مناقشة رواية “رئيس الصدفة ” لمحمد البندر مدينة صور

في حدثٍ ثقافيٍ مميزٍ ، استضافَ مركزُ باسل الأسد الثقافي في مدينةِ صورِ ندوةً أدبية وتوقيع روايةِ ” رئيسِ الصدفةِ ” للشاعرِ والإعلاميِ محمد البندر ، حيث قدمت الحفل الأستاذةِ ملاك درويش ، بحضور رئيسِ الحركةِ الثقافيةِ في لبنانَ الدكتور باسم عباس وحشد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية.

ثم ألقى الدكتورُ داوود مهنا ، والدكتورُ كميل حمادة ، والدكتورُ محمد فقيه كلماتٍ مفعمة بالتقديرِ والإشادةِ ، حيثُ عبروا عنْ إعجابهم بقدرةِ البندر على تجسيدِ قضايا معقدةٍ بأدواتٍ أدبيةٍ بسيطةٍ لكنها بليغةٌ. وأشادوا بعمقِ الأفكارِ التي تناولتها الروايةُ ، وبتقنياتِ السردِ المبتكرةِ التي اعتمدها الكاتب.

تميزتْ الروايةُ بأسلوبها الفريد ، حيثُ أبدعَ البندر في استخدامِ ألسنةِ الحيواناتِ لتسليطِ الضوءِ على الواقعِ المأزوم ولعلَ أبرزها التنكيل السياسي بالصحافيينَ ، والسياسة القائمة على المكرِ والدهاءِ بغيةِ التفردِ بالحكمِ والسلطةِ ، والتعيينات الرئاسية المقنعة التي تخفي وراءها مخططاتٍ سياسيةً ، وتنظيمات تسعى جاهدةً إلى إلغاءِ الآخرِ المختلفِ ، وترسيخ قانونِ البقاءِ للأقوى المرمز لهُ ب ” قانونُ الغابِ ” والذي لفتَ الكاتبُ إلى مظلوميته مقارنةً بقانونِ البشرِ ؛ ذلكَ أنَ الحيواناتِ تحكمها الغريزةُ . فمنْ خلالِ هذهِ الحكاياتِ الحيوانيةِ ، قدمَ نقداً ذكياً وعميقاً للمجتمعِ والسياسةِ ، بأسلوبٍ ساخرٍ ومؤثرٍ في آنٍ واحدٍ .

بدوره عبّرَ محمد البندر في ختام الحفل عن امتنانهِ العميقِ للحاضرين ، شاكرا لهمْ حضورهم ومشاركتهم ، مما أضفى على المناسبةِ طابعا خاصا ، وأكدَ على أهمية التواصلِ الثقافيِ في تعزيزِ الإبداعِ الأدبيِ.
تقرير : أسيل درويش