تعاون أمنيّ لمواجهة الخطر المحتمل في صيدا
علي داود – الجمهورية:
لا تزال أجواء القلق والمخاوف من تفجيرات أمنيّة متنقلة بعد تفجيرَي طرابلس والرويس، تطغى على صيدا التي شهدت سلسلة اجتماعات لمواجهة الهاجس الأمني، في وقت بدأت التدابير الأمنيّة الوقائيّة حول بعض المساجد. بدأت بلدية صيدا وجمعية تجار المدينة، خطة احترازية مخصصة للسوق التجاري ومحيطه، على أن تشمل هذه التدابير كل المرافق في المدينة مع حلول يوم الجمعة المقبل.
من جهتها، نفَّذت القوى الأمنية منذ ساعات الصباح الأولى إجراءات أمنية صارمة لمنع دخول السيارات إلى سوق صيدا، باستثناء السيارات المحمّلة ببضائع، كما أخضعت السيارات للتفتيش. وقد أتَت هذه الإجراءات نتيجة سلسلة اجتماعات امنية وبلدية واقتصادية وأهلية، عقدتها النائب بهية الحريري في مجدليون، وأطلقت خلالها عجلة حراك صيداوي متكامل في اتجاه تحصين المدينة وحمايتها عبر تدابير أمنية وقائية، خصوصاً حول دور العبادة والمرافق الاقتصادية ومراكز التجمعات العامة، بالتعاون بين القوى الأمنية والعسكرية من جهة، وبلدية المدينة وفاعلياتها من جهة أخرى. في موازاة ذلك، إتخذت حواجز الجيش اللبناني عند مداخل مخيمات الجنوب، إجراءات أمنية مشددة. كذلك، اتخذت “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” في المخيمات، إجراءات أمنيّة وقائية تحسباً لأيّ خروق أمنية، وباشرت وضع عوائق حديد لمنع السيارات من الوقوف على جانبَي الطريق، وطلبت من اصحاب السيارات غير الصالحة إزالتها من الطرقات.
وفي هذا السياق، أكد قائد “الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان” اللواء صبحي ابو عرب لـ”الجمهورية” أنّ “ما يشاع عن وجود مشبوهين في المخيمات هو محض تشويش واستهداف”. وقال: “يمكن لوسائل الإعلام إستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، والتواصل مع جميع القيادات الفلسطينية”. وأعلن “أننا نتعاون مع الجهات المختصة اللبنانية ولم يُطلب منا ايّ شخص متورِّط في عمليات أمنية كما يشاع”، لافتاً إلى “اجتماعات كثيفة تُعقد لأخذ الاحتياطات اللازمة وتشديد الاجراءات الامنية”. وأعرب عن أهمية تعزيز القوة الامنية حتى تأليف اللجنة التي انبثقت عن اجتماع الفصائل والقوى الفلسطينية الذي عقد امس الأول في مسجد النور. وكان الإجتماع خلص الى تشكيل لجنة اعلامية للتواصل مع وسائل الاعلام لدحض الافتراء الاعلامي. وشدد على أنّ الفلسطيني لن يكون في لبنان مع طرف لبناني ضد آخر. كما ناقش المجتمعون تشكيل قوة امنية في عين الحلوة تكون نموذجاً يُحتذى في كل المخيمات، وتتكون من مختلف الفصائل والقوى.