الديار:الحرب التدميرية على إيران هدفها تغيير وجه المنطقة
كتبت “الديار” تقول: المنطقة دخلت في نفق مظلم وحروب كبيرة وصغيرة لعشرات السنوات في ظل القرار الاميركي الاسرائيلي بإسقاط النظام الاسلامي الإيراني او جره الى المفاوضات بشروط استسلامية وما عليه إلا التوقيع والرضوخ لكافة المطالب الاميركية، لكن طهران أكدت أنها لن تحضر مفاوضات الاحد مع الأميركيين بشأن برنامجها النووي.
الغارات الجوية الاسرائيلية استهدفت القيادات العسكرية العليا الايرانية والمنشات النووية والصاروخية والاحياء المدنية والمطارات والبنى التحتية، بالإضافة إلى دور كبير للموساد من داخل ايران في اطلاق المسيرات وتنفيذ اغتيالات، وشاركت في العمليات الجوية 300 طائرة من مختلف الاحجام وادت الى سقوط مئات القتلى والجرحى بالاضافة الى الدمار الهائل، وواكب العمليات العسكرية تهويل اعلامي عن هشاشة النظام الايراني وابراز ضعفه ومدى الخروقات الامنية بين الجنرالات الكبار.
غير ان الرد الايراني لم يتاخر، اذ اطلقت طهران بعد ساعات من الهجوم الاسرائيلي، مئات المسيرات والصواريخ البالستية على دفعات مستهدفة مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، من تل ابيب الى حيفا والجليل، ملحقة اضرارا كبيرة، ملزمة الملايين على البقاء في الملاجئ والمناطق الآمنة، وفقا لتعليمات الجبهة الداخلية، وسط تشديد للرقابة العسكرية على عمليات النشر، مع توقع تل ابيب ان تشهد الايام والاسابيع القادمة اوقاتا صعبة.
الاسئلة كبيرة ومتشعبة والانظار موجهة نحو ايران وكيف سيكون الرد على عملية الاسد الصاعد الاسرائيلية، في ظل تاكيد المسؤولين الإيرانيين بان الرد حتمي؟ والسؤال الكبير ايضا، هل الهدف اسقاط النظام الايراني او دفعه الى المفاوضات بشروط الآخرين؟ كم ستستمر العملية الاسرائيلية؟ هل تتدحرج الامور الى الحرب الشاملة؟ .
وحسب مرجع سياسي، فان الحروب والتوترات بين الادارات الاميركية الجمهورية والديموقراطية وايران تعود الى اليوم الاول لاستلام الامام الخميني مقاليد السلطة، ورغم كل الحصارات تحولت ايران الى لاعب اقليمي بارز في المنطقة وامتد نفوذها الى لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن والعالمين العربي والاسلامي وتقدمت في كل الساحات حتى عملية طوفان الاقصى العجائبية وما خلفته على الكيان الاسرائيلي ووجوده، ونجحت اسرائيل من خلال الدعم المطلق من اميركا والدول الاوروبية والعربية بشن هجوم مضاد، وتمكنت من تدمير غزة واضعاف حركة ح والجهاد الاسلامي،وشنت اعنف حرب بالتاريخ على الحزب وتمكنت من توجيه ضربات قاسية لكنها ليست قاتلة، وبعد الحرب على لبنان جاء سقوط النظام السوري، وبقي الحوثيون وحدهم في الميدان يشنون الغارات بالطائرات المسيرة على تل ابيب وشل الحياة فيها وارغام السكان على النزول الى الملاجئ يوميا، بالمقابل، استوعبت ايران الضربات التي وجهت لحلفائها في المنطقة، واعادت ترميم بنية الحزب وافشلت المخطط الاسرائيلي باقامة السلام بين لبنان وإسرائيل، وبعدها انصب الجهد الاسرائيلي الاميركي للتطبيع مع سوريا، لكن الامر يحتاج الى وقت طويل جراء التعقيدات الداخلية، عندها حاولت واشنطن استيعاب طهران بالمفاوضات ودفعها الى التخلي
عن برنامجها النووي وهذا ما رفضته طهران، عندها صدر القرار الاميركي الاسرائيلي باسقاط ايران وكل ما تبقى من محور المقاومة، وهنا تختلف الاراء بين مراقبين يؤكدون ان القرار باسقاط النظام الايراني لا تراجع عنه واخرون يجزمون ان الهدف دفع ايران الى التفاوض بسقوف متدنية في ظل إصرار المبعوث الاميركي الى المنطقة بعقد جولة المفاوضات الاميركية الإيرانية الأحد في مسقط.
وفي المعلومات التي عممها قريبون من ايران في بيروت، ان الرد الايراني حتمي ولا مفاوضات مع الجانب الاميركي الذي يتحمل مسؤولية الهجوم من خلال التغطية الكاملة للحرب وهذا ما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية التي اعلنت ان طهران ستدافع عن نفسها ولن تتراجع وتملك كل عناصر القوة، وتمكنت من استيعاب الضربة الأولى رغم حجم الخسائر على مستوى القيادات العسكرية والعلماء النوويين، لكنه لم يبلغ عن أي تسرب نووي مما يؤشرالى سلامة المواقع النووية حتى الان.
إنذار اميركي الى لبنان
كشفت معلومات بان السفيرة الاميركية في بيروت نقلت الى المسؤولين اللبنانيين انذارا واضحا، بان اسرائيل سترد بشكل عنيف وتدميري اذا اطلق اي صاروخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، وكشفت معلومات عن اتصالات بين الجيش اللبناني والحزب الذي اكد للجيش،ان الحزب لن يطلق اي صاروخ.
الملفات اللبنانية
من الطبيعي ان تؤجل الحرب الاسرائيلية على ايران الملفات الداخلية المتفجرة من التعينات المالية والقضائية وفتح دورة استثنائية لمجلس النواب الى قانون الانتخابات وغيرها، واكد مرجع سياسي ان موضوع التعينات المالية سيعالج في الاخير على الطريقة اللبنانية «لا غالب ولا مغلوب».
التشكيلات القضائية
اما على صعيد التشكيلات القضائية فان الرئيس بري مصر على تعيين القاضي زاهر حمادة مدعيا عاما ماليا وهذا ما يرفضه وزير العدل عادل نصار الذي زار الرئيس بري وقدم له 3 اسماء ليختار من بينهم مدعيا عاما ماليا، والاسماء الثلاثة من المقربين جدا لبري، لكنه اصر على زاهر حمادة لان رئيس المجلس يعتقد ان الحملة على حمادة لها خلفية واحدة تتعلق برفضه الافراج عن هنيبعل القذافي رغم الضغوط الهائلة محليا واقليميا ودوليا للافراج عنه، علما ان القاضي حمادة هو المكلف بالتحقيق في قضية إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، وتتزامن الحملة على حمادة هذه الايام مع التسريبات عن اعلان هنيبعل القذافي الاضراب عن الطعام وتقديم عائلته مذكرة الى مجلس الامن والامم المتحدة للافراج عنه.
فتح دورة استثنائية لمجلس النواب
نفت مصادر نيابية كل ما روج عن ربط فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بالتحقيق مع النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، واكدت، ان فتح الدورة تم بعد اتصالات بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبالاحرى بين بري والرئيس الفرنسي ماكرون لاقرار البنود الإصلاحية المتعلقة بالفجوة المالية المقدرة بـ68 مليار دولار وهيكلة المصارف، وهذا ما تطرق له الرئيس بري مع المبعوث الفرنسي لودريان.
وتشير المصادر الى ان النائب غازي زعيتر لن يمثل امام القاضي طارق البيطار، في ظل قرار الرئيس بري عدم مثول اي نائب امام قاضي التحقيق في مرفأ بيروت طارق البيطار، واذا تخلف زعيتر عن الحضور فان القاضي البيطارسيصدر مذكرة توقيف بحق زعيتر، سيكون مصيرها مماثلا للمذكرة التي صدرت بحق النائب علي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس.
اما في موضوع التجديد لقوات الطوارئ الدولية فان نائبا تغييريا كشف خلال زيارة اجتماعية، ان الرئيس ترامب سيوعز للكونغرس وقف المساهمة المالية في تمويل اليونيفيل في جنوب لبنان والمقدرة بـ250 مليون دولار، وقال النائب التغييري، أنه سمع هذا الكلام من دبلوماسي كبير، وان الرئيس الاميركي سيوعز بوقف تمويل قوات الامم المتحدة في كل العالم، وتشير المعلومات، الى ان اصوات المعارضة الاميركية للتجديد لقوات الطوارئ سترتفع مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة الى بيروت والاصرار على توسيع مهام لجنة وقف اطلاق النار كبديل عن عمل الدولية واعطائها صلاحيات مطلقة تحت الفصل السابع، وهذا ما تعارضه فرنسا والرياض اللتان تقودان الحملة للتجديد للطوارئ، واكد السفير المصري علاء موسى انه سمع من السفير السعودي كل كلام ايجابي عن مساعدة لبنان في كافة المجالات، وعلم، ان اتصالات تجري لمعاودة اجتماعات سفراء الخماسية،
وكان لافتا ما أكده النائب محمد رعد للموفد الفرنسي لودريان عن تمسك الحزب ببقاء القوات الدولية وعن دعم الحزب لدورها والتجديد لها، ويبقى السؤال، من هي الجهة التي تصر على اشعال فتيل المشاكل بين الاهالي واليونيفيل؟.