“اتفاقٌ مستدام أصبح بالمتناول”… عراقجي: لن نتراجع عن حقنا بتخصيب اليورانيوم
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الجمعة، أن “اتفاقًا نوويًا موثوقًا ومستدامًا أصبح في المتناول”، مشددًا على أن تكرار الأكاذيب من قبل بعض الأطراف لا يغير الحقائق الجوهرية المتعلقة بالمفاوضات النووية. ورفض عراقجي تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة، قائلاً إنها “متناقضة” وتؤثر سلبًا على تقدم المفاوضات.
وقال عراقجي في تصريحات صحافية إن إيران متمسكة بحقها في “امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة”، في إشارة إلى حق بلاده في تخصيب اليورانيوم. وأضاف أنه رغم المطالب الأميركية بوقف تخصيب اليورانيوم، فإن إيران لن تتراجع عن هذا الحق، مؤكداً أن “التمسك بالمواقف القصوى والخطابات التحريضية سيؤدي فقط إلى تقويض فرص النجاح”.
فيما يخص سير المفاوضات النووية، أشار عراقجي إلى أن الجولة الرابعة من المفاوضات قد اصطدمت بعقبات لم يتم الإعلان عن تفاصيلها رسميًا. ورغم ذلك، أكد أن التوقعات ما زالت تشير إلى إمكانية استئناف المفاوضات قريبًا، خاصة بعد تعليقها الذي كان نتيجة لأسباب لوجستية كما قالت إيران.
وكانت إيران قد أعربت عن استعدادها لاستئناف المفاوضات، مشيرة إلى أن المشاورات الدبلوماسية جارية. في المقابل، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد، في تصريحات له، على ضرورة وقف جميع مشتريات النفط الإيراني، مع التهديد بفرض عقوبات على الدول التي تستمر في شراء النفط الإيراني، وهو ما اعتبرته طهران أسلوبًا للتهديد والضغط.
وفيما يخص تفاصيل الاتفاق النووي المرتقب بين طهران وواشنطن، أشارت وكالة “رويترز” إلى أن الاتفاق الجديد لن يتضمن تغييرات جوهرية مقارنة بالاتفاق السابق المبرم عام 2015. لكنه سيتضمن قيودًا زمنية أطول ورقابة أشد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من ضمن هذه القيود، سيتم تقليص أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، مع تشديد الرقابة على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ويبدو أن المفاوضات قد شهدت بعض التقدم، رغم العقبات، حيث عرضت طهران تعليق تصنيع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية كجزء من المفاوضات، لكنها تمسكت بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.
على الرغم من أن الجولة الرابعة من المفاوضات قد تأجلت، إلا أن المحللين يرون أن المسار لم يُغلق تمامًا. الطرفان لا يزالان يبحثان عن صيغة تضمن حفظ ماء الوجه للطرفين وتمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة لا يريدها أحد. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط على طهران، يبدو أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال يحتاج إلى مزيد من الوقت والمرونة من كلا الجانبين.
المصدر: العربية