أسبوع المرحوم الوزير علي قانصور في بلدة الدوير
موقع جنوب لبنان
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي واهالي بلدة الدوير الجنوبية ذكرى مرور اسبوع على وفاة وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الاعمال الراحل علي قانصو، بمهرجان خطابي حاشد أقيم في النادي الحسيني في الدوير وحضره وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال طارق الخطيب ممثلا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، النائب علي عسيران، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، الوزير السابق فايز شكر، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عضو قيادة الاشتراكي في الجنوب سرحان سرحان، ممثل الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان نعمان شلق امين فرع الجنوب احمد عاصي، رئيس المكتب السياسي في حركة امل جميل حايك وعضو هيئة الرئاسة خليل حمدان والمسؤول التنظيمي في الجنوب اسم لمع، ممثل تحالف القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان محمد ياسين، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيس المجلس القاري الافريقي نجيب زهر، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه، مدير عام جمعية المبرات الخيرية الشيخ علي سنان، وشخصيات وفاعليات ورؤوساء بلديات ومخاتير ومحازبين ومواطنين.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي وكلمة تعريف وتعريف من حسن حاوي ، ألقى إمام بلدة الدوير السيد كاظم إبراهيم كلمة رثا فيها “أخي وصديقي الراحل الكبير الأستاذ علي قانصو هذا المناضل الذي تفتحت منذ البداية مداركه على مآسي هذا الوطن ومواجعه، هذا المتشبث بقناعته ومواقفه التي لم تزعزعها كل الرياح التي عصفت بهذا الوطن، هذا المتمسك بمبادئه التي هي بإختصار عزة هذا الوطن وقوت المواطن فيه الى عيش كريم قائم على العدل والشفافية والكفاءة، هذا الألمعي المتوقد ذكاء ومعرفة، هذا الأريحي الخلوق الممتلىء بشراً ورحابة، وفي النهاية هو الإنسان بكل ما في هذه الكلمة من إتساع، إنه أبو واجب فقدينا الكبير الذي جمعتني به قناعات وأفكار ومبادىء كثيرة منذ تعارفنا في رحاب هذه البلدة الدوير الحبيبة منذ اكثر من أربعين سنة.
ثم ألقى منفذ منفذية الحزب السوري القومي الإجتماعي في النبطية المهندس وسام قانصو كلمة تحدث فيها عن علي قانصو، الوزير والفذ والناشط الذي حمل التزامه الوطني والإنساني في جوارحه. لم تنل الوزارة من تواضعه ومحبته للناس فكانت البسمة تنساب طيبة من شفتيه يعلوها الشذا كأنها تعبر عن سعة الصدر والمروءة الكامنتين في اعماقه، ولقد إستمر ابو واجب في كل ايامه وساعاته لا يهدهده الكرى ولا تؤرقه الصعاب دائما أخضر العود وشمسه تشرق في كل النفوس.
وكانت كلمة للعميد المتقاعد أمين حطيط باسم أهالي بلدة الدوير عبر فيها عن إفتقاد البلدة لإبنها أبا واجب “حيث نفتقد مبادرتك للتحية والسؤال عن اصدقائك ومعارفك وإهتمامك بشأن هذا او ذاك من مراجعيك او ملتمسي خدمة، فأنت أنكرت في سلوكك ما يجنح اليه البعض الذين اذا كبروا يتكبروا على مجتمعهم لكنك كبرت انت في المجتمع وكبروا المجتمع فيك وإتخذت من المناصب التي تقلدتا ومنها الوزارة أداة خدمة للاخرين ولم تجعلها حواجز تمنع الاخرين من الوصول اليك فكنت قريباً من كل من عرفك يا حبيب القلب.
وألقى نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أبو نضال الأشقركلمة باسم القوى والفصائل الفلسطينية حيا فيها روح فقيدنا الكبير علي قانصو” الذي شهد الارتداد والهزائم من أدوات إستبدلوا الاعداء وكانوا أدوات للمشروع الإمبريالي الصهيوني في بلادنا لكنه ما هان وظل يؤشر على الطريق الصحيح يصحح المواقف الثابت عليها ويؤشر باتجاه العدو الوحيد ويؤشر على خطر الصهيونية الجاثمة على ارض فلسطين. فلسطين التي كانت بالنسبة له الحلم والطموح. فلسطين القضية المركزية للأمة. هكذا كان لا هان ولا إستكان. ولا أغرته المواقف كما أغرت الكثيرين واليوم شعب فلسطين بوفائه لتلك المواقف الثابتة الجريئة الشجاعة. شباب فلسطين اليوم يبتكرون أساليب النضال ووسائل النضال، من أجل ان يستمروا في نضالهم.
وقال لقد “شهد الوزير قانصو التحرير وانتصار عام 2006 وإنتصار غزة على آلة الدمار الصهيونية وغطرستها. وشهد على إلإنتصار على المشروع الصهيوني الإمبريالي، المشروع التفتيتي التقسيمي في سورية التي تعيد اليوم مجد سورية الى حاضرها.
وكانت قصيدة للشاعر حسين شعيب من وحي المناسبة ، ثم القى وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل كلمة باسم حركة أمل ” استذكر فيها الصديق ، القومي، الوطني ، حيث نستعيد اليوم في ذكراه التأكيد على الحفاظ على ثوابتنا التي آمن بها ، واولها فلسطين التي يجل ان تبقى قبلتنا وملتقى قيمنا، فلسطين التي اول من دعا الى بناء القوة من اجل الدفاع عنها امامنا القائد السيد موسى الصدر، وقبله ربما الزعيم انطون سعادة، انطون سعادة الذي امن به علي قانصو يعكس ارادة الامة في مواجهة اعدائه الحقيقيين ، لهذا ألتقينا على طريق الاستعداد لتحرير فلسطين، مقاومين في لبنان واليوم نؤكد ان المسؤولية تزداد بالالتزام بقضية فلسطين في وجه المؤامرات التي تحاك تحت عناوين مختلفة ، اخرها صفقة القرن او صفقة العصر، التي يروج لها ويحضر لها، لكننا نؤمن كإيماننا بالنصر في لبنان ان فلسطين ستعود ويجب ان تعود، وستعود بارداة ابنائها في الدرجة الاولى الذين لم يهنوا لو يحزنوا وبقوا على نفس الخط ملتزمين رغم كل التحديات ، نعم وعلى المقلب الذي احب على الدوام ، سوريا، سوريا البطلة بقيادتها وجيشها وشعبها والذي استطاع ان يكسر كل المؤمرات التي حيكت من الابعدين ومن الاقربين، وها هي اليوم تعود وتستعيد قوتها وموقعها وهي بالتأكيد سوريا التي نعرفها، ستكون المحور الاساس في ضرب مشروع صفقة القرن الذي يخطط له لاسقاط قضية المنطقة ، ليس فقط في فلسطين بل على مستوى الامة كل الامة .
وقال: نحن اليوم مدعوون لاعادة ترتيب وتنظيم علاقاتنا كلبنانيين مع الشقيقة سوريا على القواعد التي تؤمن مصالح البلدين، وعلى القواعد التي تؤكد وتسلم بمركزية الدولة السورية وبوحدة اراضي سوريا في مواجهة كل المشاريع التي تخطط لها، وعلينا ان نكون واعين كمسؤولين على الساحة اللبنانية ، وكقيادات سياسية نه اصبح من الضروري والضروري جدا ان نتعاطى بواقعية وان نتعاطى بعقلانية مع مسألة فتح الحوار الجدي بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، ليس فقط من اجل حل قضية النازحين، وهي قضية مركزية بل لان طبيعة العلاقة بين البلدين تستوجب ذلك ، وان من مصلحة لبنان بالدرجة الاولى ايضا تستوجب ذلك خاصة مع ما نرى من تحولات ميدانية اساسية على مستوى الجبهة الجنوبةي في سوريا ، بما يؤمن للبنان منفذه البري الطبيعي على العالم ، كل العالم.
وقال: ليس مسموحا بعد الان ان نضيع المزيد من الوقت في سجالات لا تعكس حقيقة الواقع ولا تعكس صورة المسؤولية في التعاطي مع تشكيل الحكومة ، التي ندعو الى الاسراع فورا في اطلاق حوار وورشة حقيقية بين المعنيين بهذا التشكيل للوصول الى حكومة وطنية جامعة ترتكز على النتائج السياسية للانتخابات النيابية وتستطيع ان تصيغ المشروع القادر على معالجة التحديات التي يواجهها وطننا ، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمالي، كثير من التحديات تقف امامنا ولا يمكن ان نواجهها بعقلية المحاصصة وعقلية الزبائنية والعقلية التي تقف عند حدود مصالح الافراد او الجماعات على حساب المصلحة الوطنية لان ما نشهده اليوم يدل من جديد على عمق عقم نظامنا السياسي الذي ما دام يرتكز على طائفية سياسية لا يمكن ان يتطور .
ثم كانت كلمة رئيس الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باسم حزب الله رثا في مستهلها “ابو واجب، النسر الذي لم يأبه لإرتفاع القمم ولم يكل عن التحليق، أمثاله لا يرحلون ولا يغادرون، هم أصحاب حضور يتوهج عند كل مفترق جديد، لحزبه، قيادة ورفاقا، لأهله، لأبناء بلدته ومنطقته، ولكل محبيه نقول على رؤية وطنية وقومية واضحة محورها نصرة فلسطين وإستنهاض الأمة تلاقينا معاً، وتشابكت سواعدنا وبذلنا دمائنا وارواحنا ندفع المخاطر عن وطننا وأمتنا ونصون سيادتنا ونبني دولة تقول على القانون وتديرها المؤسسات تنأى عن الطائفية البغيضة وتعتمد معيار الكفاءة والاهلية والنزاهة، نجحنا معاً في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وحروبه العدوانية، وأسقطنا معاً غزوة الارهاب التكفيري في لبنان وسورية، وكنا مع إخوتنا في حركة أمل وبقية الاعزاء في الاحزاب الوطنية اللبنانية نشكل مرتكز الصمود والمقاومة ورأس الجسر المتحرك والجاذب لمزيد من التفاهمات والتحالفات من أجل تطوير الحياة السياسية في البلاد واعتماد المواطنة كمحور لاهتمام الدولة ومؤسساتها دون تمييز بين أبناء الطوائف والمذاهب والمناطق.
وقال: أبو واجب كان معنا وزيراً مناضلاً، وكان قيادياً ورئيساً تلتقي حوله وفيه مبادرات وتطلعات القوميين الاجتماعيين، وفي هذه المحطة الزمنية نواصل دربنا معاً مع إرتفاع لدينا في منسوب التصدي للهموم الداخلية، آملين أن ترى الحكومة الجديدة النور وقد تم اعتماد معايير واحدة ومحددة، لتجد القوى السياسية بغالبيتها الواسعة تمثيلاً وحضوراً ومشاركة لها في حمل أعباء مسؤولية إدارة شؤون البلاد والعباد، ومعالجة ملفات قديمة ومستجدة في الكهرباء والاتصالات والنفايات والمقالع والكسارات والركود الاقتصادي والعجز المتنامي، وملف النازحين وإصلاح الادارة ومكافحة الفساد وغير ذلك من الملفات ولعل الوقت بات يسمح بقرع الباب لاعادة الحرية الى العلاقات اللبنانية الرسمية مع سورية وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، المهام لا تزال عديدة والوقت أمضى سلاح بيد أهل الجد والمسؤولية، لكنه في المقابل هو أخطر سلاح بيد المتلاعبين بمستقبل ومصيرأبنائه، سنواصل يا أبا واجب مهامنا الوطنية يداً بيد مع إخواننا في حركة أمل ومع رفاقنا في حزبك الرائد الحزب السوري القومي الاجتماعي ومع كل شركائنا في النضال الوطني والقومي.
ثم ألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلمة قال فيها:
أبدأ بقول سعاده وهو الذي أحببت وهو كما كتبته لرفقائك عشية انتقالك: “قد تسقط اجسادنا، إلا ان نفوسنا فرضت حقيقتها على هذا الوجود”.
لقد خطفك الموت سريعاً، وكنت في أوج عطائك، إلا أن نفسك فرضت إيمانها وعقيدتها وخطها وأثرها على هذا الوجود. لقد رحلت جسداً لكنك حجزت حضوراً راسخاً في ذاكرة وطنك.
لقد أُعطيت الامانة فأثمرت على يديك مواقف عز، وعمقاً وصلابة وتفوقاً في الايمان، وشجاعة وإقداماً في التصدي لكل اعتداء على حقنا ووطننا وشعبنا.
وضعتَ سورية أيقونة في قلبك، وحرقت كل المراكب التي لا تؤدي إلى فلسطين، فكانت فلسطين دمعة في عينيك، ورصاصة في بندقيتك، وجسداً متفجراً بوجه مغتصبيها، وكانت طريقك إليها واحدة، هي طريق المقاومة.
خمسون سنة أمضيتها في الميدان، وكنت بقامتك الشامخة فارساً كفرسان الأيام الغابرة يقاتل من أجل معتقده، وما ترجلت تعباً، ولا تأوهت متألماً، ولم تسقط متعثراً.
آمنت بسورية الواحدة الموحدة، وبأن مصائبها هي نتيجة الجهل، والانحطاط الاخلاقي، ونتيجة القضايا الفاسدة التي يساق الشعب في تياراتها العمياء، فقاتلت قتالاً شرساً ضد من يتآمرون على تفتيت شعبك، وعلى تقسيمه إلى فئات متنازعة، وهو واحد. وضد من يتغنون بتبعيتهم للخارج، وأعلنتها حرباً شعواء على مماليك هذا الزمان، مماليك السلطان الاميركي والعدو “الاسرائيلي”، ومماليك الارهاب وزبانية الشر، الذين يتسترون بالأثواب المقدسة، وهم منها براء.
خمسون سنة، وأنت صامد كالطود، تقاوم ولا تساوم، تقاتل ولا تهادن، تحمل على كتفيك قضايا وطنك المحقة، فلا استكنت ولا تعبت، ولا يئست، ولا غيّرت، ولا بدلت.
شنوا على بلادنا حرباً عالمية، وأرسلوا الى العراق وسوريا ولبنان شذاذ الآفاق والمجرمين والقتلة، من بعض عالمنا العربي، ومن أميركا ومن الغرب المتأمرك. وعاثوا قتلاً وفساداً ودماراً، وحاولوا قلب سلم المثل والفضائل والقيم. فأصبحت الخيانة في عرفهم هي الوطنية، وأصبح التسكع تحت اقدام المحتلين هو الإقدام، وأصبح قتل النفوس هو الفضيلة، إلا أن أمتنا الحية، بعراقها وشامها ولبنانها وفلسطينها، برجالها ونسائها وأطفالها وجيوشها ومقاوميها داست على الغزاة، وحققت بعد كل التضحيات الانتصار تلو الانتصار، والغلبة تلو الغلبة.
زرعوا في امتنا كياناً “اسرائيلياً” غاصباً، وأمدّوه بكل وسائل الدمار، ودعموا اغتصابه في كل المحافل الدولية. وهم يحاولون الآن المقايضة، من أرض فلسطين على ارض فلسطين، بما يطلق عليه “صفقة القرن” والغاية كما كنا نقول دائماً، هي الاجهاز على كل فلسطين، وابتلاع كل فلسطين. فالقدس على قداستها، ليست هي المسألة فقط، بل المسألة هي فلسطين. هي بقاء فلسطين ووجود فلسطين. ونعتقد أن كل مساومة أو مفاوضة على أية بقعة من فلسطين، هي مفاوضة على الاستسلام. كما نعتقد أن شعبنا في فلسطين بدأ يعي هذه الحقائق. ونحيي من هنا نضالاته وتضحياته وابتكاراته التي تعبر اجواء فلسطين وصموده، وتعامله مع النار بالنار. ونقول له بأنه عندما يصمت العالم عن تأييد الحق والعدالة فلا يكسر هذا الصمت إلا المقاومة، ولا يحسن البلاغ إلا دماء الشهداء. كما نحيي أولئك الاطفال الذي يتحدّون ويهددون جنود العدو بحناجرهم وقبضاتهم وحجارتهم بوجوه ملؤها الغضب والإصرار والإقدام، وهذا ما سيدخل بقوة الى وعي العدو، بأن شعباً ينشأ أطفاله على هذا الرفض وهذه المقاومة، وهذا التحدي، وهذا التمسك بالحق، هو شعب لن ينسى، ولن يموت، وسيكون اداة الانتصار. وسيعلم الذي يعملون لصفقة القرن انهم يعملون لقضية خاسرة، ولن يقبضوا بأيديهم سوى على الرياح.
وقال: كنت رئيساً لحزبنا يوم حيكت المؤامرة على لبنان في 2005، وكنت رئيساً ايام الاعتداء “الاسرائيلي سنة 2006 على لبنان، وكنت رئيساً في الهجوم المفبرك وتركيب الملفات المزورة على حزبنا في 2007، وكنت رئيساً إبان مجزرة حلبا التي وغلت فيها الوحوش البشرية على دماء رفقائنا العزل، فكنت خير القائد الحكيم المناضل وكنت القائد الصلب الذي لا يهدأ، وشاهدت كيف حطمت تلك الدبابات “الاسرائيلية”، في الجنوب الصامد وكيف سحق جنود العدو فيه، وكيف يتأمن الانتصار عندما تتوفر الارادة ويتوفر الايمان، ويتوفر المقاومون الابطال المؤمنون بحقهم بالسيادة على ارضهم وبالدفاع عنها.
وكنت وزيراً في العديد من الوزارات في لبنان، فتماهيت مع مواقف حزبك، في الدفاع عن المقاومة، وفي العمل لوحدة الشعب في لبنان وللسلم الاهلي، وفي الوقوف بجرأة ضد محاولات الفتنة والتقسيم والتجزئة، وفي الوقوف الى جانب المطالب المحقة والمشروعة للعمال والمتعاقدين وأصحاب الدخل المحدود، وفي محاربة الفساد والمفسدين.
برحيلك يا رفيقي جسداً، نفتقد قامة من قامات النهضة والحزب ممن أغنوا مسيرة نضال الحزب في كل الميادين حيث جسّدت نموذجاً راقياً في فهم السلطة ودورها في احتضان مواطنيها وتحصينهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
نلتقي اليوم في ذكراك التي تتزامن مع ذكرى استشهاد سعاده المعلم والقدوة في 8 تموز فكان ضحية الظلم والعمالة والإجرام والخيانة والجهل، وكأنك أبيت إلا أن تكون معه على موعد في شهر تموز الفداء والعطاء، نلتقي اليوم لنؤكد لك ان روحك حاضرة في كل ما ناضلت، في كل ما اعطيت، في كل ما عملت، في كل ما انتجت، في كل ما كتبت، وفي كل مسيرتك الريادية في قيادة حزبنا في اصعب وأحلك الظروف، فكنت القائد الفذ والسياسي المحنك والمناضل العنيد والرئيس القدوة. حميت الحزب والنهضة والمسيرة من شر المتربصين وحقد الحاقدين، ورفعت مع رفقائك لواء انتصار القضية في وجه كل الاخطار سواء الداخلية او الخارجية.
غادرتنا في زمن نحن بأمس الحاجة الى امثالك في الحكمة والصبر والتعقل والحسم والإرادة والفعل لمواجهة كل ما يخطط لأمتنا تحت عناوين مختلفة، تتعرض فيها لحرب وجودية تستهدف بيئتها التاريخية وجغرافيتها وتركيبتها الاجتماعية باتجاه تفكيكها وتحقيق الانشطارات فيها على قواعد طائفية ومذهبية وعرقية خدمة للمشروع الصهيوني وتأميناً لكيانه الغاصب على أرض فلسطين، وتأميناً للمصالح الاستعمارية في أرضنا وثروتنا وخيراتنا. مؤكدين لك ان حزبك سيبقى حزب النهضة رغم كل الجراحات النازفة، وسيبقى حزب النضال في كل الميادين، حزب الشهداء، حزب المدافعين عن قضية الامة، وسيبقى حركة تغييرية اصلاحية تدعو للمواطنة والدولة المدنية لتعميق مفهوم الهوية الوطنية، وحزب الوحدة على مستوى كيانات الامة كلها، حزب بناء الانسان الجديد في قيمه، ومفاهيمه، في أخلاقه ومناقبه. “بهذا الايمان نحن ما نحن وبهذا الايمان نحن ما سنكون”.
باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي اتقدم من الرفيقة صباح ومن اولاده الدكتور واجب والدكتور فادي والدكتورة ميسلون بأحر التعازي وعزاؤنا بأنهم خير ابناء لخير أب.
وداعاً أيها الامين الرئيس، سنبقى شركاءك في النضال، لتحي سورية.
وفي الختام ألقى نجل الفقيد الدكتور واجب قانصو كلمة باسم العائلة توجه فيها بالشكر “لكل الذين شاركونا العزاء لاسيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري وسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكافة الوزراء والنواب ورؤساء الاحزاب الوطنية والاسلامية والفلسطينية.
ثم أقيم مجلس عزاء للمقرء حسن رمال
بعدها توجه الحضور الى ضريح الراحل قانصو وأدت ثلة من ” السوريين القوميين” التحية .