إطلاق مشروع البلدية الذكية في جزين
وطنية – أطلقت بلدية جزين – عين مجدلين، عصر أمس، مشروع البلدية الذكية خلال حفل أقيم في بارك جورج عزيز في جزين، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري النائبة بهية الحريري، الوزيران عناية عز الدين وطارق الخطيب، النائبان زياد الاسود وأمل ابوزيد، ممثل رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع مرشح “القوات” في جزين عجاج الحداد، ممثل المطران مارون عمار الأب انطوان رحيم، ممثل المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، مستشارا رئيس الجمهورية جان عزيز وانطوان سعيد، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش وفاعليات وحشد من أبناء المنطقة.
حرفوش
وبعد النشيد الوطني وترحيب من عضو المجلس البلدي هيفا شربل، تحدث حرفوش، فقال: “نلتقي اليوم لإطلاق مشروع البلدية الذكية في جزين، حيث تتم مكننة جميع المعاملات الادارية من خلال تطبيق نظام workflow داخل البلدية، وإنشاء تطبيق للمواطنين لتقديم طلباتهم ومعاملاتهم وإرسال الشكاوى والإقتراحات إلكترونيا، بالإضافة الى نظام تحليل المعلومات business intelligence لرئيس البلدية، حيث يمكنه الإطلاع على تقارير مفصلة عن سير المعاملات وإحصاءات مختلفة. كما ويمكن للمواطنين دفع رسومهم من خلال الموقع الإلكتروني او تطبيق الهاتف واستلام المعاملات عبر libanpost”.
أضاف: “اننا وبالتوازي، حولنا الخرائط الورقية الى خرائط رقيمة، ونحن بصدد إدخالها على نظام جغرافي GIS يسمح لنا بالحصول على معلومات مفصلة عن العقارات والإفرازات والتخطيطات وسوف يمكننا ايضا هذا النظام من التخطيط بصورة أفضل للمشاريع الإنمائية الكبيرة. لقد استهلك هذا المشروع أشهرا طويلة من العمل المضني بين مختلف الأفرقاء، حتى وصلنا الى نظام متكامل يؤمن أفضل الخدمات للمواطنين. اما الكلفة الإجمالية فهي صفر ليرة لبنانية”.
وتابع: “ان نجاح هذا المشروع يبرهن أولا ان في لبنان كفاءات في مجال التكنولوجيا ان فسحنا لها المجال تبدع، ثانيا ان البلديات واتحادات البلديات قادرة على الإنجاز في شتى الميادين خاصة اذا توفرت لها حقوقها المالية. وهنا لا بد لنا من الإشارة الى موضوع اللامركزية الإدارية، أحد عناوين العهد القوي ونحن نعول كثيرا على فخامة الرئيس بالشروع بدراسته تمهيدا لإقرار القانون ومراسيمه التطبيقية. ان اللامركزية الإدارية والمالية تبقى الحل الوحيد لتأمين الإنماء المتوازن، خاصة في الريف، فتأمين الموارد المالية مباشرة من المنطقة يؤمن عدالة الإنماء وتطبيق مبدأ: من يدفع ضرائبه يحصل على الخدمات. قد يكون اليوم تطبيقه معاكسا”.
وأوضح ان “أحد أسباب تطبيق مشروع البلدية الذكية هو بطبيعة الحال تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد، وهنا نفهم عرقلة البعض في تطبيق المعاملات الإلكترونية في دوائر الدولة اللبنانية. هذا البعض عاث فسادا وهدرا وهو ما دأب يعرقل قيام الدولة القوية والعادلة، دولة تطبيقق القوانين على الجميع دون الأخذ بالاعتبار الإنتماء الطائفي، المناطقي او الحزبي. ان أردنا اليوم إعادة بناء الدولة علينا أولا التخلص من الزبائنية ووضع رؤية متقدمة مرتكزة على استعمال التكنولوجيا الحديثة. ونحن هنا ايضا، نعول عليكم، فخامة الرئيس لإعادة لبنان، لبنان قويا، لبنان الحضارة والثقافة والتكنولوجيا، لبنان التقدم وحاضن للكفاءات”.
وختم حرفوش شاكرا “الشركاء في هذا المشروع: libanpost – microsoft – foo – bank of beirut”.
عز الدين
ثم القت عز الدين كلمة قالت فيها: “الآتي الى جزين لا بد له ان ينصت الى أحاديث هدير الشلال المتدفق على صخورها الصلبة. تروي قصة مدينة شكلت قنطرة وصل واتصال بين ضفتي ذلك النهر المتدفق من أعالي جبال الباروك فكان اقتران جبال عاملة بعمق جبال لبنان. وكانت جزين درة الوسط في مربع الشراكة الوطنية بين أضلع أربعة. تجمع صيدا الى الشوف والشوف الى النبطية والنبطية الى البقاع الغربي. لتتكرس جزين كهمزة وصلل وتواصل، في التاريخ كما في الجغرافيا. جزين عروسة الشلال وراسية نيحا كانت عصية على الاحتلال فما أستطاع سلخها عن الوطن بل كانت اول عرس في التحرير واول بشارة للانتصار الكبير. نسمع في هدير شلالها ايضا وايضا وصايا في التلاقي والشركة فلا يعتقدن أحد ان الحفاظ على الخصوصية والتنوع يقتضي الإنفكاك عن الآخر الشريك في الوطن، فالأوطان لا تبنى بالعزلة والتجزؤ إنما بالتكاتف والتكامل واحترام الشركاء. ان هذه المفاهيم هي صدى اعتدال جزين كمناخها اللطيف الذي يضفي برودة في النفوس والعقول فلا نتكلم إلا بعبارات التوحد والتحاور والتعاون”.
أضافت: “تجمعنا جزين اليوم على النهضة والتنمية، بلدية ذكية نموذجية ومثال يمكن ان يحتذى في التطوير الاداري لمؤسسات الدولة وبادرة جيدة وجدية نحو تعزيز اللامركزية الادارية ونحو تفعيل المنظومة الادارية للدولة بما يخدم المواطنين ويسهل معاملاتهم المختلفة. تجربة عملية على طريق تعزيز مفهوم الدولة. مفهوم الدولة الذي يعني تأمين الأطر لرعاية مصالح المواطنين، الدولة المظلة للكفاءات الوطنية والمبادرات الفردية ولتطوير المشاريع الصغيرة وفتح المسارات والخيارات أمامها الى جانب المشاريع والشركات الكبيرة بعيدا عن منطق الإحتكار والتسلط والإستخدام السيء للنفوذ. والحق يقال ان هذه المفاهيم كانت حاضرة بقوة عند تحضيرنا وإطلاقنا في وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية لمشروع التحول الرقمي. الهدف كان الانسان-المواطن (وليس المستهلك) في هذا البلد والعمل على حفظ كرامته فلا يبقى يعاني على ابواب الادارات الرسمية ولا يرزح تحت وطأة المسارات الطويلة لإنجاز معاملاته الحكومية او ان يكون مضطرا للجوء الى المتنفذين او السياسيين او الخضوع لمنظومة الفساد والرشوة لإنهاء معاملاته. واسمحوا لي بما اننا في مناسبة إطلاق بلدية ذكية هدفها يصب في صلب التحول الرقمي، ان أشير الى الجهود التي نواصل بذلها في موضوع التحول الرقمي”.
وتابعت: “بعد مؤتمر التحول الرقمي الذي عقد في أوائل شهر أيار في السرايا الحكومية، باشرنا جولة مشاورات مع المعنيين كافة من أجل تحويل توصيات المؤتمر الى استراتيجية وطنية يتبناها مجلس الوزراء. ونحن اليوم في مرحلة استكشاف مصادر التمويل وآلياته وهوية الجهات المانحة. وفي الحقيقة وبعد هذه التجربة اكتشفت على المستوى الشخصي ان هناك حاجة ضرورية لإلزام الجهات المانحة والممنوحة بتغيير عقليتها او طريقة مقاربتها للعلاقة التشاركية المتبادلة. فلا تتم العلاقة إلا على أساس الإلتزام الجدي ببناء القدرات داخل الملاك الرسمي اللبناني والقطاع العام، مع الحرص الشديد على العلاقة المتوازنة والمتزنة مع القطاع الخاص المحلي والدولي والقطاع العام بما يضمن مصلحة الجميع دون استثناء وبالأخص مصلحة المواطن اللبنانية والدولة اللبنانية. يجب ان يدرك المانحون والقطاع الخاص والقطاع العام اللبناني ايضا ويجب ان تتكرس لدى القيمين على الدولة اللبنانية (وزراء ونواب وموظفو قطاع عام) قناعة مفادها ان الدولة ليست أمينة صندوق ومتعهد صرف أموال إنما دولة راعية لمصالح الجميع تصون حقوق المواطنين فلا تسلم أموره لشركات القطاع الخاص الخارجية والداخلية من جهة ولا تخنق او تعقد أمور القطاع الخاص في عنق زجاجة القطاع العام. انها الدولة المتوازنة التي تضبط إيقاع تيسير شؤون الناس فتتدخل حيث يجب ان تتدخل وتفوض حيث يجب ان تفوض. لا ترتهن لأحد ولا يفرض عليها وصفات من خارج بيئتها وخصوصيتها وطبيعة مواطنيها وحاجاتها وحاجاتهم”.
وأردفت: “انني من موقعي في وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية أدعو الى هذه العقلية الادارية والتي هي متبعة في كل دول العالم المتقدم وهذا ما يتماشى مع عناوين العهد الجديد في لبنان ومع منهجية فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون الذي كان ولا يزال يدعو للتغيير. وقد شهدنا ترجمة لذلك في قانون الانتخاب الذي كان أفضل الممكن في هذه المرحلة إضافة الى دعوة فخامته أركان الحكومة للحوار بهدف تفعيل عملها بما يخدم المواطن اللبناني. وهذا مسار يجب ان يستكمل وهو الأمر الذي يلاقيه فيه دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري عبر سعيه خلال العقد الجديد لمجلس النواب الى تفعيل الحركة التشريعية وذلك من خلال إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب بما يؤمن حقوق شريحة واسعة من اللبنانيين لها الفضل على هذا الوطن وأقصد بالتحديد المعلمين وأفراد الجيش اللبناني البطل، الذي لا بد لنا ان ننوه بإنجازاته الأخيرة في عرسال كما نحيي سائر الأجهزة الأمنية وكل العيون الساهرة على أمننا واستقرارنا. كذلك من خلال دعوته ايضا الى وضع مراسيم تطبيقية ل37 قانونا أقرت ولم توضع موضع التنفيذ بعد. ان لبنان اليوم ينأى، بحكمة ساسته وبقوة معادلة الجيش والشعب والمقاومة، عن مخاطر والتهاب المحيط، فيعم الاستقرار في ربوعه. انها فرصتنا للانتقال من الاستقرار السياسي والأمني الى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي فلنسعى جميعا لعدم تفويت هذه الفرصة ولعدم تأخيرها بنكاية هنا او تعقيد هناك”.
وهنأت بلدية جزين واتحاد بلديات جزين على إنجاز المشروع، آملة “ان تستكمل دورة ومروحة الخدمات الذكية عبر ربطها بالمركز بعد إنجاز المرحلة الاولى من مشروع التحول الرقمي الذي نأمل ان يتوفر له الدعم السياسي والمالي كما وعدنا الرؤساء الثلاثة”.
كما شكرت بلدية جزين وأهلها على “الجهود التي بذلوها ولا يزالون لتطوير مدينتهم والحفاظ على نموذج يجمع بين الأصالة والحداثة، يحافظون على خصوصيتهمم دون انعزال وينفتحون على الآخر دون تكلف. هي سجاياهم المكتسبة من الطبيعة الوادعة الخلابة. وهذه المفاهيم كلها كانت حاضرة لدى دولة الرئيس بري الذي حرص عى إيلاء هذه المدينة العزيزة أهمية استثنائية فكانت توجيهاته التي أثمرت إنشاء: سراي جزين، ثكنة جزين، ثانوية جزين، والكثير من آبار وشبكات المياه، ترميم سوق جزين التراث، توسعة وتأهيل طريق صيدا- جزين وإنارتها، والكثير من شبكات المياه والكهرباء في معظم قرى جزين”.
وختمت عز الدين: “تحية لكم وعهد من ابنة جبل عامل العلم والفكر والثقافة والعزة والمقاومة والشهامة والأمل، على ان نبقى مجتمعين معا على كلمة سواء. عشتم وعاش الجنوب حرا أبيا مقاوما وعاش لبنان وطنا للجمال والتنوع والإبداع”.
باسيل
وكانت كلمة لباسيل قال فيها: “تحية للجميع، ونعبر عن فرحتنا اننا نلتقي على أرض جزين هذه المرة بتشريف خاص من فخامة الرئيس لتمثيله في الارض التي يحبها ويحب ناسها. اما المشروع الذي نحن بصدد افتتاحه اليوم، فله دلالات كثيرة بقدرة اللبنانين وكفاءاتهم بمؤسساتهم وباداراتهم الصغيرة انهم يصنعون إنجازات تحمل معاني كثيرة لتكوين الدولة المتطورة لتقديم الخدمات للناس بعيدا عن مفهوم الزبائنية والاستنساب، وبعيدا عن مفهوم الرتابة الذي يعيشها المواطن اللبناني والذي هو مدعاة أساسية لتطبيق اللامركزية الادارية، انه وجه من أوجه محاربة الفساد ان يصبح هناك قدرة تواصل مباشر بين المواطن والادارة بشكل اوتوماتيكي”.
أضاف: “وجه آخر من عصرنة الدولة هو الاعتماد على هذه التطبيقات التي أثبتت فعاليتها بكل مكان، واليوم هذا المشروع أثبت إمكانية اي ادارة صغيرة على إطلاقه. وقد سمحت لي الفرصة ان أطل على هكذا مشاريع منذ تولي ادارات عامة بالدولة عندما كنت وزيرا للاتصالات سنة 2008، وايضا بوزارة الطاقة أطلقنا مشروع العداد الذكي (الشبكة الذكية) الذي عانى صعوبات وما زال حتى اليوم يشق طريقه نحو التطبيق للتخلص من سرقة المياه والحصول على الجباية الكاملة كما في الخليوي، ووقف الهدر والسرقة في المياه والكهرباء. وايضا كانت لي إطلالة على بعض التطبيقات في وزارة الخارجية نعتمدها الآن من خلال مايكروست وليبان بوست (..). هذا المشروع الذي نطلقه اليوم على المستوى البلدي متكامل ويؤمن التواصل والخدمة الكاملة للمواطن، وهذا يضعنا أمام مسؤوليتنا للانتخابات النيابية المقبلة، بان لا يصدق أحد ان الدولة بادارتها الكاملة لا تستطيع تطبيقه، وهناك احزاب بدأت بتطبيقه في انتخاباتها البلدية”.
وتابع: “هذا النموذج الذي قدمته جزين أعطته دائما في الماضي، ولا أستطيع ان أضاهي الوزيرة عناية عز الدين بالوصف فهي وصفته بطريقة افضل لفهمها الحقيقي وعيشها الحقيقي لأهمية النموذج الذي تقدمه جزين بمكانها الجغرافي. وهذا هو الشيء الذي من المفترض ان تقدمه جزين في القانون الانتخابي الجديد وبوجود النائبة بهية الحريري في المنطقة التي هي الوصل بين كل الجنوبيين فيعطون النموذج الحياتي الواحد والعيش الواحد. فهم أثبتوا بقرارهم الذاتي اليوم انهم بكل العالم العربي والمنطقة قادرون ان يكونوا واحة سلام وعيش مشترك وتسامح وتفهم وتشارك في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة صراعات عرقية وإثنية وطائفية وذاهبة نحو التدهور”.
وختم باسيل: “قانون اللامركزية الادارية يجب ان يكون شغلنا الشاغل وعلينا إعطاؤه الأولوية الكاملة لإقراره والمزيد من التلاحم بين اللبنانيين لان العدالة والمساواة تؤدي الى مزيد من التلاحم”.
بعد ذلك وزعت دروع على كل من باسيل وعز الدين وممثلي المؤسسات المشاركة في المشروع. وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.