استياء صيداوي من قرار المفتي قباني عدم التجديد لمفتي صيدا
انعكست أزمة الخلافات والانتخابات داخل المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى في لبنان واصرار تيار “المستقبل” على انتزاع صلاحيات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، بظلالها على عمل مفتيي المناطق، اذ اتخذ المفتي قباني على ما يبدو قرارا بابعاد المفتين المناصرين لتيار “المستقبل” وآل الحريري عن مراكز دار الإفتاء في اطار سياسة عض الاصابع بين الجانبين.
وقد نالت مدينة صيدا نصيبها من هذا القرار، بعدما قرر المفتي قباني عدم التجديد لمفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان لولاية جديدة في دار الإفتاء باعتبار أنّ المفتي سوسان مقرب من آل الحريري ولم يشارك في الانتخابات الاخيرة كما كان يطلب المفتي قباني.
وقد أثار هذا القرار إستياء بعض القوى السياسية في صيدا كون المفتي سوسان ليس فقط مفتيا يتابع شؤون الطائفة الاسلامية السنية بل يعتبر صمام أمان للمدينة فهو الذي حافظ على موقع دار الإفتاء في صيدا في أشد الظروف والأزمات السياسية وأبقاها بعيدة عن التجاذبات التي مرت على لبنان في ظل الخلافات السياسية، وشكل نقطة تلاق للعيش الاسلامي المسيحي عبر اللقاء الروحي المشترك وحلقة وصل بين السنة والشيعة لتطويق ذيول مواقف امام مسجد بلال بن رباح أحمد الاسير.
وفي خطوة تضامنية، قام اعضاء المجلس البلدي في صيدا بتنظيم حملة توقيع لاعادة تعيين المفتي سوسان وذلك في بلدية صيدا، بعدما بدا واضحا أن كافة القوى السياسية والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء البلديات يطالبون ببقاء سوسان في موقعه، بينما يبدو أن الأوفر حظاً لهذا المنصب هو الشيخ أحمد نصار الذي فاز بالتزكية لعضوية المجلس الشرعي الأعلى ورفض الانسحاب رغم كل الضغوطات التي مورست ضده وقرر السير في ركب المفتي سوسان.
هذا وقد دعا رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، بإسمه وبإسم أعضاء المجلس البلدي السنّة، المفتي سوسان للإستمرار في مهامه في دار الإفتاء في مدينة صيدا، ولا سيما في ظل الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها المدينة ولبنان في هذه الأيام.
وقد وقع السعودي وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السنة على عريضة موجهة إلى المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى دعت للحفاظ على الدور الجامع الذي يقوم به المفتي سوسان، وطالبته بالإستمرار في مهامه في دار الإفتاء في صيدا بانتظار إجراء إنتخابات للمفتين في المناطق ومجالس الأوقاف، مبديا ألمه لما وصلت إليه الحال في المؤسسة الدينية للطائفة السنية في لبنان، قائلا كم نحن اليوم بأمس الحاجة لوحدة الكلمة والموقف والعمل على إصلاح الشأن الداخلي، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم باتخاذ قرارات لا تعكس واقع الحال ولا تعبر عن رأي الشريحة الكبرى من أبناء الطائفة.
كما أجرى رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري اتصالاً مع المفتي سوسان متمنياً عليه الاستمرار في مهماته في دار الفتوى في صيدا لما لهذا الموقع من أهمية، ونظراً لكون المفتي سوسان شخصية معتدلة يرتاح لها معظم أبناء المدينة، شاكراً له تمسكه بالثوابت الوطنية التي تمثلها صيدا ومنطقتها، مشيرا الى انه حاجة اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة للإستقرار والاعتدال والموقف الواضح والجامع الداعي الى الوحدة بين المسلمين، والتضامن والتكاتف بين مختلف المكونات التي يتشكل منها لبنان وتحديداً منطقة صيدا وجوارها، متمنياً على مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ضرورة تمديد تكليف مفتي صيدا ومختلف مفتيي المناطق وذلك تأميناً لحسن سير الأعمال وحفاظاً على الهدوء والثبات وتداركاً للوقوع في الفراغ.
{nomultithumb}