جنوبيات

رؤساء بلديات الجنوب: غياب الدولة يفاقم المعاناة والمقاومة تظل الأمل الوحيد

في ظل التصعيد “الإسرائيلي” المستمر على القرى الجنوبية، والذي يمثل اعتداءً سافرًا على السيادة اللبنانية، يظهر جليًا عجز الدولة اللبنانية عن حماية مواطنيها، في وقتٍ يقاوم فيه أهالي الجنوب بكل ما أوتوا من قوّة محاولات العدو لفرض وقائع جديدة على الأرض. ورغم تدمير المنازل وتهجير السكان، يُصرّ هؤلاء الناس على التمسك بأرضهم.

ووسط غياب أي دعم رسمي وتحرك دولي حقيقي لوقف هذه الجرائم، تظل المقاومة هي الأمل الوحيد، فالمقاومة وحدها التي حمت الجنوب وأبناءه على مرّ السنين، وهي وحدها التي ستبقى درعًا صامدًا في وجه الاحتلال.

واقع أهل الجنوب يتجسد اليوم بمواقف رؤساء بلدياتهم الذين يقفون في وجه محاولات الاحتلال لتغيير معادلات الأرض. ورغم غياب الدولة والدعم الفعّال، يؤكد هؤلاء الرؤساء تمسكهم بالأرض، داعين إلى التصدي للممارسات الاحتلالية التي تسعى إلى تدمير المنازل وتهجير السكان. وفي خضم هذه الظروف الصعبة، يظل الأمل بسلاح المقاومة الذي شكل على مر السنوات الدرع الحامي للأرض والإنسان، مانحًا الأهالي الصمود والإصرار على البقاء.

رئيس بلدية يارون: المقاومة ضمانتنا الوحيدة.. والدولة غائبة عن حماية أهل الجنوب

في حديثه لموقع العهد، يجسّد رئيس بلدية يارون، علي تحفة، صوت الجنوب الصادق، معلنًا أن العدو يحاول فرض معادلة جديدة تُعيد المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة، في مقابل إعادة إعمار قرى الجنوب وعودة النازحين اللبنانيين إليها، كأنّ وجود الناس على أرضهم أصبح ورقة تفاوض.

لكن الأهالي، كما يقول تحفة، لم ولن يقبلوا بهذا الابتزاز. التمسّك بالأرض والمقاومة هو الردّ، مهما اشتدّت الظروف، ومهما تكالبت الضغوط، فالجنوب لم يعرف الأمان إلا تحت مظلّة سلاحه المقاوم الذي أعاد الكرامة، وصنع فجر التحرير.

وفي ظل التصعيد “الإسرائيلي” المستمر على بلدة يارون الحدودية، وما يرافقه من استهداف مباشر للمنازل والبنية التحتية، يرفع رئيس بلدية يارون، علي تحفة، الصوت عاليًا محمّلًا المجتمع الدولي مسؤولية التغاضي المتعمّد عن الانتهاكات الصهيونية المتكرّرة، في وقت تقف فيه السلطات المحلية عاجزة عن اتخاذ أي إجراء فعّال لوقف إطلاق النار.

تحفة أشار إلى حجم الدمار الذي لحق بالبلدة، من بيوت مهدّمة ومنشآت مدمّرة، لكنه شدد في المقابل على أن الروح المعنوية لأهالي يارون لم تنكسر، بل ازدادت صلابة، وأن عدد العائلات العائدة إلى البلدة في ازدياد رغم المخاطر، فالتمسّك بالأرض، كما قال، هو خيار وجود لا مساومة عليه.

أما في ما يخصّ الدولة، فقد عبّر عن خيبة أمل واضحة من غياب دورها الفاعل، مؤكّدًا أن الأهالي لطالما تمنّوا أن يكون الجيش اللبناني في الصفوف الأمامية للدفاع عنهم، إلّا أن الواقع، بحسب وصفه، أتى معاكسًا، حيث تقدّم الناس بينما تبعتهم المؤسسة العسكرية. ورغم ذلك، فإن البلدية، بالتعاون مع متطوعين من أبناء البلدة، تواصل فتح الطرقات وتقديم المساعدات للنازحين، مستندة إلى دعم وتبرّعات المغتربين، في ظل غياب أي مساندة رسمية تُذكر.

عواضة: الاحتلال يدمّر شيحين لفرض معادلات جديدة والدولة غائبة.. الأمل في المقاومة

رئيس بلدية شيحين، حسين عواضة، يشاطر تحفة الرأي ويؤكد أنّ الاحتلال “الإسرائيلي” يتعمّد تدمير المنازل والبنية التحتية في بلدة شيحين بهدف طمس الحياة فيها، وفرض منطقة عازلة تمهيدًا لإفراغ الأرض من أهلها. هذا السلوك العدواني، بحسب عواضة، لا يواجه بأي رادع دولي أو حماية من الدولة اللبنانية.

عواضة عبّر عن أسفه لغياب دور الدولة عن حماية المدنيين رغم وقوف البلديات والمواطنين خلفها في كل ما يتعلّق بالقوانين والإجراءات، إلا أنها، بحسب وصفه، تبقى عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من الأمان. في المقابل، رأى أنّ الأمل الحقيقي يبقى بالمقاومة وسلاحها، “الذي حمانا منذ عام 1982 حتى اليوم”، كما قال، مشددًا على أنّ المقاومين هم أبناء هذه الأرض ويعرفون جيدًا كيف يحمونها.

وختم عواضة بالتأكيد أنّ القرارات الدولية، كما القوى العظمى، لم تستطع يومًا أن تردع الاحتلال، مضيفًا: “المقاومة وحدها أثبتت أنها قادرة على فرض المعادلات، وغياب الدولة هو ما استدعى نشأتها، ورغم ذلك نحن لا نزال نأمل أن تستعيد الدولة دورها الحقيقي”.

نصر الله من حولا: الدولة غائبة والمقاومة خيارنا 

وفي تصريح يعكس وجع الجنوب وغضب أبنائه، عبّر حسن نصر الله، صاحب مقهى دمّره الاحتلال “الإسرائيلي” في بلدة حولا الجنوبية، عن استهجانه للمطالبات بنزع سلاح المقاومة، في وقت تعجز فيه الدولة عن تأمين الحماية لمواطنيها. وقال نصر الله “إنّ من حق الناس أن يعرفوا تفاصيل ما يُناقش في الكواليس خلال لقاءات المسؤولين اللبنانيين مع الموفدين الدوليين، وخاصة ما يتعلق بملف إعادة الإعمار المتأخر بشكل يثير الشكوك.

وأكد نصر الله أنّ أهالي حولا، كغيرهم من سكان القرى الحدودية، ثابتون في أرضهم رغم تصاعد العدوان، ومتمسكون بحقهم في البقاء والدفاع عن وجودهم، داعيًا الدولة إلى أن تكون في موقع الحامي لشعبها لا المنفذ للإملاءات الخارجية. وختم قائلًا بوضوح: “لا خيار لنا إلا المقاومة… والمقاومة فقط”.

 

المصدر: العهد الاخباري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى