جنوبيات

أزمتان كان يعاني منهما الاسير داخل بيئته في صيدا..

Azmi 501e4

رأت صحيفة “الجمهورية”ان الشيخ أحمد الأسير كان يحتاج إلى دعم في مواجهة “حزب الله”، وكان يتصرّف إنطلاقاً من كون مخيم عين الحلوة جزءاً من نسيج الحالة الصيداوية. ولذلك، أراد توحيد العمل السلفي وشبه السلفي في مثلث عبرا – صيدا – عين الحلوة.

وتلقَّت التيارات الإسلامية هناك دعماً معنوياً ومادياً منذ إندلاع الصراع في سوريا ودخول اللاجئين السوريين والفلسطينيين إلى المنطقة. وعلى رغم نَفي اللواء منير المقدح، تؤكد مصادر أمنية إنضمام مجموعات من “جبهة النصرة” وآخرين متعاطفين معها إلى المخيم، في موازاة مجموعات موجودة من “جند الله” و”فتح الإسلام” وحلفائهم.

وكان الأسير يعاني من مأزقين أساسيين داخل بيئته:

– إستمرار الجزء الأوسع من المزاج الصيداوي موالياً للقوى السياسية كتيار “المستقبل” و”التنظيم الشعبي الناصري” والزعامات المحلية الأخرى، وليس للقوى السلفية

– رغبة القوى الصيداوية والفلسطينية الأساسية جميعاً في عدم حصول تماس بين عين الحلوة وصيدا، لأن ذلك قد يعرّض المخيم لمخاطر جسيمة. والضربة التي تلقّاها الأسير في عبرا أثبَتت صحة هذه النظرية.

فالأسير كان يرغب في الإفادة من الحالة السنيّة في صيدا والمخيم عند أي مواجهة يخوضها. لكن ذلك لم يتحقق له. ففي الاشتباكات التي خاضها مع الجيش، حاولت المجموعات الإسلامية الفلسطينية المتحالفة معه أن تتحرك وتمدَّه بالرجال والعتاد، أو أن تفتح مع الجيش مواجهة جانبية تتكفَّل بإلهائه. إلّا أن القوى الأساسية في المخيم حالت دون ذلك.

وتحرص “فتح” وحلفاؤها على إحباط أي مسعى إلى إقامة إمارة إسلامية في المخيم. وهذا الإحتمال كان عزَّزه النمو السريع للحال السلفية الفلسطينية، ولا سيما في ظل بروز القيادي الإسلامي الشاب بلال بدر، في حراك يتوازى ويتماهى مع صعود الأسير.

وإذ تصدّت الفصائل الفلسطينية المسؤولة، وأبرزها “فتح” و”حماس”، لمحاولة الربط بين سلفيّي المخيم والأسير، فقد دارت في عين الحلوة اشتباكات متزامنة مع مواجهات عبرا. وتأتي المعلومات عن محاولات لكسر الجليد بين “حماس” وإيران و”حزب الله” ليدعم سعي الحركة الفلسطينية إلى تحييد المخيم.

وهناك من يقول: لن يسمح “حزب الله” و”أمل” بفقدان السيطرة على عاصمة الجنوب ومدخله الإجباري. فضربُ الحالة الأسيرية كان أمراً إستراتيجياً لهما، ولو شاءت المعطيات أن يتولى الجيش هذه المهمة. وإذا إقتضت الظروف، فستكون هناك مواجهة أيضاً مع مخيم عين الحلوة. وفي العام 2007، تولّى الجيش أيضاً حسم حال “فتح الإسلام” في البارد.

وما يُعيد المخيم اليوم إلى دائرة القلق هو ما يتداوله بعض الأوساط عن لجوء مطلوبين الى القضاء، على خلفية أحداث عبرا، إليه وإلى الطوارئ وحي التعمير. وربما يكون الأسير نفسه وفضل شاكر بين هؤلاء. ومن المحتمل أن يضيء القبض على الفلسطيني مرافق الأسير في مطار بيروت على بعض النواحي الغامضة في هذا الملف.

وإذا تبيّن لجوء الأسير وفريقه إلى المخيم، وإذا رفض هؤلاء تسليم أنفسهم، فسيقع مسؤولو عين الحلوة في دائرة الإرباك والهواجس. فالقوى الفلسطينية ستصبح بين خيارين مريرين: إما المواجهة مع القوى التي تَحمي المطلوبين، ما يؤدي إلى صراع عسكري داخل المخيم. وإما الرضوخ والقبول بانجرار المخيم إلى مواجهة مع الجيش.

والخيار الثاني هو الذي يرشّح عين الحلوة ليكون نهراً بارداً آخر. وهناك كثيرون ينتظرون أن يزداد إعتكارُ الماء في “العين الحلوة”… ليسهل لهم الإصطياد!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى