“نصر” النبطية يطارد الانجازات بدعم محدود
سمير صبّاغ – النهار
لم يمنع الابتعاد عن “الصخب” الذي تعيشه ملاعب كرة السلة في بيروت، #نادي “نصر النبطية” من الانطلاق بإمكانات متواضعة استعدادا لتأسيس اكاديمية تدريبية في كرة السلة للفئات العمرية، تعدّ الاولى في محافظة النبطية فضلأً عن اطلاقهم الفريق الاولى للمنافسة ببطولة لبنان لنوادي الدرجة الرابعة السبت الماضي في احتفال رسمي وشعبي في “مجمع حسن كامل الصباح الرياضي” التابع لبلدية النبطية.
إنطلاقة الفريق كانت عندما تداعى عدد من محبي “الساحرة البرتقالية” من أبناء الجنوب، ليؤسسوا نواة الفريق من لاعبين “هواة”، استهوتهم اللعبة الشعبية منذ أواسط التسعينيات، على وقع الإنتصارات التي افتتحها نادي الحكمة بيروت في البطولة العربية وبطولة آسيا، وتفاقمت مع تأهل المنتخب اللبناني لأول مرة الى نهائيات كأس العالم 2002 في إنديانابوليس.
شرارة الإنتصارات، أطلقت في نفوس اللاعبين، فكرة التوجه نحو اللعبة الاقل شعبية جنوباً. سرعان ما تحول هذا الشغف “الغير منظم” الى تأسيس نادي “نصر النبطية” في العام 2004، من دون الاستمرار على نحو احترافي الى العام 2017 حيث انطلق قطار الاكاديمية المتخصصة في كرة السلة، بمواكبة المدرب الوطني شفيق طه، بحسب ما شرح نائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة ورئيس النادي سامي ناصر لـ”النهار”، وأضاف “في البداية كنا نادي هواة، اليوم توسعت شعبية كرة السلة وبات همّنا ايجاد مدرسة رياضية لاستقطاب الموهوبين وتطوير قدراتهم وتوجيههم نحو عالم الاحتراف، ولا سيما وان التوجه نحو الاكاديميات في بيروت ليس بالآمر اليسير نتيجة البعد الجغرافي وبالتالي قد لا ينالوا فرصة اظهار ما لديهم”.
لا ينفي ناصر ان”المهمة ليست سهلة لذلك نعمل على ان تكون الاشتراكات بالكلفة ونسعى لتغطية مصاريفنا بمساعدة مؤسسات سياحية وتجارية”، لافتاً الى ان “المخيم الميلادي الذي اطلقناه وضم 500 شاب وشابة من مختلف الفئات العمرية كان مجانياً بدعم محلي، مع العلم اننا اصرينا على اجرائه رغم الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الحدود، بغية ضمان تفريغ الطاقات السلبية الكامنة لدى اولادنا بفعل الحرب”.
وفي المقابل اعتبر المدرب شفيق طه ان “النادي يطمح للوصول الى الدرجة الاولى عبر هذه الاجيال التي يتم تدريبها بمختلف الفئات العمرية من خلال مواهبها بمساندة من بلدية النبطية التي تسهل اشغالنا لقاعة رياض الصلح الرياضية في المدينة حيث تجري التدريبات”.
وأردف طه “لدينا فرق من كل الفئات العمرية كما لدينا فريق للسيدات. وهذا كنا نحلم به منذ سنوات، واستطاع فريق الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة من احراز وصيف بطل لبنان العام الماضي”.
ومن جهته، شدد سامي ناصر ان النادي “يسعى لمدّ المنتخب الوطني لا سيما في الفئات العمرية باللاعبين كما سبق وحصل مع اللاعبين هادي ابراهيم وحسن معتوق”.
لا شك ان ما يسعى الى تحقيقه “نادي نصر النبطية” كي يحجز له مكاناً وسط عمالقة السلة اللبنانية صعباً ومعقداً لكن مجرد السعي نحوه يعدّ انجازاً لما يتيح من فرص لأجيال جنوبية صاعدة. فهل يكتب لمسيرتهم النجاح وسط توافر الدعم المحلي والمساندة البلدية؟
جريدة النهار عدد ٣/١/٢٠٢٤