أخبار النبطية

ديوان الأدب في النبطية ينظم توقيع كتاب “جراح أمة” للدكتور ناهض قديح في جمعية تقدم المرأة

في إطار برنامجه الثقافي المستمر، نظّم ديوان ديوان الأدب بالتعاون مع جمعية تقدم المرأة حفل توقيع كتاب <جراحُ أمّة> لمؤلفه، الكاتب والأكاديمي <الدكتور ناهض قديح>، حضره حشداً كبيراً من مثقّفي مدينة النبطية والمنطقة، تخلّله كلمات قيّمة، للمؤلف الدكتور ناهض قديح، وللأستاذة القديرة غادة مقلّد – ممثلةً جمعية تقدم المرأة، وكلمة للجامعة اللبنانية الدولية LIU، ألقاء الدكتور حسين بدر الدين – ممثلاً مديرها البروفسور حسّان خشفة، ثم تلاه كلمة تقييمية للكتاب، ألقاها صديق المؤلف والعضو في ديوان الأدب الأستاذ هاشم إبراهيم، وكانت الخاتمة مع رئيس ديوان الأدب الدكتور علي العزي، الذي جاء في كلمته:

《سادتي الأكارم،
يُزيدُني شرفاً ويسعدُني رغم الحزنِ أن أُلقي كلمةَ ديوان الأدبِ أمام حضراتكم وفي حضرة عالمَ الإجتماعِ السياسي وخبير الشعرِ والكلمة الدكتور ناهض قديح.

فرغمَ أني أشعرُ دائماً منذ الولادةِ أننا أبناءُ أمّةٍ لم تُسعِفُنا جراحُها المستمرّة منذ قرن، وربما منذ قرون، أن نكونَ سعداء؛
ورغم أنّنا اليومَ، في أشدِّ أوقاتِنا تأزُّماً وخطراً، يعيشُها لبنان وتعيشُها المنطقة، حيث نواجهُ المجهولَ، والكثيرُ منه معلوم؛
رغمَ كل ذلك، اجتمعنا اليوم سويّاً، كي نشاركَ الدكتور ناهض ونحتفلَ معه بتوقيعِ كتابَه القيّم، <جراحُ أمّة>، الذي جمع فيه ما خالج وجدانَه بأكثر ما فيه من أحزان وما فيه من إلتزامه الوطني والقومي، الذي طبع عقلَه ومسارَه الفكريّ المعروف.

تشرَّفتُ بمعرفة الدكتور ناهض منذ سنواتٍ طويلة، فهو صديق العائلة، فعرِفتُه أكاديميّاً عاليَ المقام، بارعاً، مُلتزِماً بقضايا أمّتِهِ، وناشطاً إجتماعيّاً وسياسياً، ومناضلاً ثوريّاً، يؤمن بمركزّية القضية الفلسطينيةِ كما يؤمنُ بلبنان الموحّدِ في بوتقةِ أمّة عربية واحدة، يجمعُها كيانٌ واحد. لذلك نراهُ اليومَ يكتبُ عن آلام وجراح أمّتِه. عن آلام وطنِنا لبنان وعاصمتِه بيروت. عن جراحِ فلسطين المغتصبةِ والضحية، ضحيةُ المشروع الصهيوني الغربي، وضحية خيانة حكومات العرب، وثرثرةِ مثقّفيها الممجوجةِ والتافهة.
يكتبُ هنا، عن الشام، دمشقَ وحلب، عن العراق الذي ما زال يغرقُ بالفوضى وينتظر مآلَه المجهول، عن اليمن الفقير، حيث الذي يسكنُ فيه أفقرُ الناسِ وأشرفُ الناس..
يكتبُ عن الجلّادين الذين يشعرون اليوم بالقوَّةِ والنشوة؛ عن الأعرابِ الذين ينسجون بثرواتهم المحتَكَرة أسوأ أنواع التحالفات مع المستعمر الغربي ومع العدو الصهيوني الذي يغتصب شرفَهم، دون أن يرِفُّ لهم جِفن، على حساب حقوقِنا وحسابِ كل القضية القومية.

اليوم في كتابِه، كما كل يوم، يمثُلُ المثقفُ الملتزمُ الدكتور ناهض قديح، وجداني كعربي، وكإنسان رافض وحر، وجدانَ أحرارِ الأمة جميعُهم. وأقول أحرار الأمة، كي لا أشمِلُ المثقفين المنافقين أو المثقفين الذين يبلعون ألسنتهم اليوم، كأنهم ينتظرون من سيغلبَ في نهاية الصراع لكي يصتفّوا إلى جانبه، فينالون قطعةً من كعكة السلطة والحكم.

يقول كاتبُنا، الجميلُ النفسِ والروح الوطنية، سأكتبُ، ولن أنتظر الساعة التي سنُمنعُ فيها أن نكتبَ أو أن نوقّعَ كتبَ المناضلين الثوريّين من رفاقي.
أما أنا فأقول له: يا رفيقي، لن تموت أمّةٌ كانوا أبناؤها رفاقاً لك، ولقيمك وفكرك وسلوكك.
لن يَخمد صوتُنا، ولن يُخمَد. لن ينضبَ حبرُنا، لن يسكتَ قلمُنا، لن يسقطَ سلاحنا قبل تحرير الأرض والإنسان العربي بالكامل.
وستبقى كلماتُك ونثرُك ونصوصُك تُدغدغَ وجدانَنا، تٍحرِّضَنا على البقاءِ في موقِعنا النضالي، وسنبقى نحلمَ رغم الجراح، مع أجيالِنا الصاعدة.. وسيبقى الأملُ قائماً في نفوسنا..
ستُضمَدُ الجراحُ ويشتَدُّ بأمثالِك عضدُنا… ولن يبقى الألم، لن تبقى التجزأة، فهي نقيض الحقيقة التاريخية.
سينتصر الحقُّ مهما بلغت التضحيات، مهما طال الزمن..
ستأتي روحُ يوسف العظمة،
سيأتي عقلُ زكي أرسوزي وميشال عفلق،
سيعودُ فكرُ كمال جنبلاط وجورج حاوي ومحسن إبراهيم،
سيقومُ أنطون سعادة، وسيعيدُ لنا فكرَه، الذي فهِمَ السر، فعرف الخلاص، لذلك قتلوه.. نعم يجب أن يعود،
سنبقى ننتظرك يا سيّد الأمة، فإنك لم تموت !!

لن نقول إلّا أن التاريخ لم ينتهِ، والصراع مستمر، حتى لو أخذ أشكالاً جديدة، ويجب أن يأخذ أشكالاً جديدة،
فمهما كبرُت جراح الأمة، علينا أن نبقى صامدين، فالصمود نضال، وبالثبات والإرادة ومع الإجتماع حول برنامج مرحلي يوحّد الصفوف سيجعل إنتصار قضيتِنا ممكناً.

أطال اللهُ بعمرك، أخي ورفيقي الدكتور ناهض..

شكراً لكم، شكراً لحضوركم الجميل》.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى