إحتفال في متوسطة عربصاليم الرسمية بمناسبة تقاعد المربية فاطمة نور الدين
نظمت متوسطة عربصاليم الرسمية إحتفالاً تكريمياً ، نهار السبت في 29 شباط 2020 ، بمناسبة تقاعد المدرّسة فاطمة نورالدين ، بحضور المدير و افراد الهيئة التعليمية و جمع من عائلة المحتفى بها . وكانت كلمة للمدير الاستاذ محمد حرب أشاد فيها بعطاءات ومناقبية وسلوكيات الاستاذة فاطمة ، ومحبة وتقدير واحترام الجهاز التعليمي لها ، وكذلك احترام الطلاب لها .
وكانت ايضاً كلمة للمدرّسة فاطمة حمادي وأخرى للمدرّسة منى سعادة ، وركز الجميع على محبتهم واحترامهم لها كما تمنوا لها ايضاً الصحة والعافية .
واخيراً شكرت المعلمة فاطمة المدير وزميلاتها المعلمات وزملائها الاساتذة والحضور وجاء في كلمتها ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا ونبينا محمد رسول الله و على آله الطيبين الطاهرين .
الحمد لله الذي علّم بالقلم ، علّم الانسان ما لم يعلم .
الزميلات و الزملاء ، الأهل و الحضور الكريم .
لعلّ حالي اليوم أمامكم هي حال الشاعر ابو الطيب المتنبي، وهو يفارق سيده وصديقه سيف الدولة الذي كان يجسد أقصى طموحاته في علمه وحزمه، في قوله و فعله ، ولم يجد بداً ان يعترف امامه ، و ها انا اعترف امامكم :
يامن يعزُّ علينا أن نفارقكم وجداننا كلُّ شيءٍ بعدكم عدم
لقد كنتم العزيمة التي تدفعني الى العمل دفعاً ، و كنتُ أكبّرُ فيكم جهادكم الدائب وقدرتكم الخارقة على دفع التحدي، رغم ما تعانون جميعاً من مشاقٍ اسريةٍ واجتماعية، ورغم المجهودات التي ترهق أعصابكم في ظل الأوضاع الراهنة، و الصعوبات الاقتصادية و المالية التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان ، لكنها لم تنل من عزيمتكم .
كنت و سأبقى فخورةً بانتسابي إليكم لأنكم اسرتي وأهلي فمنكم الأخت و الإبنة ، الأخ و الإبن ، ولكم كنت سعيدةً بنجاحكم الذي لم و لن تعرف شموسه غروباً بإذن الله .
إنكم تقضون أعماركم في سبيل نشر العلم و فضائله، ولا تنتظرون من أي مخلوق مهما كانت مكانته، وعلا شأنه جزاءً و لا شكوراً .
الأحبة لقد تعلّمت من كل واحد وواحدة منكم ما لم أتعلمه في كل الكتب ، فما وجدت فيكم الا النبل والخصال الطيبات التي ملأت نفسي طمأنينة ورضى . لقد كنت وأنا الكبيرة بينكم أتعلم كيف تكون العظمة، وكيف يكون الكبرياء من دون كبر و لا رياء ، فكان على لساني أن يقول بشكركم .
الأحبة و أنا إذ أغادرهذا الصرح العلمي المميّز وأودعكم لا أخالني أجد في غيركم سماحة اخلاقكم، ولا سمو مشاعركم، ولا رجاحة عقولكم . انني عاجزة عن وصف مشاعري في هذه اللحظة بالذات، لان لساني يعجز عن التعبير عما يخالج نفسي من مشاعر متباينة فيها من الفرح و الحزن والأسى . الفرح أنني عشت سعيدة بينكم ، و الاسى أنني أغادر هذه المؤسسة العزيزة الغالية والتي سأبقى دائماً معتزّة بالإنتماء اليها ، كيف لا وقد قضيت فيها ما يقارب ال 40 سنة ، جمعتني باخوة و اخوات كرام أعزاء، وتقاسمنا فيها الفرح والسعادة و الاحزان و التجارب والخبرات في جو مفعم بالإحترام و التقدير المتبادل .
أخيراً ألتمس منكم أن لاتبخلوا علي بدعائكم في كل أحوالكم وأينما كنتم : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
أكرر شكري لكم على هذا التكريم وآمل ان تستمر حياتكم و عطاءاتكم بالزحم الذي عرفتكم به. والسلام عليكم .