منوعات

واشنطن تقترح التخلي عن القرم رسمياً وتتفق مع موسكو على تثبيت حدود القتال

كتبت صحيفة “البناء”: أعلنت واشنطن عشية اجتماع حلفاء أوكرانيا في لندن عزمها على طرح مبادرة تتضمن الدعوة لإعلان التخلي عن القرم لروسيا بصورة رسمية، وقبول وقف الحرب عند الحدود الحالية لجبهات القتال، وكانت موسكو قد قالت إنها مستعدة لوقف الحرب عند حدود القوات الحالية، باعتبارها الحدود النهائيّة بين روسيا وأوكرانيا، بحيث تتخلى أوكرانيا عن الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من المحافظات التي أعلنت ضمّها، بينما تتخلى موسكو عن السعي لاستكمال السيطرة على الأجزاء المتبقية من هذه المحافظات، بينما قال مسؤولون روس كبار إنهم لا يتوقعون التوصل سريعاً إلى اتفاق، فيما قال المسؤولون الأوكرانيون إنهم لن يقبلوا بالتنازل عن كل المناطق التي احتلتها روسيا بما في ذلك جزيرة القرم، وإنهم يدعون لوقف إطلاق النار للدخول في مفاوضات حول الحل السياسي، وهو ما ترفضه موسكو.
في المنطقة مساعٍ متجددة لإنعاش التفاوض حول اتفاق لإنهاء الحرب في غزة لإنهاء ملف الأسرى دفعة واحدة، وهو ما تسعى إليه قطر خلال زيارة رئيس وزرائها ووزير خارجيتها إلى واشنطن وموضوع لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، بينما تجدّد حكومة بنيامين نتنياهو رفض الحل الشامل والالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وبالتوازي تستمرّ عمليات القتل والتدمير في غزة، وتستمر عمليات اليمن لإسناد غزة وجديدها مزيد من الصواريخ على عمق كان الاحتلال خلال أيام العطلة وطائرة مسيّرة من طراز يافا على أهداف عسكرية في تل أبيب، وصواريخ على الحاملات والسفن الأميركية في البحر الأحمر، رغم الغارات الجوية التي لا تتوقف عن استهداف أغلب المناطق اليمنية، وموضوع الحرب والاتفاق والسعي لإنهاء حرب اليمن من بوابة اتفاق حول غزة، كانت المواضيع التي ناقشها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالإضافة طبعاً إلى المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي الإيراني.
في ملف المفاوضات الأميركية الإيرانية تأجلت جلسة اليوم للمفاوضات التقنية، إلى يوم السبت وتمّ تثبيت حضور وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى هذه المفاوضات السبت في مسقط، وسط خشية من أن تكون تعقيدات التفاوض التقني سوف تطيح بإنجازات التفاوض السياسي، خصوصاً مع سعي واشنطن إلى تحسين صورة المفاوضات أمام المتشدّدين في واشنطن وتل أبيب بعد التنازلات التي قدّمتها لصالح طهران لضمان إنجاح المفاوضات وتفادي الحرب، والطريق المتاح هو رفع سقف الطلبات التقنية بما فيها طلبات التفتيش والتحقق.
لبنانياً، تركت تصريحات متلاحقة لوزير الخارجية حول تبرير استمرار الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية وتأخر تمويل الإعمار، وترداد الخطاب الإسرائيلي حول ربط كل ذلك بنزع سلاح المقاومة، أسئلة عن كيفية إنجاح سياسة رئيس الجمهورية والحكومة القائمة على الحل الدبلوماسيّ للاحتلال والاعتداءات وتحفيز تمويل إعادة الإعمار بينما يجري تسويق سياسة معاكسة من الوزارة المعنية برسم الدبلوماسية وتسويقها، وكان آخر جديد الوزير ما تناقلته عدة وسائل إعلام عن عزمه استدعاء السفير الإيراني مجتبى أماني على خلفية تغريدة يعتبرها وزير الخارجية انتهاكاً للسيادة اللبنانية وهي لم تتحدّث عن لبنان إطلاقاً وتمحورت حول قيام واشنطن بتسليح “إسرائيل” بكل أنواع السلاح مقابل السعي لنزع أسلحة جيوش المنطقة وتدميرها، مؤكداً أن إيران لن تتجاوب مع دعوات نزع السلاح، حيث سعي أميركي إسرائيلي لتفكيك البرنامج الصاروخي لإيران، ودعوة إلى التمسك بقوة الردع لدول المنطقة ورفض الاستسلام أمام الدعوات الأميركية لأن النتيجة سوف تكون الاحتلال، كما حدث في العراق وليبيا وسورية، وفقاً لتغريدة السفير أماني.
