محليات

اسبوع العمل العالمي للتعليم لعام ٢٠٢٥ في لبنان

 

 

ضمن إطار المشاركة في فعاليات أسبوع العمل العالمي للتعليم ٢٠٢٥، وتحت عنوان “التعليم في حالات الطوارئ والأزمات: نحو استجابة عادلة وشاملة في لبنان”، قامت الشبكة العربية للتربية الشعبية – الائتلاف التربوي اللبناني- بنشاط جمع ما بين العمل التوعوي حول الحملة السنوية التي تقوم بها “الحملة العالمية للتعليم – GCE”، والمناصرة وإعلاء الصوت حول الموضوع الخاص بالسنة الحالية، إضافة إلى مداخلات من قبل مؤسسات دولية ذات الصلة بالحملة وندوة فكرية وأنشطة متنوعة، وذلك في الرابطة الثقافية – طرابلس – شمال لبنان.

 

وقد تميّز نشاط هذه السنة بحضور لافت وكثيف من قبل جمعيات ونقابات ومؤسسات إنسانية وتربوية من مناطق الشمال وعكار، ومهتمين بالشأن التربوي والتعليمي من إدارات مدارس ومراكز تعليمية، وأساتذة وطلاب وتلاميذ. واللافت بالحضور كانت مشاركة من قبل السيد محمد طارق خان ممثلاً “الشراكة العالمية للتعليم – GPE”،حيث والدكتورة هيام اسحق مديرة “المركز التربوي للبحوث والإنماء”، والدكتورة هنا الغالي مسؤولة قطاع التربية والتعليم في المكتب الإقليمي لليونيسكو في بيروت، وممثلين من اليونيسف ومؤسسات دولية ومحلية فاعلة في الشأن التربوي والتعليمي.

 

كانت البداية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت الدكتورة رفيف دندشي كلمة رحبت بالحاضرين ونوهت بأن التعليم حق للجميع وأن هناك ملايين الأطفال لا زالوا يُحرمون من مقاعد الدراسة لأنهم وُلدوا في مناطق نزاع أو فقر. وأكدت على ضرورة العمل من أجل تعليم شامل، منصف، ومتاح للجميع دون استثناء.

 

تلا ذلك فقرة الحكواتي من تقديم الأستاذ براق صبيح/ حكواتي البلد، حيث تطرّق لأهمية الحكاية والتراث غير المادي / الحيّ في تيسير عملية التعلّم وشد انتباه الأطفال والتزامهم ضمن عملية التعلّم وخاصة خلال الأزمات لما تحمله الحكاية من مضامين إنسانية ولغوية وبناء سلام وهوية، إضافة إلى كونها أداة فاعلة في المكتسبات الأدبية والعلمية لدى الأطفال. ثمّ روى حكاية من التراث تصبّ في صلب موضوع الحملة لهذه السنة.

 

ومن ثم كانت كلمة للسيدة السي وكيل “منسقة الائتلاف التربوي اللبناني”، ولديها خبرة أكثر من 15 سنة في المنظمات غير الحكومية). حيث عرضت لتاريخية ومنجزات الائتلاف التربوي اللبناني الذي أطلقته الشبكة العربية للتربية الشعبية. وقامت السيدة وكيل بشرح لأهداف الحملة العالمية والائتلاف، كما نوهت بحضور السيد خان والكتورة الغالي وكل الحضور وشكرت المجهود الكبير الذي يقوم به أعضاء الائتلاف في لبنان والشمال خاصة، ودعت الجميع للمشاركة في أعمال الائتلاف موضّحة أن “الشراكة العالمية للتعليم” تقوم بمجهود خاص هذه السنة من خلال بعض الشركاء لدعم الائتلاف من خلال مشروع يرمي الى تحسين هيكيليته وتنتمية قدرات اعضائه في بناء برامجهم ومشاريعهم المستقبلية تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة، والمباديء الأساسية للتعليم النوعي، واستجابة لمن هم أكثر حاجة وخاصة الفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة. وأعلنت أن الائتلاف أصبح عضواً أساسياً في “مجموعة التعليم المحلية” (LEG)، ممثلاً لمؤسسات المجتمع المدني في لبنان.

 

بعدها كانت الكلمة للسيد محمد طارق خان “عضو في السكرتاريا للشراكة العالمية للتعليم GPE GLOBAL PARTNERSHIP EDUCATION”، الذي قام بقراءة للواقع التربوي في لبنان من وجهة نظر المؤسسات الدولية من حيث تصنيفه كدولة قطاعها التعليمي أصبح مأزوماً وبحاجة لمساندة ودعم. وعرض السيد خان لعمل ودور الشراكة العالمية، إضافة الى زيارته لبنان وسلسلة لقاءاته التي قام بها والهدف منها. وأخيراً، شكر الائتلاف بشخص منسقته وأعضائه، وشدد على أهمية تطوير عمله وبناء الشراكات مع جميع الفاعلين في المجتمع.

 

ثم جاءت كلمة دكتور هيام اسحق رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، التي شرحت دور المركز في تطوير المناهج وللصعوبات والانجازات التي قام بها. كما قامت بعرض لما قام به المركز خلال الأزمات وخاصة الحرب الأخيرة على لبنان، وأعطت إحصائيات مفصّلة عن أوضاع المدارس التي تضررت بالعدوان وتلك التي تأثرت بسبب إيواء النازحين والتي لم تعد بأغلبها بيئة آمنة للتعليم، إضافة الى وضع الأساتذة والتلاميذ. من جهة أخرى، قامت بعرض للمنهاج الذي تم وضعه لمواجهة الأزمة الأخيرة، وتدريب المعلمين، وأشارت أن المركز بصدد تطوير دليل مساعد للتعليم في أوقات الأزمات.

 

من بعدها كانت كلمة مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت القتها الدكتورة هنا الغالي (مسؤولة قطاع التربية والتعليم في مكتب اليونيسكو). وتطرّقت بكلمتها لعمل المكتب، وكيفية تعاونه ودعمه لعمل الوزارة والمؤسسات المعنية بالتعليم. وبكلمتها، شدّدت الدكتورة غالي على دور المجتمع المدني والمجتمعات المحلية خاصة في أوقات الأزمات، منوّهة بوجود الائتلاف اللبناني وضرورة تفعيل التعاون معه خاصة بعد ما لفتها من حماسة والتزام من قبل الائتلاف ومنسقته. وعبّرت عن فرحها بالمشاركة في هذه الفعالية منوّهة بالتنظيم وجمالية الاحتفال والقيمة المضافة لوجود جميع الفاعلين في جو من التعاون والاحترام المتبادل.

تلت الكلمات فقرة قرع الطبول، حيث قام عدد من الشباب والأطفال بتلاوة للمطالب التي سطّرها الائتلاف لهذه السنة، وذلك على وقع قرع الطبول كرمزية لإسماعها للمسؤولين في البلد والعالم.

 

بعدها ألقت الطفلة غابرييلا مخول قصيدة عن أحقية التعليم، وخاصة للأطفال الأكثر تهميشاّ.

 

ثم تم عرض فيديو عن وضع المدارس في الحرب الأخيرة على لبنان.

 

وكانت من بعدها مداخلة للسيدة جنى مخول مؤسسة ومديرة جمعية I am possible قدمت نتائج استبيان عن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، شارك فيها شباب وأطفال من الجمعية كباحثين وليس فقط كمستجوَبين في البحث.

 

بعد ذلك تم عرض رقصة فولكلورية/ دبكة، من تقديم أطفال من جمعية I am possible.

 

وتلا تلك الأنشطة ندوة سعت الى طرح وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه التعليم في لبنان في ظل الأزمات المتعددة، واستكشاف سبل تعزيز استجابات عادلة، دامجة، ومستدامة تحمي حق التعلم للجميع، مساهمة في بناء التغيير على المستوى التربوي في لبنان. وقد أدار الندوة السيد جان حجار بعد أن رحب بالمشاركين بالندوة ومن بينهم:

الأستاذ نعمة محفوض نقيب المعلمين التعليم الخاص.

السيدة ماريا برباري مديرة مشروع التعليم في أنيرا.

السيد رمزي أبي زيد خبير في التأهب الإنساني للطوارئ والكوارث.

السيد محمود بواري منسق ومسؤول قطاع التعليم في يونيسف بمنطقتي الشمال وعكار.

السيدة جانيت فرنجية مؤسسة ورئيسة منظمة حماية دعم العطاء، رئيسة مشاركة في مجموعة عمل المنظمات غير الحكومية المعنية بمبادرة نداء العمل، مستشارة في مجموعتي النساء السبع في إيطاليا واليابان بالإضافة قيادة شبكة كافي في لبنان وهي شبكة تضم 30 منظمة تقودها نساء.

– وبعد عرض لوضع التعليم في لبنان عامة وفي وضع الازمات المتلاحقة خاصة، قام النقيب نعمة بالتشديد على دور المعلم ومسؤلياته التي لم يتخلى عنها في أصعب الأزمات رغم كل الإجحاف بحقه سواء خلال ممارسة المهنة أو بعد تقاعده. وأوصى النقيب نعمة بضروة التعاون ما بين جميع الفاعلين، وأثنى على وجود ودور الائتلاف اللبناني.

– وعرضت السيد برباري لعمل مؤسسات المجتمع المدني ومساهمة المؤسسات الدولية وخاصة لما تقوم به مؤسسة أنيرا من دعم مدرسي، وبرامج محو أمية للأطفال والشباب خارج الدراسة، والتدريب المهني ضمن جو من الحماية وبرفدهم بمهارات حياتية أساسية.

– وقام السيد بواري بعرض لما تقوم به يونيسف بالشراكة مع المنظمات الدولية والجمعيات المحلية في قطاع التربية ودعم التعليم. منوّهاً ببعض البرامج التي تطال الأطفال خارج المدارس، وتلك التي تعمل مع المدارس الرسمية والخاصة المجانية استجابة للأزمات. كما أعطى أرقام وشرح لوضع المدارس وتداعيات أزمة النزوح وتأثيرها على المدارس كمبانٍ وتجهيزات وميسرات تربوية. وأوصى السيد بواري بتفعيل التعاون والشراكة مع جمعيات ضمن الائتلاف ومع الائتلاف عامة، وأثنى على فكرة التعاونيات التعلمية وعن استعداد يونيسف لبحث وتطوير هذه الفكرة.

– وكانت مداخلة السيد رمزي أبو زيد لافتة من حيث توصيف الواقع وتشديده على أننا تخطينا مرحلة “التحقق من الأزمات وتداعياتها في لبنان”. فالمؤسسات الدولية الداعمة يجب أن تتخطى مرحلة البحث في وجود الأزمة ضمن المشاريع وتذهب الى التعاون لوضع خطط استراتيجية شاملة من ضمنها خطط خاصة بالاستجابة للأزمات. وأوصى أن تُدخل وزارة التربية ضمن فريق عملها، إضافة الى المتخصصين بالمناهج، أشخاص متخصصين بإدارة الأزمات.

– وقامت الأستاذة جانيت فرنجية بقراءة نقدية لوضع بناء المشاريع والعلاقة مع الممولين. وشددت إلى أن المؤسسات الدولية يجب أن تبني مشاريعها وبرامجها بشراكة حقيقية مع الجمعيات المحلية وأن تبتعد عن فرض أولوياتها فقط على القطاع المدني والأهلي. وأن تكون المشاريع متماشية مع الحاجات ولكن أن تكون باساس مبنية على قدرات الناس. وأوصت أن يتم التركيز على المساءلة التشاركية في المشاريع. وأن تكون المشاريع طويلة الأمد وليست لفترات محدودة لأن ذلك يؤثّر سلباً على نوعية المخرجات وعلى جودة العملية التربوية بشكل خاص.

– وتلت المداخلات جلسة حوارية بين الحضور والمنتدين.

 

بعد الندوة، قام أطفال بإلقاء جمل تشدد على تمسكهم بالتعلم غماً من كل الظروف السلبية والأزمات والحروب.

وفي النهاية، كانت كلمة شكر للجميع من قبل السيد جان حجّار والسيدة السي وكيل، وقام الحضور بالتوقيع على لائحة المطالب، وتم أخذ الصور الجماعية التذكارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى