جنوبيات

توقيف أحد مرافقي الأسير وحملة الاعتقالات ستطال كل محرض على الجيش

D9-8A-D8-B1_95c21.jpg

ذكرت “الاخبار” انه “بعد نقل أمس أحد مساعدي أحمد الأسير، الشيخ عاصم العارفي، إلى مديرية المخابرات في اليرزة لاستكمال التحقيقات حول مشاركته في القتال ضد الجيش خلال معارك عبرا. أوقفت مخابرات، صباح أمس، أحد مرافقي الأسير أيمن مستو الذي كان قد أوقف بعيد انتهاء المعارك ونقل إلى المديرية قبل أن يطلق سراحه بعد أيام، بوساطة النائبة بهية الحريري، رغم ثبوت تورطه في القتال في عبرا. ومستو هو نفسه الذي حمل على الأكتاف في اعتصام الأسيريين الأول بعد معارك في دوار مكسر العبد، حيث خطب فيهم وتحدث عن “الجحيم” الذي عاشه وإخوانه في اليرزة، وشتم الجيش ومخابراته، وهدّد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
عند توقيفه الأول، استفاد مستو من تزاحم تيار المستقبل والجماعة الإسلامية على وراثة الأسير. فتوسطت الحريري وقيادات في الجماعة لدى قائد الجيش العماد جان قهوجي وكبار الضباط لإطلاقه. استقطاب الشارع الأسيري حينها كان هدفاً مغرياً إثر معارك عبرا، استفاد منه مستو والعشرات، إذ انخفض بنحو لافت عدد الموقوفين من أكثر من مئتين إلى 40 موقوفاً خلال أيام. وبرّرت مراجع معنية في الجيش بأن التوقيف والمحاسبة سيشملان من تورط بدم الجنود فقط، علماً بأن التحقيقات كشفت عن وجود لوائح بنحو 500 متفرغ مع الأسير، من بينهم مئة شاركوا في القتال. هؤلاء استطاعوا الوصول إلى عبرا. ومن لم يستطع لاحق الجيش في صيدا وتعمير عين الحلوة. معايير التوقيف والمحاسبة المتسامحة وإطلاق العشرات والتوقف عن تعقب المطلوبين انعكست اطمئناناً لدى الأسيريين، ودفع بالمتوارين منهم إلى الظهور مجدداً على نحو تدريجي، منهم العارفي وحنينة والصالح. وعادوا إلى الاجتماع في المسجد وقاموا بترميم مكتب الأسير قبالته والاعتصام أمامه وإقفال الطريق بالعوائق الحديدية وتوعد الجيش والتحريض مذهبياً، كما حصل يوم الجمعة الفائت.
إزاء ذلك، استأنف الجيش ملاحقاته واعتقل قياديين على مستوى عال من الأهمية، استناداً إلى معلومات استخبارية واعترافات الموقوفين. وتؤكد مصادر مواكبة أن حملة الاعتقالات “لن تتوقف عند العارفي ومستو، بل ستطال كل من يثبت تحريضه وتطاوله على الجيش من الآن فصاعداً”.
من هنا، لم تثر الدعوة إلى الاعتصام في دوار مكسر العبد الجمعة المقبل القلق. يشعر كثيرون بأن اعتقالات الجيش نفّست انتفاضة الأسيريين. لكن صمام الأمان الأبرز سجل للمراجع السياسية التي سحبت أيديها هذه المرة. فالعارفي، على سبيل المثال، حظي بتدخل خجول من قبل المسؤول السياسي للجماعة في صيدا بسام حمود الذي زار أمس رئيس فرع المخابرات في الجنوب العميد علي شحرور لإثارة قضيته، من دون نتيجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى