مخاوف من الاعتداءات الإسرائيلية وتأثيراتها على الانتخابات / جهود كبيرة في «عاصمة الجنوب» صيدا للتوافق «البلدي»
أحمد منصور : الأنباء الكويتية
تبدي الأطراف السياسية في مدينة صيدا، «عاصمة الجنوب»، تخوفها من استمرار العدوان الإسرائيلي اليومي على لبنان، وتأثيراته المقلقة والسلبية على مجمل القضايا والملفات والاستحقاقات، ومنها الانتخابات البلدية والاختيارية، والتي يبدو أن محركاتها لم تنطلق بقوة بعد، بل بوتيرة بطيئة، في انتظار ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.
ورغم حساسية الموقف ودقته في هذه المدينة، ذات التنوع السياسي والروحي المتعدد، فقد وضعت القوى السياسية المؤثرة والمعنية بقرار صيدا (الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري) في سلم أولوياتها التوافق، الذي تسعى إلى تحقيقه مع الانطلاقات الأولى للحراك الانتخابي.
نائب المدينة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري د ..أسامة سعد قام بجولة الأسبوع الماضي على مختلف الأطراف السياسية، وحدد فيها التوجهات للانتخابات البلدية. وشدد لـ «الأنباء» على «رفض المحاصصة السياسية والاستئثار السياسي في البلدية، وتلبية المطالب السياسية من خلالها».
وقال: «نجري إيصالات ونتشاور لنعرف كيف يمكن أن نترجم هذه التوجهات على أرض الواقع، في إطار خطة عمل لقانون الانتخابات البلدية».
وأضاف:«للبلدية وظائف تنموية وخدماتية وإدارية إن غابت عنها ضاعت فرص التنمية وتراجعت الخدمات، فبعد خمس عشرة سنة عجاف تحتاج صيدا إلى تغيير المشهد التنموي والخدماتي برمته».
المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في صيدا بسام حمود قال لـ «الأنباء»: «هناك حراك وتواصل بين القوى السياسية، ورؤى تطرح حول الانتخابات. وعقدت لقاءات عدة بين الأطراف السياسية والمجتمع المدني في المدينة، وقد زارنا النائب أسامة سعد لهذه الغاية».
وشدد على «أن الجهود منصبة للوصول إلى توافق على مجلس بلدي متجانس يمتاز بالكفاءة، ويمتلك أعضاؤه متسعا من الوقت للقيام بمهامهم، حيث يشعر كل عضو بأنه هو الرئيس الفعلي للبلدية».
وأكد حمود العمل على «أهمية إبعاد المجلس البلدي عن المحاصصة والتقسيم»، وقال: «نعمل على التوافق، ونأمل أن نصل إليه لنجنب المدينة المعارك الانتخابية، لاسيما أننا في ظروف استثنائية تحتاج إلى قرارات ومواقف استثنائية، ولا أعتقد أن هناك أحدا من مرجعيات المدينة لا يوافق على هذه المبادئ».
وأكد «أن العمل البلدي هو عمل إنمائي مجتمعي يهدف إلى خدمة المدينة المكونة من كل الأطياف»، مشددا على «إمكانية الوصول إلى هذا التوافق».
واعتبر أن «التوافق لا يعني المحاصصة، بل هو توافق على مجلس بلدي سياسي متجانس يمتلك الكفاءة والإمكانية في خدمة المدينة».
من جهته، توقف مسؤول «تيار المستقبل» في صيدا مازن حشيشو عند الأوضاع الأمنية في البلاد وتأثيراتها السلبية على الانتخابات، في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان». وقال لـ «الأنباء»: «الناس في حالة تردد وجمود في انتظار أن تتبلور الصورة بوضوح أكثر»، لافتا إلى «أن العامل الأمني مؤثر جدا في سير الانتخابات أو تأجيلها».
واشار حشيشو الى وجود مقترحات عدة في إطار عملية التوافق، لكن لم يتم الدخول في التفاصيل».
وأكد «أننا كتيار ننطلق من خطاب الرئيس سعد الحريري، من أننا سنكون صوت الناس».
وأشار إلى «عدم وجود حماسة لدى المواطنين قياسا مع الانتخابات السابقة». وقال: «في السابق كنا نشهد قبل 3 أشهر من موعد الانتخابات، حركة واستنفار شبابي واسع. أما اليوم فيبدو أن الصورة لم تكتمل معالمها بعد». واعتبر «ان عملية قصف الضاحية (الجمعة) أعادت خلط الأوراق من جديد»، مشددا على «أهمية الاستقرار الأمني والاجتماعي لانطلاق قطار الانتخابات بشكل واضح.. والبلدية هي أشبه بجمهورية صغيرة».