منوعات

منصة واحدة لا تكفي… ميتا تطلق تطبيق ذكاء اصطناعي مستقل في وجه ChatGPT

  • أطلقت شركة ميتا تطبيق ذكي جديد ينافس بشكل مباشر ChatGPT.
  • يتيح التطبيق تجربة مخصصة باستخدام البيانات الشخصية للمستخدمين على منصات ميتا.
  • تشمل خصائص التطبيق ميزة “خلاصة الاكتشاف” لمشاركة التجارب مع الأصدقاء.
  • تسعى ميتا للاستفادة من البيانات لتحسين استهداف الإعلانات مع الحفاظ على الخصوصية.

 

أطلقت شركة “ميتا” تطبيقاً جديداً مستقلاً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، للمنافسة مباشرة مع تطبيقات شهيرة مثل “ChatGPT”. جاء ذلك الإعلان ضمن فعاليات مؤتمر “لاماكون” الذي عقدته الشركة مؤخراً في مقرها بكاليفورنيا، في خطوة وصفت بأنها أبرز تحركات الشركة في ساحة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تطبيق جديد وأسلوب مختلف

ويأتي التطبيق الجديد بعد أن كانت “ميتا” قد أدمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل منصاتها الشهيرة مثل فيسبوك، وإنستغرام، واتساب، وماسنجر. لكن هذه المرة، قدمت الشركة تطبيقاً مستقلاً كاملاً، يمكن تحميله عبر الهاتف الذكي واستخدامه مباشراً، تماماً مثل التطبيقات الأخرى المخصصة للمحادثة مثل تطبيق “ChatGPT” من شركة “Open AI”.

ومن أبرز ما يميز التطبيق الجديد هو قدرة “ميتا” على تقديم تجربة مختلفة، مستفيدة من المعلومات الشخصية التي جمعها المستخدم سابقاً في حساباته على منصات “ميتا”. وبذلك، فإن التطبيق يستطيع إعطاء ردود مخصصة جداً بناء على ما يفضله المستخدم، اهتماماته الشخصية، وبياناته التي سبق أن أعطاها بشكل اختياري في منصات مثل فيسبوك وإنستغرام.

فعلى سبيل المثال، إذا أخبر المستخدم التطبيق أنه يعاني من حساسية تجاه الحليب، سيتجنب التطبيق مستقبلاً اقتراح الذهاب لجولة تذوق للأجبان في العطلة المقبلة. هذا الأسلوب، بحسب “ميتا”، يجعل التطبيق أكثر فائدة وملاءمة للمستخدمين.

 

استخدام البيانات والخصوصية

ومع هذه التقنية الجديدة، تبرز بالطبع تساؤلات حول كيفية استخدام “ميتا” للبيانات الشخصية للمستخدمين. فمن المعروف أن الشركة تعتمد أساساً على بيع الإعلانات المستهدفة بناءً على البيانات التي تجمعها من المنصات الاجتماعية التابعة لها. ولذلك، يبقى من المهم أن يكون المستخدمون واعين بأن المعلومات التي يقدمونها عبر محادثاتهم مع التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تستخدم بشكل غير مباشر لتحسين استهداف الإعلانات وغيرها من الخدمات.

منصة اجتماعية للتفاعل بالذكاء الاصطناعي

ولم تكتفِ “ميتا” فقط بهذه الميزات، بل أضافت ميزة جديدة أطلقت عليها “خلاصة الاكتشاف – Discover feed”، وهي عبارة عن منصة اجتماعية يستطيع المستخدم من خلالها مشاركة تجاربه مع الذكاء الاصطناعي مع أصدقائه إذا أراد. فالمنصة تسمح للمستخدم بمشاركة ردود التطبيق المميزة أو الممتعة، مثل طلب وصف المستخدم في ثلاثة رموز تعبيرية ومشاركة النتيجة مع الآخرين.

وحسب المراقبين، قد تصبح هذه المنصة بيئة أخرى لتعزيز ونشر ظواهر معينة مرتبطة بالمحتوى التوليدي، مثل الألعاب الرائجة والسائدة في الوقت الراهن والتي يستخدم فيها الناس الذكاء الاصطناعي لتحويل صورتهم إلى شخصيات كرتونية أو أخرى مستوحاة من عالم ستوديو جيبلي.

 

تطلّع نحو منافسة “Open AI”

وتأتي هذه الخطوة من شركة “ميتا” في سياق تنافس حاد بينها وبين شركة “Open AI”، التي تعد المنافس الرئيسي في مجال نماذج الذكاء الاصطناعي. وتسعى “ميتا”، بحسب تصريحات سابقة لمسؤوليها وعلى رأسهم مارك زوكربيرغ، إلى تعزيز انفتاح نظامها للذكاء الاصطناعي بخلاف الشركات الأخرى التي تتبنى نموذجاً “مغلقاً” مثل “أوبن أيه أي”.

وبهذا الصدد، أعلنت “ميتا” أيضاً خلال مؤتمر “لاماكون” عن توفير واجهات تطوير (APIs) لمطوري التطبيقات والشركات للوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التي طورتها “ميتا”، مثل نموذج “لاما”، مما يسمح للمطورين والشركات الأخرى بالاستفادة من هذه التقنيات عبر خدمات الحوسبة السحابية، ودون الاضطرار للاعتماد على خدمات طرف ثالث.

ختاماً، يبدو أن تحرك “ميتا” الأخير وربط التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ببيانات شخصية لدى المستخدم، مع بناء منصة للتفاعل الاجتماعي حول استخدمات الذكاء الاصطناعي، هو خطوة استراتيجية مدروسة منها لكسب مزيد من الحصة السوقية في هذا القطاع الهام والمتنامي، مع مواصلة المنافسة المكثفة مع الشركات الأخرى مثل “أوبن أيه آي” التي تسيطر حالياً على جزء كبير من الاهتمام العالمي في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى