بريد القراء

“وأنت الزهرُ وأنت الماءْ ” مهداة إلى الشهيد الأستاذ محمد علي ناصر فران ” بقلم الدكتور عباس وهبي

شعر الدكتور عبّاس وهبي

“وأنت الزهرُ وأنت الماءْ ”
مهداة إلى الشهيد الأستاذ محمد علي ناصر فران ”
سرْ ما أروع أن تروي
يا نهرَ العزّة
يا تاج البذلِ اللألاءْ
أيُّها البطلُ الرائعْ
لم تثنِكَ الزوابعْ
و لا الموتُ الزؤام
يا سنبلةَ الشمسِ
الحانيةِ
أمام الله علوتَ من الغبراء
إلى الخضراءْ
يا لؤلؤةَ العقلِ التي توهّجتْ
تزيّنت بك قبّةُ السماءْ
ما أعظم أن تعلو في الكون وأن تهوى و لا تهوي
أنت كالغيمِ تجوبُ على
ظلٍ في كلّ الأفياءْ
سخيّاً كالمزنِ
بلا أبوابٍ و بلا حدود
و لقد أردوكَ أشلاءً أشلاءْ
فعدتَ كالنور
يُطلّ من بين الدخان
كالأفلاكِ في العلياءْ
كالمرجِ الضاحك رغمَ
الموت والأرزاءْ
و روحُك ترتعُ في الكون
كالظبيةِ القمراءْ
لكنّك صرتَ بعد العصفِ والرعدِ يُنبوعاً مدرارْ
فكيف أرثيك وبأيَّ رثاء؟!
فأنت المجدُ والإنسانْ
والمعراجُ والإسراءْ
والنخيلُ والسخيُّ و روح البذل والإكرام والإحسان
في السرّاء والضرّاءْ
وأنت المحمد العلي الفرّانُ
من فيضِ الصبّاح
المصباحِ الوضّاء
وأنتَ المشعلُ الدرّيُ
و عطرُ الخزامى الفوّاح
من روح الناصرِ التقيِّ المعطاءْ
وأنت التينُ والزيتونُ
و دمعُ سنين
والنحلُ الرمزُ
يا ابن فاطمةَ الزهراءْ
وأنت الغرسُ والزهرُ
و أنتَ العاصفُ والماءْ
لن يُدركَ الشهداءُ الفناءْ
فأنتَ قنديلُ الإباءْ
و نسمةُ الرجاءْ
يعرفك السرُّ والنجمُ …
و هذا البلدُ الأمين العظيم
زارعاً لبتلاتِ النصر في كلّ الأنحاءْ ….
٠١/٠٦/٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى