جنوبيات

معاهد الآفاق في صور تكرم طلابها، النائب حمادة: ندعو إلى إصلاح جذري للتعليم المهني والتقني

برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. إيهاب حمادة وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، أقامت معاهد الآفاق في صور حفل التكريم السنوي للمتفوقين من طلابها في فروعها المنتشرة جنوباً، بمشاركة مديرها العام الحاج فادي ناصر، إلى جانب حشد من الفعاليات والشخصيات وذوي الطلاب وحشد من المكرّمين.
وألقى النائب إيهاب حمادة كلمة أكد من خلالها أهمية دور معاهد الآفاق ومؤسسيها وإدارييها ومعلميها والأسرة التربوية فيها، مشيراً إلى إنجازاتهم الراهنة وطموحاتهم المستقبلية.
ولفت حمادة إلى تقصير الدولة في متابعة قطاع التعليم المهني والتقني، مشدداً على ضرورة تحديث المناهج التعليمية بشكل عاجل، لا سيما وأن آخر تعديل جرى عام 1997، أي قبل 26 عاماً. وأوضح أن “العالم يتحرك بسرعة، وفي كل يوم قد ينشأ اختصاص أو حاجة جديدة، ما يفرض علينا تعديل المناهج لتلبية احتياجات المجتمع”.
وأشار حمادة إلى أن الثنائي الوطني يعمل على إطلاق مسار تفصيلي لتطوير مناهج التعليم المهني والتقني، خصوصاً في ما يتعلق بالمسارات الجديدة كقطاع التمريض، مؤكداً أن هذا القطاع يتيح للمتخرجين فرصاً أكبر لمتابعة دراستهم الجامعية، بما في ذلك الالتحاق بكليات الطب.
واستعرض حمادة التحديات التي تواجه التعليم المهني في لبنان، لافتاً إلى أن عدد طلاب التعليم المهني الرسمي لا يتجاوز المئات، بينما يتخطى عدد الأساتذة المتعاقدين 12 ألف متعاقد. وأعلن عن تقديمه اقتراح قانون لتثبيت المتعاقدين، وقد حصل الاقتراح على التواقيع اللازمة وسُجل في المجلس النيابي.
كما وجه حمادة نداءً مباشراً إلى وزارة التربية والحكومة للعمل السريع على إنصاف المتعاقدين وتأمين حقوقهم، مطالباً بمعالجة قضية رواتب الصيف المستحقة لهم، والتي ما زالت قيد البحث، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان.
وفي ختام كلمته، شدد حمادة على اعتزازه بأبناء الجنوب وخريجي معاهد الآفاق، مؤكداً أنهم “جيل المقاومة والثبات”، وأنهم أثبتوا أن “العلم والمعرفة هما السلاح الأقوى لمواجهة التحديات”. وختم قائلاً: “أبناء الجنوب، رغم كل التحديات، سيظلون في الطليعة، ويحوزون أعلى المراتب في لبنان، ويسجلون حضورهم المتميز في جميع المجالات”.

بدوره، أكد النائب علي خريس، أن لبنان يواجه تحديات جسامًا، تستوجب الالتفاف حول الثوابت الوطنية والتمسك بخيار المقاومة. وقال: “لأننا نجتمع اليوم في صرح علمي تربوي، يبني للغد ويؤسس لجيل واعٍ ومدرك للمسؤوليات الملقاة على عاتقه، فإننا نستذكر التضحيات التي مررنا بها من حروب واعتداءات وإجرام من العدو الصهيوني المتمثل بالكيان الإسرائيلي وداعميه.”
وأشار خريس إلى أنّ “حركة أمل وحزب الله، وضمن هذه البيئة المقاومة، عندما أطلقا الرصاصة الأولى بوجه العدو الصهيوني المتغطرس، أعلناها معركة مستمرة لا نهاية لها إلا بعودة الحق إلى أهله.” وأكد: “لن نتوانى عن نصرة الحق، ولن نتأخر أو نتخاذل، ولو تخاذل الجميع. ففي قاموس مقاومتنا، لا وجود لكلمات ‘تطبيع’ أو ‘استسلام’ أو ‘خضوع’. نحن وجدنا لنكون أصحاب حق، وإلى جانب كل صاحب حق في أرضه وناسه، في بره وبحره وسمائه.”
ودعا خريس الدولة اللبنانية بكل مكوناتها، وخصوصاً الحكومة، إلى “التعاطي بمسؤولية مع ملف إعادة الإعمار وبناء ما تهدم، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة أطماع إسرائيل.”
واعتبر أنّه “من المؤسف أن نجد اليوم بعض دعاة التطبيع، في الداخل والخارج وفي وطننا العربي العزيز، يقرأون في كتاب العدو الصهيوني ويسعون إلى استرضائه واسترضاء أمريكا والغرب. ولكن هيهات أن يفلحوا.”
وختم النائب علي خريس كلمته بالتأكيد على أن “ملف الإعمار مسؤولية الدولة، التي عليها إعادة بناء ما هدمه العدو الإسرائيلي”.

من جهته قال الأستاذ فادي ناصر: التفوق ليس نهاية النجاح، بل هو مسؤولية واستمرار للجهد وللتعب، وللعزيمة والإصرار. دوركم لا يقتصر على التفوق في مؤسساتكم أو على زملائكم، بل يشمل خدمة كل لبنان. أنتم تحملون الفكر والمهنة مع الألم، بحرفية وبإتقان.”
وأشار إلى أن التعليم المهني والتقني هو أساس بناء الدول الحديثة، مستشهدًا بتجربة ألمانيا التي أعادت بناء اقتصادها بعد الحرب العالمية الثانية عبر هذا التعليم.
ولفت ناصر إلى الجهود التي بذلت لتطوير مناهج التعليم المهني والتقني، وتوسيع آفاقه لطلاب لبنان، خاصة في مجال التمريض الذي صار اليوم بوابة لدراسة الطب داخل لبنان وخارجه وفقًا لمعادلات وزارة التربية والتعليم العالي.
وختم: “أعظم وأكبر رد على العدو والعدوان هو التفوق في كل المجالات: العلم، التربية، الصناعة، وفي كل مؤسساتنا. بهذه الروح نستطيع أن نواجه التحديات ونرد على العدوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى