كيف تغيّرت خريطة الأسلحة النووية في سنة 2023؟
شهد عام 2023 أحداثاً مهمةً بالنسبة للدول التي تمتلك أسلحةً نووية، وخاصةً روسيا والولايات المتحدة الأميركية، اللتان تمتلكان أكثر من 90% من الأسلحة الذرية في العالم.
ونشرت وكالة “سبوتنيك”، النسخة الإنكليزية، تقريراً بشأن أبرز التغيّرات النووية التي حدثت في العالم العام الماضي، وكان أبرزها التراجع في الالتزامات الدولية الخاصة بالحد من الانتشار النووي.
وبحسب الخبير في مركز فيينا لنزع السلاح ومنع الانتشار النووي، نيكولاي سوكوف، فإنّه في ذلك العام، علّقت روسيا مشاركتها في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية “نيو ستارت” متّهمةً الولايات المتحدة بعدم الالتزام بها، وهو الأمر الذي زاد حجم المخاطر النووية في العالم، خاصةً في ظل الأزمة الأوكرانية.
ونقلت “سبوتنيك”، عن سوكوف، قوله إنّ التهديدات النووية “بلغت أعلى مستوياتها منذ عام 1962″، كما ألغت روسيا التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بسبب رفض واشنطن التصديق عليها.
بدوره، قال مدير معهد “ليو” للقضايا العالمية في جامعة كولومبيا البريطانية، أم في رامانا، إنّ هناك احتمالات لا تزال قائمة لحدوث “مواجهة عسكرية مباشرة” بين موسكو وواشنطن.
كما شهد عام 2023، وضع روسيا لأسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا وفقاً لاتفاق ثنائي، أكّدت موسكو أنّه لا ينتهك التزاماتها المتعلّقة بالحد من الأسلحة النووية، لكنّه يأتي ضمن ردّها على الوجود المتزايد للأسلحة النووية الأميركية في دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
كما كشفت تقاريرٌ إعلامية أنّ الولايات المتحدة وضعت خططاً خاصة بإنشاء مخازن نووية في قاعدة تابعة لها في بريطانيا، وهي الخطوة التي ندّدت بها روسيا.
وفي 2023 أيضاً، خصّصت الإدارة الأميركية نحو 38 مليار دولار لتحديث مؤسّساتها النووية وخاصةً قنابل “بي – 61” التكتيكية.
أما روسيا، فإنّها تمتلك ترسانة من الصواريخ النووية أبرزها صواريخ “سارمات” الاستراتيجية، التي تمّ وضعها في الخدمة القتالية في 2023.
وبشأن الصين، التي تمثّل قوةً نووية محورية في العالم، فقد أشارت تقارير في الكونغرس الأميركي إلى أنّ الصين تمتلك 500 رأس نووي، ومن المتوقع أن تتضاعف ترسانتها النووية خلال الأعوام المقبلة، في ذات الوقت الذي تواجه فيه بكين اتهامات أميركية بعدم وجود شفافية بشأن برنامجها النووي.
وأشار التقرير إلى أنّ وجود الصين كلاعبٍ نووي محوري جعل العالم رهن ما يمكن أن يوصف بـ”المثلث النووي”، الذي يضم روسيا والصين والولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ هذا الوضع يمكن أن يقود إلى سباقٍ نووي أكثر خطورة مما كان عليه الوضع بين واشنطن وموسكو.
يُذكر أنّه يوجد في العالم 9 دول نووية، يعترف 5 منها بامتلاك السلاح النووي رسمياً وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إضافةً إلى 4 دول لا تعترف بامتلاك السلاح النووي وهي “إسرائيل” والهند وباكستان وكوريا الشمالية.
ويقدّر عدد الرؤوس النووية في العالم بنحو 12 ألف رأس نووي، تمتلك روسيا والولايات المتحدة نحو 90% منها.
المصدر : الميادين