عن “الشيخ” مهدي صادق بقلم المربية الحاجة سلمى علي أحمد
بقلم المربية الحاجة سلمى علي أحمد:
وتعود بيَ الذاكرة الى العام ١٩٧٣ حيث زُرناه في مكتبه في مصلحة الانعاش الاجتماعي ، وكان آنذاك سعادة المدير العام ، وكنا نحمل طلباً هاماً : إنشاء روضة اطفال في جمعيتنا، جمعية تقدم المرأة، حيث كانت النبطية تفتقر يومها الى هذا النوع من التعليم ما قبل الإبتدائي…فإذا الباب مُشرع على حب وابتسامة وترحاب، وإذا بسيماء الإرتياح بادية على وجوهنا، وإذا بالطلب ينال القبول فوراً ويتحقق الانجاز بعد حين، ولا تزال الروضة تعمل لغاية اليوم.
كان الشيخ مهدي إنساناً ودوداً، رقيقاً، مرهف الحس والوجدان، لطيف المحضر. وكان حضوره يُشعِرُ جليسه بالعزةِ والأنفة، فيحس بأنه امام رجل نقي طاهر.
لن اسهب كثيراًفي تعداد شمائله لأنني مهما قلتُ فيه لن يدركني الإنصاف. فيا زارع بذور المحبة والخدمة العامة في مجتمعنا، يا رعاك الله في عليائه. ويا ناثر الطيب في أرجاء وطننا، ستظل في بال كل محتاج مددتَ له اليدَ فابتسمتْ له الأيام …ستظل ابا صلاح في ذاكرة الوطن كما هم الأسلاف ُ الخيّرون .. ويا أيّها الخالد في قلوبنا ، أنا وزميلاتي في الجمعيّة، ستبقى ذكراكَ حيّة ، وعرفاننا بجميلك َ باقٍ من جيلٍ الى جيل.
تغمّدك الله بواسع رحمته ، ولنا ولعائلتك الكريمة الصبرَ والسلوان.