اللقاء الروحي الصيداوي انعقد في دار الافتاء في صيدا
عقد اللقاء الروحي الصيداوي اجتماعه الدوري في دار الافتاء في صيدا بدعوة من مفتي صيدا واقصيتها الشيخ سليم سوسان ومشاركة : مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران ، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد ، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار ومتروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري .
وصدر عن المجتمعين بيان تلاه المفتي سوسان وجاء فيه :
التقى في دار الفتوى في صيدا في هذا الصباح اصحاب السيادة المطران نصار والمطران كفوري والمطران حداد وسماحة المفتي الشيخ محمد عسيران وسماحة المفتي الشيخ سليم سوسان في لقائهم الروحي الدوري .
تداول المجتمعون حول بعض الأمور التي تعاني منها المنطقة ويعاني منها لبنان . وكان ابرزها المطالبة والتأكيد على كل المرجعيات الأمنية ان تسارع بالعمل في اطلاق المطارنة المخطوفين وبعض الكهنة ايضا حتى يعودوا الى دورهم بأمن وخير وسلام لأن هذه القضية تزعج كثيرا من المحبين والأصدقاء والمرجعيات الدينية رافضين كل خطف يقوم على ظلم الناس .
كما اكدت هذه المرجعيات الروحية انها في صيدا وفي الجوار على مسافة واحدة من كل القوى وانها على اتصال دائم مع هذه القوى وان عملها هو في خدمة الناس وخدمة القيم والرسالة التي تحملها .
كما اكد المجتمعون ان المسيحيين في هذا الشرق كانوا قبل الاسلام ، وان وجودهم في هذا الشرق هو من النسيج الوطني والاجتماعي وان تفاعل المسيحية مع الاسلام انتج كثيرا من الانجازات وصنع كثيرا من المحطات في تاريخ هذا الشرق المليء والمتمسك بالعدالة والحرية والكرامة الانسانية .
ومن هنا نؤكد ان كل اساءة للإسلام هي اساءة للمسيحية ، وكل اساءة للمسيحية هي اساءة للإسلام ، بكل رموزها وبكل مقاماتها . وما نشاهده اليوم فيه تجني على المسيحية وتجني على الاسلام .
توجه المجتمعون بالتهنئة للمخطوفين في اعزاز ولأهلهم بعودتهم بالسلامة وبحريتهم ، ونسأل الله ان لا يكون هناك من مخطوفين جدد حتى يعانوا ما عانوه .
كما استنكر المجتمعون ما حصل في طرابلس من تفجير لدور العبادة ، لمسجد السلام ومسجد التقوى وتوجهوا بالتعزية لأهالي الشهداء سائلين المولى عز وجل ان يشفي الجرحى منهم ، وتوجهوا ايضا بالتعزية لبلدات واهالي الغرقى في عبارة الموت في اندونيسيا.
ثم اكدوا على ان الاسراع في تشكيل الحكومة الجامعة وخصوصا امام متطلبات المواطنين وما يعانوه من نقص في الخدمات والحاجات هو مطلب اساسي لكل الناس ولكل المواطنين حتى يشعروا انهم يعيشون في وطن يحقق لهم كرامة الحياة وكرامة العيش .
ثم توجه المجتمعون الى كل المؤسسات العربية والاسلامية والدولية لمساعدة النازحين السوريين خصوصا ونحن على ابواب الشتاء وما يعانوه من مشاكل في الايواء ومن مشاكل صحية ، وكون هذا الأمر فاق قدرة الجمعيات والهيئات والمؤسسات الاغاثية المحلية .
نحن في صيدا لا شك امام قضية وطنية انسانية اخلاقية سميت بالنازحين السوريين . واذكر النازحين السوريين انهم يعيشون في بلد فيه نظام وفيه قانون فليراعوا النظام وليراعوا القانون في حياتهم اليومية .
ثم ختم المجتمعون هذا اللقاء بالتأكيد على ان صيدا والجوار انما هي نموذج للحياة الوطنية المشتركة ، للحياة التي ترفض الفتن وتقف في وجهها ، للحياة التي ترفض الشحن الطائفي والمذهبي ، يؤكدون على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين والوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة ، فلا مكان للفتنة في صيدا ولا في هذا الجوار الممتد شرقا وجنوبا ، وانما هو التمسك بالدولة العادلة القوية والتمسك بالأمن الشرعي القانوني والعمل من اجل الاستقرار والنمو والازدهار ، رافضين كل تطرف وكل غلو من هنا او من هناك .
في هذه الأيام التي نعيشها ايام عاشوراء ، توجه المجتمعون الى الأخوة في الطائفة الشيعية الكريمة بأحر المشاعر بأن عاشوراء مدرسة للتضحية والفداء والالتزام بالموقف الحق والصحيح الذي نريده ان يكون عنوانا في حياتنا نتعلم منه في مسيرتنا الوطنية ، عاشوراء يوم كبير في تاريخ الانسانية وتاريخ الاسلام .