الشيخ صادق في خطبة الجمعة: الدعوة للحياد ملتبسة..وحياد الحكومة السلبي عن الأزمات لا يجد له رادع
اعتبر الشيخ صادق في الجانب السياسي من خطبة الجمعة أن اعتراض الطائرة المدنية الإيرانية من قبل طائرات عسكرية معادية هو قرصنة جويّة هددت مدنيين وكادت تزهق أرواحاً بريئة.
وفي الشأن الداخلي قال سماحته: ” إن الدعوة الى حياد لبنان تفتح باباً للخلاف يضاف الى الواقع المتشظي الذي نعيشه، وتحتاج في أقل تقدير الى رفع الإلتباس حول موقفها تجاه الثوابت الوطنية. وإن هكذا رؤىً ونظريات أحادية لطالما اصتدمت بالواقع اللبناني المتنوع ولم تنتج حلولاً بل عمّقت الإنقسام داخل مكونات المجتمع.”
وأضاف: ” إلا أن الجهة التي اطلقت البادرة بما لها من رمزية روحية تدعونا لملاقاة طرحها بالخطاب الهادئ وتجنّب لغة التخوين أو الإنزلاق الى الفتنة الطائفية لا سمح الله.. إننا اكثر ما نحتاج اليوم الى تحرى المشتركات لنبني عليها وأن ننصرف الى اجراءات عملانية قابلة للتطبيق الفوري والثمار السريعة.
وتطرق سماحته الى أزمات البلد الداخلية معتبراً أن: “حياداً من نوع اخر نراه يسير في لبنان دون رادع جدي وهو حياد الحكومة السلبي عن ازمات البلد التي تتوالى فصولها. من ازمة الدولار والتلاعب المريب بسعر صرفه، الى السلة الغذائية التي لا تزال فارغة ألا من وعودٍ بملئها، الى المازوت الذي يذهب دعمه لجيوب المحتكرين بينما المواطن يهيم على وجهه من محطةٍ الى اخرى ليحصل عليه باسعار السوق السوداء، وصولاً الى فضيحة الدجاج واللحم الفاسد الذي استغرق الدولة اربع سنواتٍ بعد تاريخ انتهاء صلاحيته لتهتدي السبيل اليه، وطيلة هذه المدة كان اطفالنا يبتلعون السمّ القاتل الموظب في علب منمقة. فالمطلوب بخصوص هذه الفضيحة مواجهة صاحب الشركة المنتجة بتهمة القتل المتعمّد دون اغفال محاسبة اجهزة الرقابة الصحية عن التأخر كل هذه المدة عن كشف الجريمة التي استمرت سنوات.
وفي ما يتعلق بفيروس كورونا اعتبر سماحته: ” أن وطننا على اعتاب تفشي المرض وإن تلافي ذلك يقع على عاتق المواطن بالدرجة الاولى ووعيه وتقيده بالاجراءات. والمطلوب بموازاة ذلك التحسّب للأسوأ لا قدّر الله وان تُراجِع الجهات المعنية خططها وتتأكد من جهوزيتها وسد كافة الثغرات. وفي هذا الاطار ننوه بجهود محافظ النبطية الجديد وخلية الأزمة في المحافظة ومصلحة الصحة والبلديات والطواقم الصحية حيث اجتمعوا بالأمس لتنسيق جهود مواجهة الوباء. وفي هذا الشأن لاتزال مسألة حساسة عالقة تحتاج الى حل سريع وهي فحوصات ال pcr في مستشفى النبطية الحكومي، عجباً ويا للأسف ان المستشفى الحكومي، المشهود لها بخدماتها الجليلة للمنطقة، الى الآن لا تستطيع اجراء هذا الفحص! واقصى ما تستطيعه استقبال ٢٠ عينة ترسلها الى مستشفى الحريري في بيروت! هذا مؤشرٌ مقلق وهو برسم المعنيين في وزارة الصحة وادارة المستشفى لاجتراح الحلّ المناسب.”