مجازر أميركية جديدة في اليمن وغزة وصواريخ المقاومة تلتقي في سماء تل أبيب
كتبت صحيفة “البناء”: واصل الأميركيون والإسرائيليون حرب الإبادة التي تستهدف اليمن وغزة، وحصدت الغارات الجوية التي استهدفت مناطق وأحياء في قطاع غزة ومثلها في اليمن العشرات من الشهداء ومئات الجرحى، مع تصاعد التهديدات بالمزيد من التصعيد، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بينما سجل نجاح المقاومة في غزة بإطلاق ثلاثة صواريخ نحو تل أبيب تسبّبت بحال من الهلع والذعر، كما فعلت الصواريخ اليمنية التي استهدفت مطار بن غوريون، وقال أبو عبيدة الناطق بلسان قوات القسام إن الصواريخ اليمنية والفلسطينية تلاقت في سماء تل أبيب، ووفقاً للخبراء في الشؤون الإسرائيلية، تبدو قيمة الصواريخ اليمنية والفلسطينية التي استهدفت تل أبيب أنها أسقطت مزاعم ترامب ونتنياهو لجهة القضاء على مقدّرات المقاومة في غزة واليمن، وكذلك لجهة الوعود ببقاء عمق الكيان بمنأى عن الاستهداف. وهذا الاستهداف تسبّب بتحفيز الجبهة الداخلية للتحرك والانضمام إلى الاحتجاجات التي تشعل شوارع الكيان وكان محورها أمس، الاحتجاج على قرار إعفاء رئيس الشاباك رونين بار من مهامه خلال شهر، حيث خرجت تظاهرات حاشدة في تل أبيب والقدس وحيفا.
في تركيا لم ينجح العنوان القضائيّ لملاحقة رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو المرشح الرئاسي المنافس للرئيس التركي رجب أردوغان في إقناع الأتراك، وقد وصفه كثيرون بتكرار نموذج ملاحقة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لمنافسه الرئيس الحالي دونالد ترامب أمام القضاء وتكوين ملفات قضائية بالفساد وأفعال جرمية. وقد تسبّبت الملاحقة بتحسين وضع ترامب الانتخابي، كما يقول الخبراء، وهم يتوقّعون لها مفعولاً مشابهاً في تركيا. وتحدث رئيس حزب الشعب الجمهوري عن اعتقال أوغلو، فوصفه بالانقلاب بواسطة القضاء لإقصاء الرئيس المقبل لتركيا عن السباق الرئاسيّ، داعياً حزبه إلى مغادرة المكاتب نحو الشارع.
في لبنان، أقام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إفطاراً رمضانياً جامعاً، حضره رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، ورؤساء الطوائف الدينيّة في لبنان، وحشد وزاريّ ونيابيّ وعدد من الشخصيات السياسية والإعلاميّة والدبلوماسيّة، وتحدّث الرئيس عون في ختام الإفطار فقال «إن شرعية أي سلطة في لبنان، لبنان الكيان والوطن والدولة، هي في أن نكون معاً. أن نحيا معاً وأن نحيي حياتنا معاً. أن نصلي معاً وأن نصوم معاً ونفطر معاً. أن نقاوم معاً. وأن ننتصر معاً… وحدتنا هي أغلى ما نملك وأعظم ما نملك. هي قوتنا وحصانتنا ومنعتنا وقدرتنا. هي سلاحنا الأمضى وثروتنا الأغنى وخيرنا الأبقى. بوحدتنا هنا، نحفظ وطننا من كل عدوان وأطماع. بوحدتنا هنا، نستعيد كل حقوقنا ونحرّر كل أرضنا ونستعيد كل أسرانا. بوحدتنا هنا، نحقق ازدهار شعبنا واستقرار مجتمعنا واستقلال بلدنا. بوحدتنا هنا، نعيد بناء ما تدمّر».
وفيما يواصل وزير الخارجيّة اللبناني جو رجّي إطلاق مواقف مستغربة بتبرير انتهاكات العدو الإسرائيلي للبنان عبر تحميل حزب الله مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على لبنان، حيث شنّت طائرات حربيّة إسرائيليّة مساء أمس، غارات على مناطق وبلدات في البقاع والجنوب.
واستهدفت الطائرات منطقة الشعرة الواقعة في جرود السلسلة الشرقيّة وجرود بلدتَي طاريا وشمسطار في السلسلة الغربيّة من البقاع، فيما تعرَّضت مرتفعات محيطة ببلدة النبي شيت في السلسلة الشرقيّة من البقاع لغارات. وفي الجنوب، شنَّت الطائرات غارات على أطراف بلدة جباع ومرتفعات جبل الريحان.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أنّ «طائرات الجيش أغارت، على موقع عسكريّ يحتوي على بنية تحتيّة تحت أرضيّة في منطقة البقاع في لبنان، بالإضافة إلى موقع عسكري آخر في جنوب لبنان يحتوي على منصّات إطلاق صواريخ، حيث تمّ رصد نشاط لحزب الله»، مضيفاً أنّ «الجيش سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على «إسرائيل»، ومنع أي محاولة تموضع لحزب الله».
وتوقفت مصادر سياسيّة عند التصريحات المتكررة لوزير الخارجية جو رجي التي تخالف خطاب القسم والبيان الوزاري وموقف الحكومة اللبنانية ورئيسها ونائبه طارق متري وسياستها الخارجية ومواقف رئيس الجمهورية ومعظم الوزراء، مشيرة لـ»البناء» إلى أن إطلاق مواقف كهذه تسيء إلى لبنان وسياسته الخارجية وتشوّش على الموقف الوطني والحكومي الموحّد ضد العدو الإسرائيلي وانتهاكاته وخروقه لوقف إطلاق النار. وتساءلت المصادر: هل رجي هو وزير خارجية لبنان وينفّذ سياسة الحكومة العامة فعلاً أم «فاتح على حسابو»؟ فكيف يدّعي أن حزب الله لا يطبق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار ويتعامى عن الخروق الإسرائيليّة اليوميّة التي بلغت ألفي خرق وفق توثيق قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني ولا زالت طائراته تستهدف القرى والبلدات والمدنيين وتطلق التهديدات ضد لبنان؟ ولا سيما أن تصريحات كهذه تشجّع العدو على التمادي أكثر. ودعت المصادر رجّي الذي يخلط بين مواقفه كوزير يفترض أن يلتزم بسياسات الحكومة وبين موقفه كمؤيّد للقوات اللبنانية، إلى الاستفسار والتحقق من قيادة الجيش وقيادة اليونفيل عن التزام حزب الله بما يطلبه الجيش اللبناني في جنوب الليطاني قبل إطلاق المواقف المضلّلة والتي تخدم العدو.
ووفق معلومات «البناء» فإن رئيسَيْ الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام منزعجان من مواقف رجّي وتفرّده بالتعبير عن موقف لبنان من دون التنسيق معهما.
وفي سياق ذلك، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة، عضو لجنة الشؤون الخارجيّة في البرلمان، النائب إبراهيم الموسوي بتصريح إلى أنّه «ليست المرة الأولى التي ينبري فيها وزير الخارجية لكيل الاتهامات وترويج الافتراءات بحق حزب الله في ظلّ استمرار تمادي العدو المحتل في تغوّله ضدّ لبنان واللبنانيّين من خلال تسعير جرائمه وانتهاكاته اليومية للسيادة وقتلًا للبنانيين في خرق مستمر وفاضح للقرار الدولي 1701 وورقة الإجراءات التنفيذية المنبثقة عنه».
وأضاف «كُنّا نأمل من وزير خارجية لبنان بأن يقوم بالحد الأدنى من واجباته ومسؤولياته الوطنية تجاه جرائم العدو، باستنكارها ووضعها أمام المجتمع الدولي ومطالبته القيام بواجبه بفرضه على العدو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ولكنه ذهب بعيدًا في افتراءاته لاتهام حزب الله بالتنصّل من وقف إطلاق النار في موقف خطير جدًا ينقلب على الثوابت الوطنية وسياسات الحكومة ويعطي العدو تبريرًا لاعتداءاته وصكّ براءة مفتوحاً للمضيّ في إجرامه».
وشدّد الموسوي على أن «حزب الله ملتزم بما التزمت به الحكومة اللبنانية بموجبات القرار 1701 وورقة الإجراءات التنفيذية»، ومشيرًا إلى أن «من أبسط واجبات وزير الخارجية أن يلتزم بتوجيهات رئيس الجمهورية وسياسات الحكومة التي عليها أن تبادر إلى تصحيح تصريحات هذا الوزير لكونها تشوّه الحقائق وتضرّ بالمصلحة الوطنية.
على مقلب أمني موازٍ، وبعد التواصل بين السلطات الأمنية اللبنانية والسورية الذي أدّى إلى وقف إطلاق النار على الحدود الشرقيّة مع سورية، خرقت الفصائل المسلحة السورية الاتفاق، وأطلقت عدداً من القذائف على بلدة حوش السيد علي الحدودية مع سورية شمالي الهرمل مصدرها ريف القصير السورية، وذلك أثناء تشييع أحد شهداء البلدة.
وذكرت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، أنّ «الصليب الأحمر اللبناني وبمواكبة الجيش اللّبناني ومديرية المخابرات، سلّم جثّة مقاتل من «هيئة تحرير الشّام»، إلى الجانب السّوري عند معبر جوسيه الحدوديّ في القاع».
وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أن «ضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب عبر الحدود الشمالية والشرقية، أغلقت وحدة من الجيش ثلاثة معابر غير شرعيّة في منطقة القاع، ومنطقتَي المشرفة والدورة – الهرمل».
وعلمت «البناء» من مصادر العشائر اللبنانيّة على الحدود أن الأصوات التي خرجت ضد الجيش اللبناني خلال دخوله إلى البلدات الحدوديّة لا تعبر عن موقف العشائر والأهالي، بل مواقف انفعاليّة شخصيّة لبعض المتضرّرين من دخول الجيش وضبط الأمن، والدليل مسارعة ممثلي العشائر في المنطقة إلى توضيح الموقف وتأكيد دعم الجيش للدخول إلى القرى وحماية الأهالي وصدّ الاعتداءات من الجانب السوري.
وفي سياق ذلك، أشاد رئيس تكتل «نواب بعلبك – الهرمل «النائب حسين الحاج حسن، خلال تشييع أحد عناصر «حزب الله»، في الهرمل، بـ»الجيش اللبناني الذي قام بدوره وحشد قواته ودخل إلى بلدة حوش السيد علي اللبنانيّة». وحيّا قيادته وضباطه وجنوده، وقائده المعين حديثًا رودولف هيكل ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري «الذي كان على السمع الدائم والتواصل المستمر». ودعا الحاج حسن العشائر والعائلات وأبناء المنطقة إلى «احتضان الجيش اللبناني والوقوف معه، لأننا ما زلنا نؤمن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة». وطالب بـ»الوعي والانتباه في هذه المرحلة، لأنّ هناك مَن يُخطّط ويعمل في الليل والنهار لزرع الفتن بين اللبنانيّين أنفسهم، وبين لبنان وسورية، وأنّ هناك أياديَ أميركيّة ومخابرات أجنبيّة وسواها، ومشاكل فرديّة قد تحصل وتتطوّر، وحدود لها طبيعتها وتفاصيلها».
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان: «تنتشر على شبكات التواصل لا سيّما على مجموعات الواتس أب بيانات مشبوهة مجهولة المصدر بعضها يحرّض اللبنانيين ضد النازحين السوريين وبعضها يحاول إثارة النعرات بين الطوائف اللبنانيّة. وتذيّل الجهات المشبوهة بياناتها المفبركة باسم بلدات ومدن أو باسم طوائف، لذا فإن تداول هذه البيانات أو تعميمها يخدم الجهات التي تسعى لإثارة الفتن والنعرات».
وأكد رئيس الجمهورية خلال حفل إفطار أقامه في بعبدا، بحضور رئيسي مجلس النواب نبيه بري، ومجلس الوزراء نواف سلام، «أنّ شرعيّة أي سلطة في لبنان، لبنان الكيان والوطن والدّولة، هي في أن نكون معًا، أن نحيا معا… وأن نحيي حياتنا معًا، أن نصلّي معًا وأن نصوم معًا ونفطر معًا، أن نقاوم معًا، أن ننتصر معًا، أن نفرح زمنًا أو نحزن للحظة معًا، وأن تكون معيّتنا هي ترياقنا. لنمسح حزن اللّحظة، ونؤبد فرح كلّ لحظة معًا. وفي كل الأحوال وشتّى الأزمان، أن نبقى معًا».
كما أكّد أنّ «بوحدتنا هنا، نحفظ وطننا من كلّ عدوان وأطماع. بوحدتنا هنا، نستعيد كلّ حقوقنا ونحرّر كلّ أرضنا ونستعيد كلّ أسرانا. بوحدتنا هنا، نحقّق ازدهار شعبنا واستقرار مجتمعنا واستقلال بلدنا. بوحدتنا هنا، نعيد بناء ما تدمّر، ونضمن ألّا نسمح بالدّمار مجدّدًا أو دوريًّا. بوحدتنا هنا، نزرع الفرح في عيون أبنائنا والأمل في نفوسهم، فنحصد مستقبلًا يليق بالتّضحيات والشّهادات ويشبه لون تلك العيون».
وأضاف عون: «بوحدتنا هنا، نقوم بعد أيّ كبوة، وننتصر بعد أيّ نكسة، ونبلسم أيّ جرح حتّى يبرأ، ونبتسم لكل غد، إيمانًا منّا بأنّه سيكون أفضل. بوحدتنا هنا، لا تكون جماعة منّا مكلومة، ولا حقوق لنا مهضومة، ولا فئة عندنا مظلومة».
وحضر الإفطار، إلى جانب بري وسلام، رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، رؤساء الحكومات السابقون: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام، وحسان دياب، وزراء ونواب، ورؤساء أحزاب.
وسبق الإفطار، لقاء ضمّ الرئيس عون وبري وسلام، تطرق الى الأوضاع الراهنة في البلاد، وخصوصاً الوضع في الجنوب وعلى الحدود الشرقية والشمالية – الشرقية، ووجوب إعادة الهدوء والاستقرار اليها.
على صعيد آخر، أقرّ مجلس الوزراء آلية التعيينات الإدارية وطلب مباشرة العمل فيها.. وقال سلام بعد الجلسة: «لا دولة من دون إدارة ونسعى لإدارة حياديّة وبخدمة المواطن لمرافق الدولة وتحمي مصالح المواطن وتقوم على الكفاءة لا على المحسوبيّة. نسعى لاختيار الأكفأ ضمن آليّة التعيينات وهي تتضمّن 9 مبادئ تعتمد على الأولويّة والتنافس من خلال توفير الفرص العادلة للمرشحين. آليّة التعيينات تعتمد على الشموليّة ومبدأ تكافؤ الفرص وعدم تضارب المصالح وعلى المرونة والمشاركة من خلال تضمين خبرات متنوّعة من الأكاديميّين. وأكد أن من مبادئ التعيينات أيضاً التنوّع والشمول التي نضمنها من خلال آليّات دقيقة تعتمد على تكافؤ الفرص بين الجنسين وعلى الشفافيّة، موضحاً أن آليّة التعيينات ترتكز على التعيين من داخل الملاك ومن خارجه وأدعو موظّفي القطاع العام في الفئة الثانية للتقديم إلى الفئة الأولى والدولة بحاجة إلى دم الشباب».
ووسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّه أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأنّهما ناقشا الوضع في سورية ولبنان. وأكد أن فرنسا والسعودية تتشاركان الأهداف نفسها بشأن سورية ولبنان: لبنان موحّد ويتمتع بالسيادة الكاملة، وسورية موحّدة ومستقرّة ضمن انتقال يشمل كل السوريين. وكان الرئيس عون أكد «أننا لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعمل مع الفرنكوفونيّة التي هي مسألة انتماء إلى حضارة والتي تعني أن تكون مع العقل في مواجهة الجنون». وأضاف، في اليوم العالمي للفرنكوفونيّة الذي تمّ إحياؤه في بعبدا «أن تكون فرنكوفونيًا يعني أن تكون مع سيادة دولتك الكاملة غير القابلة للتجزئة وأن نكون مؤمنين وعلمانيين».
إلى ذلك، توقفت مراجع رئاسيّة أمام ما يجري تداوله من معلومات تنقل عن وزير الخارجية الأميركي ومسؤولين آخرين، عن أن الإدارة الأميركية غير راضية عن أداء الرؤساء والحكومة في لبنان، وأنها أبلغتهم رسالة تحذير بالدفع تجاه القبول بإرسال وفود دبلوماسية للتفاوض المباشر مع «إسرائيل» حول ملفات النزاع كتمهيد للتطبيع، وإلا فإن أميركا ستسحب يدها من اتفاق وقف إطلاق النار وتطلق اليد الإسرائيليّة عسكرياً في لبنان. ولفتت مصادر «البناء» إلى أن موقف الولايات المتحدة معروف بانحيازها الى «إسرائيل» وهناك ضغوط أميركية غربية كبيرة على لبنان باتجاه تطبيق القرارات الدولية لا سيما القرار 1701 و1559 و1680 لكن الولايات المتحدة والقوى الغربية تعرفان التركيبة السياسية والمناخ الشعبي اللبناني المعارض للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي الضغط على لبنان في هذا الإطار سيهدّد وحدة الحكومة والاستقرار الداخلي ويطيح بكل الجهود الأخيرة لإعادة تكوين الدولة والسلطات والمؤسسات في لبنان، لذلك تشير المصادر نقلاً عن مراجع رئاسيّة أنها لن تدخل بمجازفة داخلية قد تهدّد الحكومة ووحدة الدولة والعيش المشترك، وتفضّل حل الملفات الخلافية الداخلية كسلاح المقاومة بين اللبنانيين، ولا مصلحة للبنان بالذهاب الى أيّ شكل من أشكال التطبيع والسلام مع العدو لا سيما في الوقت الراهن.
وإلى جانب نفي وزير الخارجية الأميركي ما نقل عنه، مؤكداً احترام السيادة اللبنانية ومواقف الحكومة ورئيس الجمهورية، علمت «البناء» أنّه ستصدر عن مسؤولين أميركيين مواقف توضيحيّة لما نقل عن وزير الخارجية تؤكد على ما قاله وزير الخارجية الأميركي.
وأكدت جهات دبلوماسية صينية لـ»البناء» التأكيد على موقفها الدائم بالوقوف الى جانب لبنان على كافة الصعد واحترام سيادتها، وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701، وهذا ما أبلغته للحكومة اللبنانية، كما أنها تدعو على نحو عاجل الحكومة الإسرائيلية لسحب قواتها من كامل الأراضي اللبنانية وفق القرار الدولي ووقف خروقاتها واحترام سيادة لبنان. كما أبدت الجهات تفهمها للموقف اللبناني الرسمي، أعلنت تعاطفها مع أهالي القرى الجنوبية، مؤكدة أن القوات الصينية العاملة في إطار قوات اليونفيل مستمرّة في مد يد العون للأهالي على المستوى الإغاثي والاجتماعي والاقتصادي والصحي. كما أبدت الجهات تفهمها حيال رفض لبنان الرسمي والشعبي إقامة التطبيع مع «إسرائيل» نظراً لاستمرار الأخيرة بالاعتداء على لبنان ولحالة العداء القائمة منذ عقود، كما دعت الجهات إلى عدم الضغط الخارجي على الحكومة اللبنانية لا سيما في الملفات الداخلية، وضرورة احترام السيادة اللبنانية.
على صعيد آخر، تقدّم رئيس لجنة الاقتصاد الوطني والصّناعة والتّجارة والتّخطيط النّائب فريد البستاني، باسمه وباسم اللّجنة بإخبار إلى النّيابة العامّة التّمييزيّة بحق كلّ من وزير الاقتصاد والتّجارة السّابق أمين سلام، ومستشارَيه كريم سلام، وفادي تميم والمدقّق المالي إيلي عبود، بتهم الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام.
وأوضح البستاني في تصريح، أنّ «هذا الإخبار يأتي نتيجة العمل الجماعي والاستقصاء والتّدقيق الّذي قامت به لجنة الاقتصاد».
بدورها، أعلنت «المفكرة القانونية» في بيان، «أنّ المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء أجابت على طلبها إليها، أصالة عن نفسها ونيابة عن جمعيتي «مبادرة سياسات الغد» و»الجنوبيون الخضر»، بالتحقيق في 3 مراسيم إشغال واستثمار أملاك عامة بحريّة، كانت أصدرتها الحكومة السابقة في الشهر الأخير من عمرها تمهيدًا لاستردادها على خلفية الخروقات القانونية التي شابتها».