منوعات

قاسم: لا تطلبوا منا شيئاً بعد… ورعد من بعبدا: إطار تعاون وحوار واسع مع عون

كتبت صحيفة “البناء”: بينما تستعد موسكو لتسليم مسودة اتفاق إنهاء الحرب في أوكرانيا لطرحها على طاولة التفاوض وسط تكتم روسي على ما إذا كانت الوثيقة التي تتم مراجعتها بصورة نهائية في الكرملين، قالت مصادر إعلامية إن الوثيقة سوف تحافظ على الثوابت الروسية التي تتضمن اعترافاً بالهوية الروسية للولايات الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها، والتزاماً بحياد أوكرانيا وعدم امتلاكها أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، وعدم تواجد أي قواعد عسكرية أجنبية في أوكرانيا وضمانات بعدم انضمامها الى أي أحلاف عسكرية، وبينما توضع مسودة حل وسط اقترحته عمان لحل الخلاف الإيراني الأميركي حول تخصيب اليورانيوم، والحل وفقاً للمصادر الايرانية يحفظ لإيران حقها بالتخصيب ولا يتضمن امتناعاً ولو مؤقتاً عن التخصيب، وتتراوح المقترحات الوسط بين منشأة إيرانية بالشراكة مع دول إقليمية مثل قطر والسعودية لتخصيب اليورانيوم يكون مركزها إيران، أو التخصيب في بلد صديق تختاره إيران ولا تعترض عليه أميركا، أو الجمع بين المقترحين بالتخصيب على درجة منخفضة في إيران والتخصيب العلمي على درجة 20% خارجها.

في هذا المناخ فاجأ المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف الجميع بالكشف عن تقدّم في مسار التفاوض حول وقف إطلاق النار في غزة، ووفقاً لمصادر أميركية إعلامية فإن مقترح ويتكوف يتضمن، هدنة لمدة 60 يومًا، يتم خلالها إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين) بالإضافة إلى تسليم جثامين أسرى متوفين، مقابل إفراج «إسرائيل» عن عدد يتفق عليه لمئات الأسرى الفلسطينيين، وتنفيذ انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في غزة التي دخلتها في الجولة الأخيرة، والبدء بإدخال مساعدات إنسانية بواقع 1000 شاحنة يوميًا، ويظلل هذه المرحلة تقديم ضمانات أميركية لبدء مفاوضات نحو وقف دائم للحرب، ونقلت المصادر عن ويتكوف قوله إن هذا المقترح يحظى بموافقة إسرائيلية، معتبرًا أنه «فرصة حقيقية» لإنهاء الحرب.

مصادر حركة حماس أكدت موافقتها على مقترح ويتكوف، بينما لا تزال الكرة في الملعب الإسرائيلي ورد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، الذي صرّح بأن هناك تطوراً هاماً في قضية الأسرى سوف يظهر اليوم أو غداً، ثم نفى مكتبه أن يكون المقصود صفقة قريبة قيد الإنجاز، بل تأكيد وجود بحث جدي بمشروع صفقة.

في لبنان كانت عطلة الأسبوع وعطلة عيد المقاومة والتحرير مليئة بالتطورات المهمة داخلياً، حيث حملت نتائج الانتخابات البلدية جنوباً صورة تسونامي للثنائي الوطني الذي حصد فوزاً كاسحاً مثل استفتاء شعبياً هو الأول بعد الحرب الإسرائيلية التي راهن الكثيرون على تسببها بتفكيك علاقة الثنائي بالبيئة الشعبية الحاضنة التي شكلت خزان إمداد المقاومة، حيث أظهرت النتائج سواء حيث فازت لوائح الثنائي البلديّة بالتزكية أو حيث جرت المنافسات، ان الوزن الشعبي للثنائي زاد زخماً وتماسكاً، بينما كانت الانتخابات التي شهدتها مدينة جزين وبلدات القضاء، وتبعتها انتخابات اتحاد بلديات المتن، نصراً كاسحاً للتيار الوطني الحر وتحالفاته التي شملت النائب السابق إبراهيم عازار في جزين وآل المر في المتن، بينما أصيبت القوات اللبنانية بهزيمة مدوية في الاستحقاقين ما تسبب بخسارة الصورة التي حاولت رسمها عن تزعم الشارع المسيحي بعد انتخابات زحلة، حيث انتصرت القوات على اللائحة المدعومة من حزب الكتائب.

لبنانياً أيضاً وعلى خلفية حلول عيد المقاومة والتحرير، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فأعاد تثبيت محطات تاريخية في حياة المقاومة منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وإسقاط اتفاق 17 أيار والتحرير المتتالي للمناطق اللبنانية المحتلة وصولاً إلى الشريط الحدودي بفعل المقاومة وتضحياتها، وانتهاء بالتحرير عام 2000، كما عدّد «خمسة استنتاجات من عيد المقاومة والتحرير: أولًا، إن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، لأنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، والمقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا. ثانيًا، نقلت لبنان من الضعف إلى القوة. ثالثًا، المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير. رابعًا، انتهت قدرة «إسرائيل» على التوسع في لبنان، لم تعد قادرة على أن تقضم في لبنان أو أن تتوسّع في لبنان، حتى ولو قامت بأعمال متعددة. خامسًا، زمن الانتصارات الذي افتتح بهذا الانتصار العظيم في أيار سنة 2000 أحدث تحوّلًا في فلسطين المحتلة، وانطلقت مجددًا المقاومة المسلحة، وصنعت المعجزات، واستطاعت أن تُربك هذا العدو، وأن تجعله على طريق الزوال، ثم تحدّث عن الحرب الأخيرة واتفاق وقف إطلاق النار وسلاح المقاومة، فقال عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، الدولة اللبنانية التزمت، ونحن التزمنا كمقاومة بالكامل. في المقابل هناك 3300 خرق إسرائيلي، أي عدوان، ونحن الآن مستمرون في تلقي العدوان الإسرائيلي». وشدّد قاسم على أنّه «ليكن واضحاً عند الجميع، لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن. فلتنسحب «إسرائيل»، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث». ورأى أنّ «أميركا هنا تتحمل المسؤولية، لأنها هي التي ترعى استمرار العدوان، كما رعته في بدايته، هنا وفي غزة وفي كل مكان».

بالتوازي وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيسها النائب محمد رعد القصر الجمهوري والتقى الرئيس العماد جوزف عون، وتحدث رعد بعد الزيارة فقال «في اللقاء مع الرئيس عون تبادلنا وجهات النظر عن التحديات والأولويات وفي مقدمتها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان». ولفت رعد إلى أن «مساحة التفاهم مع الرئيس مساحة واسعة يعول عليها ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته». وقال «لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات وستستمر هذه الأبواب مفتوحة».

وأكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة ‌‏والتحرير، أنّ «عيد التحرير غيّر مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا»، مشيرًا إلى أنّ «المقاومة صنعت تحرير لبنان واستقلاله الجديد»، داعيًا في الوقت نفسه إلى أنْ «تنسحب «إسرائيل» وتؤدّي كل التزاماتها وبعدها لكل حادث حديث»، مشدّدًا على أنّ «الدولة هي المسؤولة»، مطالبًا إياها بأنْ «تتحرّك بفعالية أكبر».

وقال الشيخ قاسم: «لا بدّ من توجيه شكر خاص إلى قائد الجيش العماد هيكل الذي أصدر بيانًا يعبّر عن وطنيته ووطنية الجيش»، حيث قال: «إنّها مناسبة تاريخية بإنجازاتها والتحرير إنجاز».

وشدّد على أنّ «عيد المقاومة والتحرير هي المقدّمة التي صنعت كل ما بعده، وانتهت قدرة «إسرائيل» من التوسّع في لبنان، وسنبقى دائمًا في مقولة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لنصنع المستقبل والتحرير».

ونبّه الشيخ قاسم إلى أنّ «السلاح أداة تُستَخدم وقت الحاجة وبالطريقة المناسبة وبتقدير المصلحة، والمقاومة هي فعل إرادة وشعب وخيار». وأشار إلى أنّ «الدولة اللبنانية عقدت اتفاقًا لوقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع العدو، والدولة اللبنانيّة التزمت ونحن التزمنا كمقاومة بالكامل».

وشدّد على أنّ «هذه المقاومة هي رفض للاحتلال وعدم الاستسلام، والمقاومة خيار أحيانًا تقاتل وتردع وأحيانًا تصمد وتمنع وأحيانًا أخرى تصبر وتبقى جاهزة». تابع قوله: «نحن الآن مستمرّون في تَلقّي العدوان «الإسرائيلي»، وليكن واضحًا لدى الجميع: لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، فلتنسحب «إسرائيل» وتؤدّي كل التزاماتها وبعدها لكل حادث حديث».

وجزم الشيخ قاسم بأنّ «أميركا تتحمّل المسؤولية لأنّها هي التي ترعى استمرار العدوان كما رعته هنا وفي غزة»، مطالبًا الدولة بأنْ «تتحرّك الدولة بفعالية أكبر». وخاطب الدولة بالقول: «طالبوهم (للصهاينة) أسكتوهم اصرخوا في وجوههم، فلبنان يجب أنْ يكون قويًا واثقًا حرًّا مع أبنائه ومع شعبه».

وأكّد أنّ «الدولة هي المسؤولة، وإذا فشلت في أدائها فإنّ الخيارات الأخرى موجودة»، مشدّداً على أنّ «المقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم وهي تصبر وتعطي وقتًا، لكن يجب التحرّك».

وأكّد أنّ «أميركا بطولها وعرضها لم تتمكّن من الاستمرار بعدوانها على اليمن فانسحبت أمام هؤلاء الأبطال الشجعان الذين قدّموا من أجل غزة وفلسطين».

وجدّد الشيخ قاسم تأكيده أنّه إذا «إسرائيل» استغلّت القوة العسكرية للضغط علينا بعدوانها المستمر فهذا سيزيدنا تصميمًا وإصرارًا». وأضاف: «تقولي لي متى، لا أعرف، ولكنّ الظلم الكبير لا يمكن أنْ يستمر»، ذاكرًا أنّ «المقاومة منهج واتجاه والسلاح أداة تُستخدم وقت الحاجة والطريقة المناسبة وتقدير المصلحة».

وحذّر من أنّه «إذا كانت أميركا تعتقد أنّها بالضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى لبنان أنّها تستطيع تحقيق الشروط «الإسرائيلية» أقول لها: لن تحقّقوا ما لم يتحقّق في الحرب».

وحدّد الشيخ قاسم مصير «إسرائيل» بأنّها «إلى الهاوية، وهي مستمرة بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستمرار في العدوان»، ناصحًا ترامب بأنّه «أمام فرصة العمر للتحرّر من قبضة «إسرائيل».

بدوره، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إلى أن «في اللقاء مع الرئيس عون تبادلنا وجهات النظر عن التحديات والأولويات وفي مقدمتها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان». ولفت رعد، الى أن «مساحة التفاهم مع الرئيس مساحة واسعة يُعوّل عليها ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته».

وقال «لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات، وستستمر هذه الأبواب مفتوحة». وتابع «لقاؤنا اليوم بفخامة رئيس الجمهورية، هو باختيار من حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة، للتبريك بعيد المقاومة والتحرير الذي نحتفي به منذ 25 عاماً، تنعّم فيها اللبنانيون بفضل المقاومة وما أنجزته من تحرير للبنان، وطرد العدو الإسرائيلي المحتل بمقاومة أبناء الجنوب وأبناء لبنان كافة وبتضحياتهم وصبر أهلهم وتحملهم المعاناة والمواجهة لغطرسة العدو الذي لا يعترف بقوانين ولا يقيم وزناً لحقوق الإنسان، ولا يستحقّ شرعية لا من هنا ولا من هناك».

ولفت الى أن «للأسف، من بعض الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، وإعادة إعمار ما هدّمه العدوان، وحفظ الاستقرار وتحريك المؤسسات عبر الاستحقاقات الانتخابية كالتي شهدناها في الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري أخيراً».

وقال «لنبدأ بالبحث الآخر المتصل بالإصلاح السياسي والإداري وما يستحقه أهلنا في كل المناطق والمحافظات من تسهيلات وتطوير للقوانين، انطلاقاً من تقدير السلطة للمصلحة اللبنانية، والقوى السياسية الممثلة للناس في مجلس النواب».

وعن تعليقه على تصريح رئيس الحكومة نواف سلام لجهة انتهاء عصر تصدير الثورة الإيرانية، وعدم السكوت على أي سلاح خارج سلطة الدولة، أجاب «لا أرغب في التعليق على هذا التصريح حفظاً على بقية ودّ موجودة».

وكان سلام، لفت إلى أن «المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي»، معرباً عن أمله في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم.

وأضاف سلام في حديث لـ»سكاي نيوز عربية» أن «الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، ونأمل في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، بدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح».

وأشار إلى أن «لبنان سيكون أرضاً جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جار على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية»، مشيراً إلى أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى»، مضيفا :»نحن طلاب سلام لكننا نريد سلامًا عادلاً ومستدامًا». وأمل سلام «بتغيير قواعد العملية السياسية في لبنان، العملية السياسية في لبنان خلفت حروباً، كانت هناك عدة محاولات لإصلاح النظام السياسي ولكنها لم تنجح، واتفاق الطائف طُبّق بشكل انتقائي مما أفسد العملية السياسية، وتجب العودة لاستكمال تطبيق ما لم يطبق منه».

من جهة أخرى، أكد سلام خلال لقائه عضوي مجلس الشيوخ الأميركي السناتور أنغوس كينغ وجايمس لانكفورد، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، «إصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل أراضيها بما في ذلك معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، والذي وضعت بشأنه خطة زمنية وسيبدأ العمل على تنفيذها»، مشدداً على «أهمية دعم الجيش اللبناني كي يعزز سلطته على الحدود وفي الداخل». ودعا سلام الى «زيادة الضغط الأميركي على «إسرائيل» كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوقف خروقاتها للسيادة اللبنانية».

في غضون ذلك، وفيما مرّ استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية والجنوب بسلام وهدوء من دون اعتداءات إسرائيلية بالتزامن مع استعادة الجنوبيين واللبنانيين أجواء عيد المقاومة والتحرير، اخترقت جرافتان إسرائيليتان الخط الازرق وتوغلتا داخل الأراضي اللبنانية في منطقة كروم المراح شرق ميس الجبل، وقامت بأعمال تفتيش في المنطقة. ولفتت المعلومات الى ان قوة المشاة الإسرائيلية لا زالت تتحرك داخل الأراضي اللبنانية شرق ميس الجبل متخطية أحد المنازل، حيث أستخدم الجنود المصابيح من دون دخول الجرافات التي بقيت قرب الحدود.

كما أفيد بأن جيش الاحتلال أشعل حريقاً كبيراً في المساحات المفتوحة في الأراضي اللبنانية بين قرية الغجر وبلدة العباسية وبين الغجر وسهل الماري.

وتخوّفت مصادر سياسية عبر «البناء» من «نيات إسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان في محاولة جديدة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لاستفزاز حزب الله واستدراجه لجولة قتالية جديدة قد يحتاجها نتنياهو لإعادة شدّ العصب الداخلي في ظل المأزق الذي يواجهه في ظل المزيد من تفكك الحكومة والمجتمع في الكيان الإسرائيلي». وحذرت المصادر من «ارتفاع نسبة خطر توسيع الحرب كلما اقترب موعد انتخابات الكنيست في «إسرائيل» وتقدم المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي باتجاه إنجاز اتفاق». ولمست المصادر تقصيراً فاضحاً من الدولة والحكومة اللبنانية حيال الاعتداءات الإسرائيلية باستثناء إطلاق المواقف وجهود دبلوماسية خجولة لا تُسمن ولا تغني من جوع، في وقت تطالب الولايات المتحدة الدولة في لبنان بالضغط على المقاومة لنزع سلاحها! وحمّلت المصادر الراعي الأميركي والفرنسي مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية وأي تطور عسكري على الحدود يؤدي الى تجدد الحرب، الأمر الذي سيطيح بالقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار ويهدد الأمن والاستقرار على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزيرة خارجية فنلندا إلينا فالتونين خلال استقباله لها في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي وسفيرة فنلندا لدى لبنان آن ميسكانن، أن «لبنان متمسّك ببقاء قوة «اليونيفيل» في الجنوب، نظراً للدور المهم الذي تلعبه في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701»، مقدراً «مشاركة القوة الفنلندية في عداد «اليونيفيل»، ومحيياً تضحيات رجالها في خدمة السلام».

وأكد الرئيس عون ان «وجود الجيش اللبناني الى جانب «اليونيفيل» في الجنوب، يطمئن سكان المنطقة الحدودية الذين يتطلعون الى انسحاب «إسرائيل» من التلال التي تحتلها، ووقف الأعمال العدائية، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي». وشدّد على «التنسيق القائم بين الجيش و»اليونيفيل»، فضلاً عن الخدمات الاجتماعية والصحية والإنسانية والتربوية التي تقدّمها القوات الدولية لاأبناء البلدات التي تنتشر فيها، والفائدة الاقتصادية من وجودها».

وشرح الرئيس عون للوزيرة الفنلندية ما تقوم به الحكومة على صعيد الإصلاحات وملء الشواغر في المراكز الأساسية في إدارات الدولة، إضافة الى نتائج الزيارات التي قام بها الى عدد من دول الخليج والتي أثمرت إجراءات لصالح لبنان.

على مقلب آخر، شهد الجنوب بالتوازي مع احتفال التحرير الوطني عرساً انتخابياً ديمقراطياً تمثل بإنجاز الانتخابات النيابية والاختيارية بأجواء من الهدوء والأمن والديمقراطية وروح تنافسية في بعض القرى والمدن مقابل تزكية في نصف القرى، وفوز للوائح التنمية والوفاء في معظم القرى التي شهدت معارك انتخابية، لا سيما في مدينتي النبطية وصور، ولفتت أوساط ثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أن نتائج بلديات الجنوب ومخاتيره أسقطت رهانات الخارج وبعض الداخل على انقلاب في مزاج بيئة المقاومة على خيارات الثنائي، وبالتالي ثبت الأخير قوته في الجنوب رغم كل ما تعرّض له الجنوب والجنوبيون من نسف وتدمير وتهجير وقتل واحتلال واعتداءات، لم تنجح بالتأثير على المزاج العام لجمهور المقاومة، موضحة أن القرى والمدن التي شهدت انتخابات ضمت لوائح اختلفت إنمائياً لكنها متحدةً سياسياً حول خيار المقاومة والثنائي.

أما في جزين فردّ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لحزب القوات اللبنانية «ضربة زحلة»، محققاً بالتحالف مع النائب السابق إبراهيم عازار فوزاً كاسحاً في معظم بلديات ومخاتير قرية جزين وبلدية المدينة، وقال رئيس التيار جبران باسيل: «قلنا سابقاً إننا خضعنا لخيارات الناس في الانتخابات البلدية التي طابعها عائلي أكثر، وباكورة الاتحادات هي فوزنا اليوم بأهم اتحاد بلديات بلبنان وهو اتحاد بلديات المتن، بفوز صديقتنا السيدة ميرنا المر بالاتحاد بفضل تحالفنا نحنا وآل المر الكرام في الأكثرية الساحقة من بلدات المتن وتحالفنا نحنا وايّاهم باتحاد البلديات في مواجهة القوات والكتائب وبعض النواب»، ولفت الى «أن التيار لا زال القوّة الكبرى، ويتنافس كما دائماً هو والقوات على الناخبين وليس صحيح لا التسونامي القواتي سيظهر ذلك في الاتحادات، ولا صحيح أن التيار انتهى بل هو أقوى بكثير بالانتخابات البلدية من 2016 وعدد المخاتير والأعضاء والرؤساء يثبت ذلك».

وذكر بأن «القوات تعرف من خلال الاستطلاعات اننا لوحدنا في جزين المدينة والقضاء، نحن أقوى منهم بكثير، والفرق كبير بيننا وبينهم ويصل إلى ضعفين وأكثر في عدّة أماكن في جزين، وبما خص بلدية جزين – عين مجدلين، إن صحّ أننا ربحنا بفضل التحالف، متسائلاً «كيف ربحوا بجونيه، أليس بسبب تجميعهم لخمس قوى ليفوزوا؟ كان بقي النائب فريد هيكل الخازن، ولو بقي معنا كنا فزنا (3 استطلاعات أظهرت الموضوع)، فاضطروا إلى ضمّه معهم ليربحوا ويقيموا الحلف الخماسي الأطلسي للفوز علينا».

وكان التيار بالتحالف مع آل المر فازا باتحاد بلديات المتن على تحالف حزبي الكتائب والقوات.

وأشار الوزير السابق الياس المر في تصريح تلفزيوني تعليقاً على فوز رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المرّ برئاسة اتحاد بلديات المتن، الى ان الانتخابات انتهت وكنا نأمل أن تكون إنمائية، ولكن للأسف تم تحويلها إلى معركة سياسية وهي معركة بلدية، وهناك من عمل على تكبير حجم خسارته بعد تحويل المعركة إلى معركة سياسية. وأكد المر بأن «الرئيسة ميرنا المر ستفتح مكتبها لكل البلديات، على أمل أن تكون الانتخابات أصبحت وراءنا، ونقول لكل من زوّر بالأرقام ومن «هبط حيطان»، ونحن بيت لم يكن يوماً على يده دم ولم نتعاط بالفساد، وهناك من كبر الحجر ووقع على رأسه، وهذا الانتصار للبلديات التي صوّتت لميرنا المر والاتحاد هو لكل البلديات».

وختم المر «22 – 11، تلتين المتن قال كلمته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى