عون وبرّي: مصلحة لبنان بالإصلاحات والحوار حول الاستراتيجية – الدفاعية
كتبت صحيفة “اللواء”: ما إن غادرت الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاغوس بيروت بعد يومين حافلين باللقاءات حول الاصلاحات وحصرية السلاح، حتى بدأت في محافل القرارات الرسمية سلسلة اجتماعات لتقييم ما بعد الزيارة وما تضمنتها من اجندتها، في وقت اعتبر فيه الرئيس جوزف عون امام وفد اميركي ان سحب السلاح والاصلاحات هما مطلبان لبنانيان، كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية مع تأكيد الالتزام بالعمل من اجل تحقيقهما.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لبنان لا يزال تحت وقع زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس وما أفضت إليها بشأن الدعوة لنزع سلاح حزب الله وإجراء الإصلاحات وقالت أن رئيس الجمهورية قارب الموضوع بكثير من الهدوء وتحدث عن سلاح ضمن إطار الدولة وعن حوار بروية، مشيرة إلى أن هذا الملف متروك للنقاش بين الرئيس عون والمعنيين به وهو حضر في لقاء عقد بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقد يكون هناك تحضير ما له.
إلى ذلك قالت المصادر أن الحكومة ستواصل العمل في سياق إقرار مواضيع تندرج في الإطار الإصلاحي والتحضير لملفات من هذا القبيل في الفترة المقبلة.
وفي وقت كان يؤكد فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بعد قمة جمعته مع الملك عبد الله الثاني ملك الاردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان بلادته متمسكة بسيادته واستقرار لبنان، ويجب احترام وقف اطلاق النار»، كان الرئيسان عون ونبيه بري يراجعان ما حصل في الزيارة، وتطرقا الي التطورات الجارية على صعيد الخروقات الاسرائيلية، وما يتعين انجازه من خطوات اصلاحية، بما في ذلك البت بالقوانين الاصلاحية في المجلس النيابي.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان الرئيسين اجريا تقييماً للقاءات مع اورتاغوس وطروحاتها، وبحثا ضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتسريع اقرار قوانين الاصلاحات ليحملها معه الوفد الاقتصادي الى اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن اواخر الشهر الحالي، والذي يضم وزيري المال ياسين جابر والاقتصادعامر البساط وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.
وفي المعلومات المتداولة أن «الموقف الجامع للرئاسات الثلاث هو ضرورة حصرية السلاح دون أي استفزاز باستخدام تعبير نزع السلاح على أن ينسّق رئيس الجمهورية جوزاف عون مراحلها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأشارت المعلومات إلى أن الأميركيون غير مهتمين في التفاصيل الإصلاحية سوى تلك المتعلقة بزيادة الضغط على الحزب” وتضييق الخناق عليه.
ومن جهتها، قالت مصادر الثنائي امل وحزب الله إن التفاهم بين الرئيس عون وحزب الله قائم على 3 مبادئ وهي أن المقاومة ليست ميليشيا وملتزمة قرار وقف النار ومقاربة السلاح ضمن استراتيجية وطنية بعد انسحاب اسرائيل واسترداد الأسرى ووقف العدوان.
لكن بعد ذهاب اورتاغوس وصل الى بيروت وفد من «مجموعة الدعم الأميركية لأجل لبنان»، برئاسة السفير ادوارد غابريال، وجال برفقة السفيرة الأميركية ليزا جونسون على رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وعدد من الوزراء والسياسيين وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد.
وأوضح غابريل خلال اللقاء مع الرئيس عون انه يحمل رسالة من واشنطن «تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع».
وقال: لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضا. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمة للغاية، ولا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها وقد تمت إحاطتنا علما بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع.
وكشف غابريل عن «مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة»، وعن «ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية».
ورد الرئيس عون مؤكدا ان «الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية»، وقال: «نحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما.
وقال الرئيس عون: ان الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب، والإرادة موجودة و»اليونيفيل» تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنها تتحمل الكثير من المسؤوليات. ولكن لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية. واكد أن «بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها، مشيراًالى أن «الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جنديا لزيادة استعدادنا في الجنوب.
وردا على سؤال عن رؤيته لطريقة سحب سلاح «حزب االله»، أكد الرئيس عون «أهمية اللجوء الى الحوار»، وقال: كما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني.ونحن سنبدأ قريبا بالعمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.
وفي ختام اللقاء، شكر الرئيس عون أعضاء المجموعة على جهودهم، وقال: نحن نعتمد عليكم، وحاولوا نقل الرسالة الصحيحة وحاولوا فهم الوضع الداخلي للبنان على حقيقته.
وخلال اللقاء، أكد سلام للوفد أن الحكومة مصممة على تطبيق خطتها للإصلاح ومواصلة العمل لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل أراضيها. وقال للوفد: أن الاصلاحات المالية انطلقت من خلال مشروع قانون رفع السرية المصرفية ومشروع اصلاح القطاع المصرفي، بالإضافة إلى إقرار آلية للتعيينات الادارية والتي دخلت حيز التنفيذ من خلال فتح الباب للترشح لتعيين رئيس مجلس الإنماء والإعمار.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية مضي المجلس النيابي في إقرار القوانين الإصلاحية لدى إحالتها إليه من قبل الحكومة. وكشف أن حكومته تعمل على إعداد مشروع قانون لتحقيق استقلالية القضاء.
وجدد الرئيس سلام تأكيده على التزام الحكومة «بحصر السلاح في يد الدولة وذلك استناداً الى ما ورد في البيان الوزاري، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية وفق ما ورد في اتفاق الطائف، وبتطبيق القرار ١٧٠١، بكل مندرجاته. وأضاف أن الجيش اللبناني يقوم بدور كبير في الجنوب ويستكمله بالاتجاه الصحيح.»
وقال السفير غابريال بعد اللقاء: كان اجتماعًا جيدًا للغاية، وسمعنا خلاله كلاما مشجعا من الرئيس لدى عرضه للبرنامج الاقتصادي للبلاد، ووجدنا بأنه ينبغي تنفيذ هذا البرنامج بسرعة ونأمل بارساله إلى البرلمان قريبًا، وأن يتمكن البرلمان من التحرك بسرعة في الأسابيع المقبلة لارسال إشارة إلى المجتمع الدولي. بأن لبنان يقوم بخطوة كبيرة إلى الأمام في هذا الاطار. وتحدثنا أيضًا عن أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيقه بشكل كامل.
أضاف: ولقد سمعنا هذا الصباح كلاما مشجعا من الرئيس جوزاف عون والان من الرئيس سلام، وهما مدركان بأنه يجب اتخاذ خطوات معينة لتثبيت وقف اطلاق النار وقيام قوى المسلحة اللبنانية بمساعدة الولايات المتحدة بمهامها، اضافة الى بدء مفاوضات لترسيم الحدود. وناقشنا ايضا اهمية تلازم المسار الاقتصادي مع وقف اطلاق النار.
المنتدى التنموي العربي
وتشهد بيروت، حدثاً تنموياً في الفترة ما بين 14 نيسان و16 نيسان، باستضافة الاجتماع السنوي للمنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025 بمشاركة عربية واسعة، وسيكون هناك كلمة للرئيس عون، فضلاً عن كلمة للامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط.
زيادة مساهمة لبنان في الصندوق
مالياً، يغادر الوفد اللبناني الى اجتماعات صندوق النقد الدولي في 21 نيسان الجاري، اي بعد اسبوعين، ويضم الوفد الوزيران ياسين جابر (وزير المال) وعامر البساط (وزير الاقتصاد) وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، للبحث في ممثلي الصندوق في القرض الممكن للبنان.
وعشية سفره، قالت مصادر مقربة من لجنة المال، انها مع تأكيدها على «مبدأ التعاون الايجابي مع صندوق النقد، لكنها تتريث في بت زيادة مساهمة لبنان في الصندوق بقيمة 423 مليون دولار، ليتسنى لها ان تسمع من الوزير جابر الاثر المالي على الخزينة، وكيفية الدفع، وفق اولويات الحكومة للاصلاح والانقاذ.
تحضيراً للبلديات
وعلى صعيد التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية ترأس الوزير أحمد الحجار، صباح أمس، اجتماعاً تحضيرياً للإنتخابات البلدية والإختيارية، حضره محافظ لبنان الشمالي رمزي نهرا ومحافظ عكار عماد لبكي، المديرون العامون في الوزارة، قائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي، القائمقامون وضباط فريق عمل الوزارة. وخلال الإجتماع، تم الوقوف على جهوزية المحافظتين عشية دعوة الهيئات الناخبة، واستمع الوزير الحجار الى الحاجات والمتطلبات لاستكمال التحضيرات في المحافظتين والقائمقاميات، مشددا على أهمية إجراء الإستحقاق الإنتخابي المرتقب بنزاهة تامة وشفافية وحيادية مطلقة. وطلب الوزير الحجار ضرورة التنسيق الكامل بين المحافظين وقوى الأمن الداخلي لحسن سير العملية الإنتخابية والسهر على حفظ الأمن.
المطار
وحول الوضع في المطار، ترأس الحجار، اجتماعاً لجهاز أمن المطار حضره قائد الجهاز العميد فادي كفوري ورؤساء القطعات المعنية في قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، والضابطة الجمركية.
وتم البحث في سير العمل الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي والإجراءات المتخذة تفادياً للإزدحام وتحضيراً للموسم السياحي المقبل.وخلال الاجتماع، تطرق الوزير الحجار إلى سير التحقيقات في الإشكال الذي وقع يوم أمس في قاعة المغادرة داخل حرم المطار، مؤكداً أن ما حصل بات في يد القضاء المختص لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين بحالة الفوضى في هذا المرفق الحيوي الذي يمثل صورة لبنان. وشدد الوزير الحجار على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات تفادياً لتكرار هكذا اشكالات في المستقبل.
التصعيد المعادي
صعَّدت اسرائيل من استهدافاتها بعد مغادرة اورتاغوس، فاستهدفت سيارة في الطيبة من خلال مسيَّرة ادت الى استشهاد مواطن، ثم استهدفت مسيَّرة اخرى سيارة في بيت ليف، ولم يُفد عن وقوع اصابات.
كما استهدفت سيارة ودراجة نارية في الخيام، مما ادى الى استشهاد اثنين من السوريين واصابة لبناني.
وذكر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعان ساعر ان اسرائيل راغبة في تحقيق سلام مع لبنان، معتبراً ان حزب الله هو العقبة الاكبر في هذا المجال، مشيراً في مقابل مع «سكاي نيوز عربية» ان السلام لا يمكن ان يتحقق ما لم يفرض الجيش اللبناني سيطرته الكاملة على اراضي لبنان.