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن “أي مسألة خلافيّة تُحلّ بالحوار، ولا أحد في لبنان يريد العودة إلى الحرب. وقال: أنا متفائل بوجود التصميم والإرادة”، وذلك أمام رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، صقر غباش الذي بدوره، أكد لعون “حرص رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، على وحدة لبنان وبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل أطياف الشعب اللبناني، وعلى تعزيز العلاقات بين البلدين”. وأشار الرئيس عون إلى أنّ “العلاقات اللبنانية – الإماراتية متجذّرة”، مضيفاً “أتطلّع إلى زيارتي لأبو ظبي للقاء الشيخ محمد بن زايد وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. أمامنا تحدّيات كبيرة، من أبرزها إعادة الإعمار بدعم من الدول الشقيقة”. وزار غباش عين التينة أيضاً.
وأكد وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، على التوافق لدفع العلاقات مع لبنان، كما على اقتراب عقد اللجنة العليا المشتركة مع لبنان. وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني يوسف رجي، أننا “نعمل لتحديد موعد زيارة الرئيس اللبناني لمصر قريباً”. وقال إننا “ندعم بشكل كامل جهود الرئيس اللبناني لاستعادة الاستقرار لبلاده، ونطالب بالانسحاب الكامل لـ”إسرائيل” من جنوب لبنان ونشدّد على التنفيذ الكامل للقرار 1701″. وأردف “ندعم الجيش اللبناني لفرض الأمن في كل لبنان”.
وقال الوزير رجي: خطاب قسم رئيس الجمهورية والبيان الوزاري للحكومة واضحان لجهة حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها، مضيفاً: حصر السلاح بيد الدولة مطلب وطني وشعبي، وأردف: سنعيد تعزيز علاقاتنا مع كل البلدان الشقيقة. وتابع: ندعو المجتمع الدولي إلى مقاربة جديدة لمسألة النازحين السوريين في لبنان.
واستدعى وزير الخارجيّة السّفير الإيرانيّ لدى لبنان مجتبى أماني، احتجاجًا على تغريدة نشرها الأخير. ولتبليغه الموقف اللّبنانيّ الرسميّ الرافض لتصريحاته واعتبارها “تدخلًا مباشرًا في الشأن الداخليّ اللّبنانيّ”، وفق ما أفادت مصادر رسميّة. وقد تبلّغ أماني بالاستدعاء من قبل الوزير والعمل جارٍ على تحديد موعد في الأيام القليلة المقبلة.
وجاءت خطوة الاستدعاء، على خلفية تغريدة نشرها السّفير الإيرانيّ، يوم الجمعة الماضي، عبر منصة “إكس”، رأى فيها أنّ “مشروع نزع السّلاح مؤامرة واضحة ضدّ الدول”، لافتًا إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية تواصل تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، بينما تمنع دولًا من تسليح جيوشها وتضغط على أخرى لتقليص ترساناتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة”.
وأضاف أماني في تغريدته: “بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا. نعي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطورة هذه المؤامرة على أمن شعوب المنطقة، ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال، ولا ينبغي المساومة عليه”. وتجدر الإشارة إلى أن تغريدة السّفير لم تذكر لبنان بالاسم على الإطلاق.
ميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة في بعورتا قرب الدامور، أدّت إلى مقتل حسين عزات عطوي من بلدة حاصبيا مرجعيون – الهبارية، وهو من “الجماعة الإسلامية”. وأعلنت وزارة الصحة سقوط شهيد في الغارة. أيضاً، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة بيك آب ودراجة نارية عند طريق بلدة الحنية في قضاء صور أوقعت شهيداً. جنوباً أيضاً ألقت درون إسرائيلية قبل الظهر قنبلة صوتية على بلدة كفركلا، وعمدت محلقة إسرائيلية إلى إلقاء قنبلة صوتية وسط بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة شبعا. وأدان حزب الله جريمة اغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية الشيخ ‏حسين عطوي، وأدلى مسؤول العلاقات الإسلامية في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمّار بتصريح جاء فيه ‏”إنّ تمادي العدو في إجرامه بغطاء وتشجيع أميركيّ فاضح، هو نتيجة لتخاذل الدول الراعية لاتفاق وقف ‏إطلاق النار، وتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته، مما يشجّع العدو على انفلاته الوحشي وعلى ‏الاستمرار في عربدته دون أي رادع”.‏ وتابع: “إن هذا العدوان المتواصل، والذي قد تكرر ظهرًا في بلدة الحنية الجنوبية وأدّى إلى سقوط شهيد وعدد من ‏الجرحى، يُحتّم على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها الوطنية الكاملة، وأن تخرج من موقع المتفرّج ‏العاجز، وألّا تكتفي ببيانات الإدانة التي لم تُجدِ نفعًا، ولم تردع العدو، وأن تقوم بخطوات فاعلة وجادة وعاجلة ‏على كل المستويات، وبجميع الوسائل المتاحة”.‏
سياسياً، اجتمعت هيئة مكتب مجلس النواب في عين التينة، حيث ناقشت جدول الأعمال الذي سيُوزع في الجلسة التشريعية يوم الخميس. وأشار نائب رئيس المجلس الياس بو صعب إلى أن “مشروع قانون السرية المصرفية هو البند الأوّل وهناك إصرار على ألا يحصل أي تأجيل في الانتخابات البلدية وأي اقتراح قانون قد يُعرقلها بات من الصعب أن يمرّ”.
وقال: “على جدول الأعمال مشروع قانون معجل مكرر أقرّته الحكومة حول المباني المتضرّرة جراء العدوان الإسرائيلي إضافة الى مشروع قانون معجل مكرر تقدّمت به حول القطاع التربوي”. ولفت إلى أن الرئيس برّي أكّد أنّ لبيروت رمزيّتها وهذا أمر سيُناقش والمطلوب تعديل قانون الانتخابات في ما يتعلّق بالعاصمة وليس تعديلات تخصّ الصلاحيات كي لا تُعرقَل الانتخابات فيها”. وقال: “تبيّن لنا أنّه في الكثير من الأحيان القوانين العادية تسير بشكل أسرع من تلك المعجّلة المكرّرة وأن لا شيء في الأدراج كما يُحكى”.
شدّد وزير المالية ياسين جابر على “أهمية إقرار قانون السرية المصرفية الذي أحيل إلى الهيئة العامة للمجلس النيابي الخميس المقبل”، وقال: “إن إقراره لا شك يعطي دفعاً للوفد اللبناني المشارك في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن”.
وأكد بعد لقاء جمع الوفد اللبناني بمدير منطقة الشرق الأوسط للصندوق جهاد أزعور مع وفد من الصندوق المفاوض مع الجانب اللبناني وعدد من المسؤولين والخبراء، أن الجانب اللبناني عازم على بدء التحضير لإعداد قانون معالجة الفجوة المالية، لكن في الموازاة من المهم أن يتمّ تسريع إقرار قانون تنظيم المصارف الذي أحيل الى لجنة المال والموازنة.
الأمر الذي يسهّل عمل مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف ووضع الأسس العلمية لمعالجة الفجوة المالية.
وكشف جابر أنه سيوقّع غداً الخميس مع رئيس منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه اتفاقية القرض الذي سيقدمه البنك بقيمة /250/ مليون دولار أميركي والذي سيوظف لمعالجة موضوع الكهرباء لا سيما شبكات النقل.
وكان الوفد اللبناني إلى اجتماعات الربيع قد واصل لقاءاته التي بدأها، وفق برنامج توزعه الوزراء المشاركون والخبراء كل وفق اختصاصاته، وبتوجه موحد وفق تصوّر مدعّم بالبرنامج الإصلاحي الذي يقوده رئيس الجمهورية والحكومة، بغية كسب ثقة المجتمع الدولي وتوفير الدعم الممكن لإعادة النهوض بالقطاعات الحيوية والأساسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى