جنوبيات

إجراءات غير مسبوقة في صيدا لتلافي سيناريو طرابلس

522059cb67d4b_3c5d9.jpg

علي داود – الجمهورية: 
سُجِّلت إجراءات أمنية غير مسبوقة أمس في محيط الجوامع في صيدا والنبطية وصور وبنت جبيل لحماية المصلين، وتخوّفاً من دخول سيارات واشخاص مشبوهين وتكرار سيناريو تفجيرات طرابلس. نفَّذ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشرطة بلدية صيدا إجراءات أمنية مشددة، فمنعوا وقوف السيارات أمام المواقف العامة قرب شارع رياض الصلح وعند جوانب المساجد، في حين تم تفتيش المصلين الذين يحملون حقائب أو أكياس. وقد تركت هذه الخطوة ارتياحاً كبيراً في صفوف المصليين على رغم أنهم ركنوا سياراتهم بعيداً عن المسجد، والتزموا أوامر القوى الأمنية. وفي هذا الإطار، رأس محافظ لبنان الجنوبي نقولا ابو ضاهر اجتماعاً، في السراي الحكومي، ضم رؤساء بلديات اتحاد بلديات صيدا – الزهراني ومحيطها، بحث في التدقيق بهويات المواطنين والسيارات العابرة على الطرق الفرعية والرئيسية لبلداتهم، حفاظاً على سلامة المواطنين. 
وطلب أبو ضاهر من رؤساء بلديات المنطقة تنفيذ التعليمات بغية انتظام التنسيق الامني بين البلديات والاجهزة الامنية، وأبرزها وضع كاميرات على الطرقات، وتأمين آلة كشف تساعد على معرفة مكان المتفجرات او ايّ جسم مشبوه. وشدد على ضرورة تزويد عناصر شرطة البلدية بسلاح فردي يستطيع من خلاله القيام بدوره الأمني على اكمل وجه. وأوصى البلديات بمنع سير الدراجات النارية تحت طائلة التوقيف والمساءلة القانونية. من جهته، علَّق مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان على الإجراءات والتدابير الأمنية، معتبراً أنّ «المساجد هي أماكن للعبادة والصلاة وللمؤمنين، وليسَت مراكز لإثارة اي فتنة او شحن مذهبي، ولا بدّ أن تقوم بدورها، وبأداء علماء الدين الذين يقومون بالمهمات المنوطة بهم في التوجيه والارشاد حول تعاليم الدين وقيمه». أضاف: «لا ندري هل السيناريو سيستمر وسيستهدف اماكن اخرى، وهو الذي لم يتورَّع عن وضع السيارات المفخخة على ابواب المساجد وقتل الأبرياء، فكان لا بد من اتخاذ هذه الاجراءات الأمنية عملاً بالأسباب وتحصيناً لمدينتنا من الاستهداف المجرم الذي يريد دماً وقتلاً ودماراً». 
وفي سياق متصل، وجَّهت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري رسالة تطمين الى اهالي طلاب مدارس صيدا والجوار بأنّ «العام الدراسي سينطلق بشكل طبيعي في مدارس المدينة وجوارها، وفي موعده المعتاد بدءاً من الأسبوع الأول من ايلول تباعاً، وسيواكَب بخطة من القوى الأمنية والعسكرية لحفظ أمن كل المؤسسات التربوية وتأمين سلامة الطلاب»، وذلك خلال اجتماع عقدته في مجدليون مع مديري مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار. وتمنّت الحريري أن «يعتمد في كل المناطق اللبنانية النمط نفسه بخلق شبكة أمان بين قوى المجتمع المدني والقطاع الخاص والقوى الأمنية والعسكرية». من جهتهم، قرّر مديرو مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار تشكيل غرفة عمليات تربوية لمواكبة العام الدراسي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية حتى لا يكون الأهالي عرضة للإشاعات. وأطلقوا على العام الدراسي الجديد شعار «عام المحبة والأمل… صيدا مدينة آمنة لجميع المقيمين والوافدين». 
وفي هذا الإطار، تفاعل اعتداء أحد عناصر الشيخ أحمد الأسير، ربيع الصياد، على اجتماع كان يعقده أهالي عبرا الجديدة وعلى النقابي إبراهيم جمعة، والصحافي عبد الغني الغربي. فاتصل نقيب المحررين الياس عون بالغربي، وبإدارة تلفزيون صيدا حيث يعمل، مطالباً بمحاسبة المعتدي. واستنكر أيّ اعتداء يطاول الجسم الصحافي، داعياً الأجهزة المعنية في الدولة إلى التشدد في محاسبة المعتدين. كذلك، استنكر مراسلو صيدا لمحطات التلفزة الاعتداء، ودعوا إلى توفير الحماية للصحافيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني. من جهته، اتّهم المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري القضاء والأجهزة الأمنية بالتغاضي عن هذه الممارسات الاستفزازية، مطالباً القضاء والأجهزة الأمنية باتخاذ موقف حازم تجاه عناصر الأسير، ومحاسبتها جدياً. 
كذلك، تواصلت الاجراءات الامنية في النبطية، بالتعاون والتنسيق مع المحافظ القاضي محمود المولى، فأقامت قوى التدخل في قوى الامن الداخلي حواجز ثابتة على الطرق العامة المؤدية الى المدينة وأخضعت السيارات والمواطنين لتفتيش دقيق. كذلك، وضعت عوائق حديدية على مداخل الشوارع والساحات التي تشهد عادة حركة سير ناشطة. ووضعت مكعبات اسمنتية وعوائق حديدية في محيط السرايا الحكومية ومنعت مرور السيارات من امام مدخلها على الجهة الشرقية، مع تفتيش ايّ مواطن يدخل اليها مع طلب هويته. كذلك وضعت البلدية مكعبات اسمنتية في محيط مبنى مصرف لبنان وعلى الطرق القريبة منه والمؤدية اليه ومنَعت وقوف السيارات على جوانبها. وتعمل محافظة النبطية على استحداث بطاقات خاصة للموظفين العاملين فيها وتحديد اماكن لايقاف سياراتهم.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى