عبّر كفوري عن سعادته لوصول العماد جوزاف عون الى سدّة الرئاسة، وقال: ”أوّلاً، هو صديق على المستوى الشخصي، وثانياً هو ابن منطقة الجنوب نهنّئه ونهنّئ الشعب اللبناني به، وكذلك نهنّئ الحكومة الجديدة التي نتمنّى أن تكون على قدر الآمال المعلّقة عليها، لكن لا يمكننا تحميل فخامة الرئيس كلّ المسؤولية فاتفاق الطائف كبّل رئيس الجمهورية وأنا من القائلين بتوسيع صلاحياته بعض الشيء لكي يتمكّن من التحرّك”.