ترامب يستدعي نتنياهو وترجيحات تنسيق عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران
كتبت صحيفة “البناء”: استدعى الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبينما قال نتنياهو إنّه سيتوجّه إلى البيت الأبيض، اليوم الاثنين، بدعوة من الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لمناقشة “قضية الرهائن، واستكمال الانتصار في غزة، وبالطبع الرسوم الجمركيّة التي تمّ فرضها أيضاً على “إسرائيل””، قائلاً “آمل أن أتمكّن من المساعدة في هذه القضية. هذا هو الهدف”، تأتي تصريحات نتنياهو تزامناً مع هبوط مؤشر بورصة تل أبيب بنحو 4% خلال تعاملات أمس، متأثراً سلباً بالانخفاض الكبير في وول ستريت بنهاية الأسبوع. لكن صيغة الاستدعاء الأميركيّ تنفي أن يكون اللقاء مخصّصاً لقضيّة الرسوم الجمركيّة، وسط تساؤلات، عمّا إذا كان المبعوث الرئاسيّ الأميركيّ ستيف ويتكوف، قد طلب من ترامب دعوة رئيس حكومة الاحتلال القدوم إلى البيت الأبيض، وهل المبادر لهذا الاجتماع السريع والمفاجئ هو ويتكوف نفسه؟ وفي حال كانت الأمور على هذا النحو، فمعنى ذلك أن هناك أمراً ما سيُطلب من نتنياهو تنفيذه، وربما يكون على صلة بمبادرة لإنهاء قضية الأسرى في ضوء مناشدات لترامب من عائلات الأسرى للضغط على نتنياهو لقبول صفقة تنهي ملف الأسرى، لكن مصادر متابعة للمشهد الإقليمي رجّحت أن تكون زيارة نتنياهو قد برمجت في البيت الأبيض على خلفية استعصاء حروب المنطقة في جبهات اليمن ولبنان وغزة، ومناقشة فرضية عملية عسكرية ضد إيران طالما رغب نتنياهو بالحصول على تفويض ودعم وحماية من واشنطن للقيام بها، وأن يكون ترامب الذي يدرك مخاطر تورّط أميركا بهذه الحرب واحتمالاته الدراماتيكيّة بدفع إيران للإعلان عن امتلاك سلاح نوويّ والذهاب إلى قلب الطاولة في المنطقة وخطوط التجارة وإغلاق المضائق والممرات المائية، واحتمالات تحوّل هذه المواجهة إلى حرب استنزاف لا تتناسب مع أجندة ترامب الاقتصادية والتزامه بعدم الانخراط في حروب، قرّر استكشاف مدى قدرة “إسرائيل” وجديّتها في شنّ عملية عسكريّة تدعمها واشنطن وتقدّم الحماية لـ”إسرائيل” أمام أي ردّ إيراني محتمل لتقييم الموقف ميدانياً بعدها، والمضي قدماً إن صحّت الحسابات الإسرائيلية، أو الذهاب لاحتواء التصعيد عبر التفاوض من موقع مختلف إذا انتهت العملية الإسرائيلية إلى فشل وربما إلى خسائر إسرائيليّة فادحة.
في المنطقة كانت قوات الاحتلال ترتكب المجازر في قطاع غزة وتواصل غاراتها على لبنان وسورية، بينما تساقطت صواريخ المقاومة على مستوطنات غلاف غزة، فيما كان العدوان الأميركيّ على اليمن يسجل المزيد من الغارات، والقوات اليمنيّة تعلن مزيداً من الاستهدافات للقطع البحريّة الأميركيّة في البحر الأحمر.
في لبنان التقت المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس برئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، وتبلّغت من المسؤولين اللبنانيين موقفاً موحّداً برفض أي لجان تفاوض سياسيّ مع كيان الاحتلال، واعتبار الأولوية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 لجهة انسحاب قوات الاحتلال وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية، ليتمّ بعد ذلك بحث مستقبل سلاح المقاومة في إطار استراتيجيّة للدفاع الوطني، وكان ردّها أن واشنطن تقف مع لبنان وتحترم قراراته السياديّة وتعتبر رئيس الجمهورية والحكومة الجديدة أصدقاء لأميركا، وأن ما تقوله ليس إملاءات ولا تجاوزاً للسيادة اللبنانية، بل هو نصائح صديق.
أكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أنّها «عقدت اجتماعات «رائعة» في لبنان»، قائلة «لديّ علاقة جيدة جدًا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وقد التقيت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونحن نتواصل بشكل منتظم ومن الجيد دائمًا رؤيتهم وجهًا لوجه، وأنا متحمّسة ومتفائلة بالحكومة الجديدة».
وقالت: نحن نطرح دائماً موضوع نزع سلاح حزب الله وليس الحزب فقط بل جميع الميليشيات في هذا البلد، ونستمرّ بالضغط على الحكومة لتطبيقٍ كاملٍ لوقف الأعمال العدائيّة، لقد دعمنا الجيش اللبناني لسنوات طويلة من تدريب وتمويل ومعدات والآن الجيش يقدر فعلًا بقيادة الرئيس عون على فرض مزيدٍ من السلطة وسنساعده للوصول إلى هذه الأهداف”.
وعن توقيت نزع السلاح أجابت أورتاغوس “في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت “كلّما استطاع الجيش اللبناني الوصول إلى أهدافه ونزع سلاح جميع الميليشيات تحرّر الشعب اللبنانيّ بشكل أسرع من النفوذ الأجنبيّ والإرهاب والخوف”.
واعتبرت أنه “خلال السنوات العشر الماضية كانت الأمور محبطة جدًا، بين انفجار وانهيار مالي، لكن الآن هناك مجموعة من الأشخاص الوطنيين الذين يضغطون لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي طلبها صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة وشركاؤنا العرب في الخليج”.
وتابعت “على السلطة والشعب الاختيار: إما التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال العدائية وإنهاء الفساد وسنكون شريكًا وصديقًا، اما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة وهنا لا يتوقعون شراكة معنا”.
وفي سؤال عن “التطبيع”، ردّت أورتاغوس “لم أتحدّث مع أحد في لبنان عن هذا الموضوع، وما نركّز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال العدائيّة ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية ونأمل أن نصل لاحقًا إلى مرحلة التفاوض وحلّ النزاعات الحدوديّة وغيرها من القضايا بين لبنان و”إسرائيل””.
ولفتت إلى أن “رئيس الجمهورية لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي”.
وعلى مقلب إعادة الإعمار، كشفت أنه “من منظور إدارة ترامب ننظر إلى إعادة الإعمار التي ستكون ضرورية في غزة جنوب لبنان وسورية، والمنطقة بحاجة ماسة إلى استثمارات”، قائلة “ورسالتي خصوصًا للحكومة الجديدة المثيرة للإعجاب هي: كيف نفكر في طريقة جديدة أفضل لإعادة إعمار جنوب لبنان؟”.
وأشارت إلى أنه “عندما ننظر إلى وقف الأعمال العدائيّة من الواضح أن حزب الله يجب أن يُنزع سلاحه ومن الواضح أن “إسرائيل” لن تقبل بإطلاق صواريخ على أراضيها. وهذا سبب وجودي هنا”.
واعتبرت أن “لبنان دولة مستقلة ديمقراطيّة ذات سيادة ونحترم سيادتها ونحن شركاء وأصدقاء ونعمل معًا من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلامًا في الشرق الأوسط”.
وقالت أورتاغوس “أنا لا آتي إلى هنا كممثلة للإدارة الأميركية لأفرض أوامر ولا أقول: “يجب أن تفعلوا كذا وكذا”، بل أشجّع وأقول: “إذا أردتم الاستمرار في الشراكة مع الولايات المتحدة، فعليكم الالتزام بشروط ومعايير معينة”.
وأضافت “في زيارتي الأولى إلى لبنان كان من المهم بالنسبة لي ألا يكون حزب الله ممثلًا في حكومة نواف سلام، وكان من المهم أيضًا ألا يكون هناك وزراء فاسدون لأن الفساد أضعف ثقة الناس وما نريده هو مساعدة لبنان على التحوّل من اقتصاد يعتمد على النقد إلى اقتصاد حديث”.
وكانت أورتاغوس التقت خلال زيارتها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام ووزير المالية ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وعدداً من السياسيين وجمعت إلى عشاء في السفارة عدداً من الوزراء وركّزت خلال لقاءاتها على ضرورة نزع السلاح، مؤكدة أن هناك قراراً بربط إعادة الإعمار بنزع السلاح.
وجدّدت أورتاغوس تأكيد أن المساعدات الأميركية ستكون مرتبطة بتحقيق الإصلاحات، بالإضافة إلى الشأن الأمني. كما نقلت الموفدة الأميركية تأكيدها على أهميّة الوضع الاقتصاديّ بالنسبة للولايات المتحدة واستعداد بلادها للتعاون مع لبنان في هذا الصدد.
وعبّرت أورتاغوس عن ثقتها باختيار الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام للوزراء في الحكومة الجديدة، وطلبت أن يُقدّم لبنان براهين وشواهد ملموسة عن الإصلاحات التي يعتزم تنفيذها.
يُذكر أن الوزيرين جابر وعامر البساط وحاكم مصرف لبنان سيشاركون كوفد رسميّ في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال نيسان الحالي.
إلى ذلك، أفادت المصادر بأن “أورتاغوس أبلغت القادة اللبنانيّين استحالة بقاء الوضع على حاله بظل وجود سلاح حزب الله”.
وأشارت المصادر إلى أن “أورتاغوس أبلغت القادة اللبنانيين أنه من غير المقبول وجود سلاحين وجيشين”.
وألمحت أورتاغوس إلى أنّ إعادة الإعمار في لبنان تتطلّب إنجاز الإصلاحات الاقتصاديّة وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، بما في ذلك مناطق الجنوب التي ما زالت تشهد تمركزًا لقواتٍ إسرائيليّة في خمسة مواقع استراتيجية، على الرغم من اتفاقٍ لوقف إطلاق النار صامدٍ منذ أكثر من عام بين “إسرائيل” وحزب الله. وذكرت مصادر رسميّة أنّ أورتاغوس شدّدت خلال لقاءاتها على ضرورة تكثيف وتسريع عمليات الجيش اللبناني في تفكيك البنية العسكريّة لحزب الله، بهدف حصر السلاح بيد الدولة فقط، من دون أن تحدّد جدولًا زمنيًّا نهائيًّا لذلك. ووصف كلٌّ من الرئيس اللبنانيّ جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، في بيانٍ مقتضب، محادثاتهما مع أورتاغوس بأنّها “بنّاءة وإيجابية”، موضحين أنّها تناولت تطورات الوضع في جنوب لبنان، والإصلاحات الاقتصاديّة، ومسألة حصر السلاح بيد الدولة، فضلًا عن خطواتٍ أخرى ترمي إلى إعادة الثقة بين لبنان والمجتمع الدولي.
أمنياً، أغارت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي على بلدة الناقورة قرب مركز للجيش اللبناني.
وكانت مسيّرة إسرائيليّة استهدفت، صباح أمس الأحد، حفارة لاستصلاح الأراضي بين قريتي زبقين والشعيتية في قضاء صور وأُفيد عن وقوع عددٍ من الجرحى، ليعلن مركز عمليّات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة لاحقًا، في بيان، أنّ “الغارة التي شنّها العدو الإسرائيلي على بلدة زبقين أدت في حصيلة إلى استشهاد مواطنين”. وفي هذه السّياق أعلن الجيش اللّبنانيّ، في بيانٍ له أن “المكان الذي قصفته إسرائيل صباحاً في بلدة زبقين بالجنوب واستشهد فيه شخصان لا يحوي وسائل عسكرية”.
كما أفادت تقارير ميدانيّة بأنّ طائرة مسيّرة إسرائيليّة استهدفت مركبة من طراز “رابيد” على طريق بلدة الناقورة في قضاء صور، إلّا أنّ المسيّرة لم تُصِبْ هدفها مباشرة، بل انفجرت على سقف السيارة. وفي سياقٍ متصل، ذكرت تقارير ميدانيّة أمس الأحد أنّ مسيّرة إسرائيليّة أخرى ألقت قنبلة بين بلدتي الطيبة وربّ ثلاثين في جنوب لبنان، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي عددًا من القنابل المضيئة في الأجواء المقابلة لبلدة حولا الحدوديّة.
على صعيد موازٍ، سجّل توغّل لجرافة عسكرية إسرائيليّة تؤازرها دبابة “ميركافا” باتجاه بركة النقار عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شبعا، حيث عملت على تنفيذ عمليات تجريف ورفع سواتر في المنطقة. يُشار إلى أنّ آخر استهداف إسرائيليّ في جنوب لبنان وقع مساء الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه الاعتداءات في توقيت حسّاس يتزامن مع زيارة المبعوثة الأميركيّة الخاصّة بلبنان مورغان أورتاغوس، حيث أكّد المسؤولون اللّبنانيون، خلال لقائهم بها ضرورة إيجاد آلية لانسحاب “إسرائيل” من الأراضي اللّبنانيّة وإطلاق الأسرى