منوعات

انفراج داخلي وترحيب دولي بعد إنجاز الانتخابات البلدية والإختيارية

كتبت صحيفة “اللواء”: أنجز لبنان استحقاقاً ديمقراطياً، ووطنياً، بما اعاد اليه صورة يانعة من الجدية والمسؤولية، والسعي لإعادة إحياء الدولة ومؤسساتها المحلية والسياسية والادارية وسط ترحيب دولي، وتأكيد فرنسي أن حسن سير عملية الاقتراع بأنه من مبدأ احترام الاستحقاق الدستوري.

لكن الاحتلال الاسرائيلي، ما إن انتهت انتخابات المرحلة الرابعة والاخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية، حتى عاد الى توتير الاجواء، وتسيير المسيّرات، واغتيال المواطنين، سواءٌ الذين يلجأون الى الدراجات النارية في تحركاتهم او السيارات العادية، فضلاً عن قصف طاول الاماكن البعيدة عن الجنوب، عند السلسلة الشرقية للبنان.. وعلى تخوم البقاع الشمالي.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء الذي جمع الرئيس جوزاف عون مع وفد كتلة الوفاء للمقاومة هو الاول بعد مشاركة الوفد في الإستشارات النيابية الملزمة وغير منفصل عن حراك الوفد في اتجاه الرئاسات الثلاث، في رسالة اراد الوفد ولاسيما حزب الله ارسالها في ما خص التواصل مع الدولة اللبنانية، مشيرة الى ان اللقاء مع الرئيس عون بالتحديد له مدلولاته في خضم الحوار حول السلاح الذي اعلن الرئيس عون ان المسار المتصل به لن يكون بالقوة.

ولاحظت المصادر ان موقف الكتلة لم يُعطِ أية اجوبة حول تسليم السلاح انما كان لافتا ما قاله النائب رعد من ان لا امتيازات للدولة دون واجبات وعندما تتساوى الإمتيازات والواجبات يحصل التفاهم.

لكن المصادر قرأت هذا اللقاء في سياق بدء التواصل مع قصر بعبدا حول ملفات متعددة.

الى ذلك، تردد ان مجلس الوزراء يعقد جلسته هذا الاسبوع ويحمل عنوان تقييم الانتخابات البلدية والإختيارية وتمرير بعض التعيينات وبت استقالة مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية وتعيين احمد عويدات مديرا عاما جديدا .

وحول اعادة الاعمار، نقل عن مصادر ان التعويل الأبرز على مؤتمر خماسي دولي يعمل رئيس الجمهورية على ترتيبه وتشارك فيه الامارات العربية المتحدة والسعودية وأميركا وفرنسا ومصر لدعم لبنان.

الرئيس عون رداً على سؤال نواب حزب الله عن الخروقات الاسرائيلية: «ما عم غلّي» مش عم وقف اتصالات مع كل الوفود والمعنيين وآخرهن اليوم (الوفد الاميركي).

رعد في بعبدا: مساحة التفاهم واسعة

وكان البارز سياسيا امس، زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقه نواب الكتلة علي عمار، حسين الحاج حسن، امين شري وحسن فضل الله، وجرى بحث للأوضاع العامة في البلاد في ظل التطورات المتسارعة، خصوصا على الساحة الجنوبية، والاتصالات التي تجريها الدولة اللبنانية لالزام إسرائيل تنفيذ بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الفائت.

وقال رعد : أن ليس هناك من أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة الرئيس في أي مستوى من المستويات وليس هناك محطة نفتح فيها الأبواب لأنها مفتوحة منذ الاستحقاق الرئاسي وسنستمر بكل ما من شأنه تحقيق السيادة وحفظ الاستقرار وإعطاء كل ذي حق حقه في هذا البلد من افراد ومكونات أساسية فيه.

واضاف رعد: تداولنا مع رئيس الجمهورية في حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والخروقات المدعومة من الدول الضامنة وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات عبر الاستحقاقات.

اضاف رداعلى سؤال: ليس للدولة امتيازات خاصة بها دون التزامها بواجباتها، وعندما يتساوى الاثنان أي الواجبات والالتزامات، يحصل التفاهم.

وأكد ان مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة يعول عليها، ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته.

وتابع: نُصرّ على أن هذا العيد هو عيد المقاومة والتحرير لا عيد التحرير فحسب لأن التحرير أنجزته المقاومة. واللبنانيون تنعموا بالتحرير بفضل المقاومة وتحمل أهالي الجنوب معاناة الاحتلال.

ومن جهة أخرى، ردَّاً على سؤال حول تصريح رئيس الحكومة نواف سلام الذي قال فيه «ان عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهي» قال رعد: ارفض التعليق حفاظا على بقية الودّ.

وافيد عن اتفاق بين عون ورعد على «إبقاء التواصل مفتوح بينهما، وأن عون قدّم لحزب الله طرحا للحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين». وعلمت «اللواء» من مصادرمتابعة ان اللقاء لا يعني بالضرورة بداية الحوارالمباشر بين الطرفين حول موضوع سلاح المقاومة والذي يتولاه حالياً مستشار الرئيس العميد اندره رحال، لكنه يمهد لاحقا للحوار لمباشر في الوقت المناسب، وقدّم كُلٌّ من عون ورعد وجهة نظره حول الوضع الجنوبي.

واكدت المصادر ان اللقاء خلق جوّاً ايجابياً بين الطرفين لكنه بحاجة الى متابعة.

وكان رعد قد زار الرئيس نبيه بري معايداً بعيد المقاومة والتحرير. حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤونا تشريعية.

وقال رعد بعد لقاء بري: ما حصل إبان الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري في كافة المناطق والمحافظات إنما يدل على تمسك شعبنا بخيار المقاومة والتنمية ، وكان وفيا لهذا الخيار.

سلام الى دبي

ووصل الرئيس نواف سلام مساء امس، الى دبي للمشاركة في قمة الاعلام العربي، وسيلقي كلمة رئيسية ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة اليوم.

وقبل سفره، اطلق سلام في السرايا منتدى التبادل المعرفي الحكومي التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة مع لبنان. في حضور مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي عبد الله لوتاه والقائم بأعمال السفارة الاماراتية في لبنان فهد الكعبي على راس وفد اماراتي من صندوق ابو ظبي للتنمية ومن مكتب التبادل المعرفي الحكومي التابع لرئاسة الوزراء الاماراتية.

كما حضر عن الجانب اللبناني وزراء: المالية ياسين جابر، الاقتصاد عامر البساط، المهجرين والتكنولوجيا والمعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، الاتصالات شارل الحاج ، التنمية الإدارية فادي مكي، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد علي قباني ، اضافة الى عدد من المستشارين.

والقى الرئيس سلام كلمة مماجاء فيها: ان صندوق أبو ظبي للتنمية لعب دورًا أساسيًا في دعم لبنان منذ أواخر السبعينيات، وكان شريكًا موثوقًا في العديد من محطاتنا التنموية.

وادلى سلام بحديث خاص لقناة «سكاي نيوز عربية» التي تبث من دبي مماقال فيه: الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، وآمل في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، بدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح.

وأشار إلى أن «لبنان سيكون أرضا جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جار على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية».

وأوضح أنه يأمل: «بتغيير قواعد العملية السياسية في لبنان، وقال: العملية السياسية في لبنان خلفت حروبا، كانت هناك عدة محاولات لإصلاح النظام السياسي ولكنها لم تنجح.

وتابع: أن «اتفاق الطائف طُبق بشكل انتقائي مما أفسد العملية السياسية، ويجب العودة لاستكمال تطبيق ما لم يطبق منه.واللامركزية الإدارية واستقلال القضاء بنود لم تطبق من اتفاق الطائف، هناك عدة ثغرات في اتفاق الطائف يجب العمل على تجاوزها..

وعن مسألة السلاح في لبنان، قال سلام لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة.

اضاف: أن عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى، وكلي ثقة أن أكثرية الشعب اللبناني تقف إلى جانبنا، قوتي باستعادة ثقة الناس بالدولة ومشروعي إعادة بناء الدولة، ما يهمنا هو ثقة الناس وليس إرضاء الحاشية، أدرك أن هناك مصالح متجذرة ونحن نقوم بمواجهتها.

وذكر سلام إن «التخوين في لبنان أصبح من الأسلحة السياسية، وقال سلام انه «حزين لأن هناك جزءا محتلا من لبنان، نحن طلاب سلام ولكننا نريد سلاما عادلا ومستداما».

قرض الكهرباء وتخفيض الرسوم

واقرت لجنة المال النيابية قرض البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، ويتعلق بالطاقة المتجددة وتعزيز شبكة الطاقة الكهربائية، وهو يوفر الطاقة الشمسية الى حد 250 ميغاوات، ويعيد تأهيل 3 محطات كهرومائية، وتعيين الكفاءات التشغيلية، ومدته 30 سنة.

واعادت اللجنة النظر بعدد من الرسوم، التي وردت في موازنة العام 2025، مثل الرسم على المشروبات الغازية والفنادق.

عون يصوّت لأول مرة

وواكبت الدولة، على اعلى المستويات اجراء الانتخابات البلدية في الجنوب، حيث انتقل الى هناك الرئيس جوزف عون من صيدا الى النبطية، الى مسقط رأسه في بلدة العيشية حيث ادلى بصوته لاول مرة منذ 40 عاماً، اي بعد ان عاد الى الحياة المدنية، وكمواطن قبل ان يكون رئيساً.

وعليه يكون لبنان انجز يوم السبت الماضي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بجدارة على مدى 20 يوماً، في خطوة بدت حسب مراجع وقوى سياسية مدخلاً تجريبياً لإستحقاق الانتخابات النيابية عام 2026، وهوما اشار اليه رئيس الحكومة نواف سلام خلال متابعته العملية الانتخابية البلدية للجنوب السبت، حيث اعلن من وزارة الداخلية «بدء العمل للتحضير للانتخابات النيابية المرتقبة في العام المُقبل، لافتاً إلى جهوزية وزارة الداخلية التي كانت عالية جداً»، وفق تعبيره، في ما بدا انه تعهد آخر من الحكومة لإنجاز الاستحقاق النيابي، الذي ستكون فيه المنازلة السياسية لا سيما بين القوى المسيحية اقوى من المنازلة البلدية التي جرت في بلديات جبل لبنان والبقاع وبخاصة في زحلة التي ربحتها القوات اللبنانية، والجنوب وبخاصة في جزين التي ربحها التيار الوطني الحر.

وقد بلغت نسبة الاقتراع في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية حسب وزارة الداخلية 36،94 % بتراجع عن انتخابات 2016، وكما كان مقدراً فازت لوائح ثنائي امل وحزب الله بأغلبية بلديات اقضية الجنوب تزكية واقتراعاً، ما عدا خروقات بسيطة سجلتها لوائح المستقلين في بعض قرى صور و صيدا- الزهراني.

والمفارقة ان يوم الانتخاب الجنوبي مرّ بهدوء تام حيث لم يسجّل اي اعتداء اواستفزاز اسرائيلي إلّا في فجر الاحد بعد انتهاء الانتخابات بغارات اغتيال استمرت حتى مساء الاثنين.

وقد انتهت ابرز المعارك البلدية السياسية المسيحية امس، بإنتخاب رئيسة بلدية بتغرين ميرنا ميشال المر رئيسة لإتحاد بلديات المتن الشمالي وفوزهاعلى رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة نيكول امين الجميل مرشحة القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض نواب المتن (الياس بوصعب وابراهيم كنعان) ، بفارق 22- 11 صوتاً. وبقيت العين على معركة اتحاد بلديات زغرتا-الزاوية. واتحاد بلديات زحلة – البقاع الاوسط وهوالمختلط مسيحياً واسلامياً. اما على مستوى القرى الاسلامية فتبرزمعركة اتحاد بلديات البقاع الغربي، واتحادات بلديات الشمال.

يشار إلى أن في لبنان ٦١ اتحاد بلديات، تضم ٧٠٨ من أصل ١٠٦٥ بلدية، بسبب وجود بلديات غير منضوية ضمن الاتحادات. ويجري الصراع السياسي على ترؤس الاتحادات.

السلاح الفلسطيني قريباً

وفي مجال آخر، انطلق عمل خلال عطلة عيد المقاومة والتحرير مسار البحث في تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية بعد زيارة الرئيس محمود عباس الى بيروت، حيث افيد بأن «موضوع سحب السلاح الفلسطينيّ سيبدأ منتصف حزيران المقبل من مخيمات بيروت الثلاثة: برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس. ويشمل لاحقا مخيمات الجليل في بعلبك والرشيدية في صور والبداوي في طرابلس. ويبقى مصير سلاح مخيم عين الحلوة في صيدامعلقاً للبحث لاحقاً.

وكان هذا الموضوع خلال اليومين الماضيين مدار مواقف لرئيسي الجمهورية والحكومة اللذين اكدا ان قرار سحب سلاح المخيمات لا رجوع عنه.

الاعتداءات

على صعيد الاعتداءات الاسرائيلية، شن الطيران الإسرائيلي بعد الظهر، 3 غارات على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك.. اما جنوبا، فنجا احد ابناء بلدة بيت ليف باعجوبة بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة اسرائيلية، أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. الى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية اليوم على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. الى ذلك، إعترض عدد من المواطنين سيارة تابعة لـ «اليونيفل» في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت.

ومساءً شن الاحتلال الاسرائيلي غارة من مسيرة استهدفت سيارة في راميا ومعلومات عن اصابات.

وليلاً، تحركت قوة مشاة اسرائيلية الى شرق ميس الجبل، من دون دخول الجرافات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى