إحتفال الذكرى الثامنة والثمانين لرحيل العالم المخترع الكبير حسن كامل الصباح في النبطية
بدعوة من لجنة الصباح الوطنية وبرعاية من سعادة محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه أحيت النبطية الذكرى الثامنة والثمانين لرحيل العالم المخترع الكبير حسن كامل الصباح في إحتفال أقيم على ضريحه في النبطية.
حضر الإحتفال محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه، ممثل النائب ناصر جابر الأستاذ محمد حجازي، رئيس إتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جابر، رئيس لجنة الصباح الوطنية الدكتور عباس وهبي، ممثل بلدية النبطية الحاج صادق إسماعيل، رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الأستاذ رضوان شعيب، رئيس مدرسة السيدة للراهبات الأنطونيات الأم ماري توما، فعاليات إجتماعية وثقافية وأدبية وتربوية وبلدية وحزبية.
بداية الإحتفال تعريف من الإعلامي علي عميص ودقيقة صمت عن روح العالم الكبير ثم كلمة رئيس لجنة الصباح الوطنية الدكتور عباس وهبي الذي قال:
في رحابِ هذا الشهرِ المُباركِ نُرحّبُ بكم في إحياءِ الذكرى الثامنةِ والثمانين لرحيل العالم الكبير المخترع حسن كامل علي الصباح .. و رغمَ كلّ ما يصولُ ويجولُ من أزْماتٍ و مصائبَ حياتيّةٍ بشكلٍ عام أبينا إلّا أن نُحيي هذه الذكرى العطرة العزيزة على قلوبنا جميعاً مُتماهين مع ما قاله إمامُ العدالة الإنسانيّة عليٌ بنُ أبي طالبٍ “ع” : ” رحم الله امرءً أحيا حقّاً وأمات باطلاً ودحضَ الجورَ وأقام العدل ”
وأضاف حسن كامل الصباح فتى مؤسّسةِ مهندسي الكهرباء الامريكية ، و هو لَقبٌ علميٌّ لا يُعطى إلّا لمن ابتكر في الكهرباء ، و ذلك بعد انتخابه من جمعية المهندسين الاميركيين في نيويورك ، كما مثّل شركةَ جنرال إلكتريك في المؤتمر الكهربائيِّ العالمي الذي عُقد في باريسَ عام 1932 اعجاباً وتقديراً له ، وألقى فيه دراسةً حول تأثيرِ المداراتِ الكهربائية على الأقواس المنعكسة في مُقوّمات القوس الزئبقي. و في 25/01/1933 تمّت ترقيته في الشركة إلى رتبة زميل اي فيلوي بالانكليزية ، و قد لُقّب بأديسون الشرق . و من إختراعاته نذكر اختراعه البطارية الشمسية ” أي الطاقة النظيفة ” و يقول الصبّاح حول هذا الاختراع :” لقد توصلتُ الى هذا الاكتشافِ بأدواتٍ اشتريتُها من مالي الخاص ، و مع ذلك فإنّ شركةَ الكهرباءِ العامة لم تسمح لي بأخذِ امتيازٍ باسمي ، وهي ستستثمرُ هذا الاختراع “.
وختم قائلا كا ن لنا شرفُ المشاركةِ هذا العام بتقديم جائزة الصبّاح ، كما نُثمّنُ حضورَكم غالياً فرداً فرداً…. وأخيراً الرحمةُ والمجدُ لروحِ العبقريِّ الصبّاح ولأرواح مؤسّسي لجنة الصباح الوطنية أ. سعيد الصبّاح و د. كمال وهبي و أ. مهند الصبّاح وغيرهم من الزملاء الذين فقدناهم مُعاهدين على إكمال المسيرة ..
بدورها رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية الام ماري جوزيف توما كان لها كلمة قالت فيها:
بداية، يسعدني، ويشرّفني وجودي معكم نحيي ذكرى رائد كبير من روّاد الإبداع والنبوغ. وما يزيدني شرفاً هو إعطائي الكلام لأعبّر عن مدى شعوري بالفخر والاعتزاز أمام هامة وطنية رفعت اسم لبنان عالياً بإنجازاتها واختراعاتها، إذ فتحت أبواباً كانت موصدةً أمام العلماء والمخترعين.
إذاً، وفي محضر الإبداع والنبوغ، يطيب الكلام، ويحلو امتناناً لإنجازات المبدعين على ما قدّموه خدمةً للبشرية. وعالِمنا الكبير حسن كامل الصباح واحدٌ منهم.
وأضافت إنّ أقلّ الواجب هو الوفاء لمن يستحقه، فالأمة التي لا تحتفي بذكرى علمائها هي أمة لا تستحق الحياة. فكيف والحال هذه إذا كانت الذكرى التي جمعتنا اليوم هي ذكرى رحيل عالمٍ كبير من علماء بلادي، الذين أناروا العالم بفيض إنجازاتهم، وعظيم اختراعاتهم. كما أنّه ليس غريباً على حاضرة جبل عامل، مدينة التسامح الديني، مدينة العلم وموئل العلماء، أمثال الشيخ أحمد رضا، والشيخ عارف الزين، والشيخ سليمان ظاهر، والمؤرخ جابر آل صفا، والعالم الفيزيائي رمّال رمّال، وغيرهم الكثير الكثير ممّن تفوّقوا وأبدعوا في كافة المجالات العلمية والثقافية، وحتى النضالية بوقوفهم بوجه المحتلّ، أن تُنجب عبقرياً أذهل العالم باختراعاته، حتى استحقّ وبكلّ جدارة لقب أديسون الشرق، وفتى العلم الكهربائي.
وختمت إنّ من أولويات واجباتنا كمؤسسات تربوية، هو العمل على إنعاش ذاكرة أجيالنا، من خلال الإضاءة على إنجازات شخصيات رائدة ومؤثرة من بلادنا، كي يتخذهم طلابنا قدوة ومثالاً في وجدانهم وذاكرتهم، ويكونوا حافزاً يدفعهم نحو التفوّق والتميّز. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى استهتار الدولة في تكريم علمائها، وعدم إدراج اختراعاتهم في مناهجنا التربوية، أو إقامة قاعات تُعرض فيها هذه الإنجازات كي يطّلع عليها طلابنا، ولا تبقى مجرّد اختراعاتٍ لا يعرفون منها سوى الأسماء.
رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث الأستاذ رضوان شعيب كان له كلمة تحدث فيها عن جائزة حسن كامل الصباح لابتكارات الشباب التي أطلقت في العام 2014 بمبادرة من بلدية النبطية، وتبرع من شركة الصباح للإعلام والتي استمرت حتى هذا العام في السنوية العشرين لمباراة العلوم وذلك بمبادرة من لجنة الصباح الوطنية، وقال أن رمزية هذه الجائزة أنها موجهة للشباب لإحياء جذوة الابتكار في نفوسهم، خاصةً أن الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث ومباراة العلوم انطلقت من هذه المنطقة في العام 2004 بالتعاون مع اتحاد بلديات الشقيف، وقد أصبحت مباراة العلوم منصة عالمية لإطلاق المبتكرين والمخترعين من لبنان إلى العالمية ونأمل أن تتحوّل معها الجائزة إلى دولية.
راعي الحفل سعادة محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه كان له كلمة قال فيها:
حسن كامل الصباح هذا المبدع العربي اللبناني الجنوبي الذي رسم أحلامه على جدار عقولنا وقلوبنا في بلاد العلم والعالم، تاركاً بصمة خالدة وساطعة كشعاع الشمس وها نحن اليوم نحصد بركاته في مشاريع الحياة اليومية الضرورية، نعم إنه الجنوبي الذي آمن بخيوط الضوء التي تميز بين الخيط الأبيض ومن الخيط الأسود سبيلا للصلاة والصيام والدعاء، حتى تحول هذا الضوء إلى فجر ساطع في طريق المقاومة المستمرة من أجل ان يمزج من علم ودراية بين ضرورة العلم وضرورة البندقية للدفاع عن الكرامة، لأنه رفض أن يكون عالماً مبدعاً من أجل مجتمع المستعمرين لأن قبلته لم تتغير يوماً. فحاول أن يتجه بوجهه صوب الشرق فدفع حياته ثمناً للعزة والعنفوان.
وختم أيها المبدع في ذكرار نجدد الوفاء لك لأننا تعلمنا منك ومن حكمة مسيرتك المليئة بالعبر، كيف تتغير الحكم والأمثال وخصوصا المثل القائل: ليس عليك إسعاد كل الناس، ولكن عليك الا تؤذي أحداً. فأسعدت كل الناس وكل البشرية بما قدمته من فكر وعلم وإبداع، لكنك لم تؤذ أحدا إلا نفسك لتبقى في نفوس الجميع.
وفي الختام تم وضع إكليل من الورد على ضريح الفقيد.