منوعات

الحكومة ترضخ لبرنامج الجنرال الأميركي في إدارة لجنة الإشراف | العدو يعود إلى زمن الحرب: 26 غارة في نصف ساعة

كتبت صحيفة “الاخبار” تقول:

«حزب الله عم يعطي ذريعة للمجتمع الدولي كرمال ما يضغط على إسرائيل…كيفني معك!».

هذا ليس موقف مسؤولٍ في كيان الاحتلال، بل ردّ وزير خارجية لبنان يوسف رجي على سؤال عمّا إذا كان ما تقوم به إسرائيل يبرّر لحزب الله استمرار المقاومة.

رجي الذي كان كثيرون يأملون أن يكون «دبلوماسياً»، ربطاً بصفته المهنية، وجد أنه طالما يمثّل «القوات اللبنانية» في حكومة نواف سلام، فيمكن له أن ينطق بالموقف الذي يناسب فريقه السياسي. لكنه عندما قال ما قال، لم يكن في لقاء مغلق، بل في برنامج تلفزيوني، بينما كانت قوات الاحتلال توسّع من نقاط تمركزها داخل الأراضي اللبنانية، وتقوم طائراتها بالإغارة حيث تريد.

 

أمس، قرّر العدو فجأة، أن يرفع من وتيرة الاعتداءات، من دون أن يعرف لبنان الرسمي سبب ما يقوم به. لكن في لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من يبرّر لإسرائيل ما تقوم به، على خلفية أن الجيش اللبناني لم يعمد إلى «إزالة نقاط تهديد لأمن إسرائيل» في الجنوب. وهو الموقف الذي لا يجد ما يردعه من جانب السلطات اللبنانية. وبات الجيش اللبناني يصدر بيانات تنديد مثله مثل أي حزب سياسي، كما فعل أمس رداً على دخول مجموعات من المستوطنين إلى موقع العباد في خراج بلدة حولا المتاخمة للحدود.

 

الجيش يصدر بيانات استنكار ووزير الخارجية يحمّل المقاومة مسؤولية الخروقات الإسرائيلية

وفي غضون نصف ساعة، عادت أجواء الحرب لتخيّم على الجنوب. 26 غارة إسرائيلية متتالية تنقّلت من القطاعين الغربي والأوسط والشرقي وصولاً إلى منطقتي الزهراني وجزين، ما أثار هلعاً وأدّى في بعض المناطق إلى التهافت على محطات الوقود خشية تطور الوضع، فيما سُجّل نزوح محدود من بعض الأماكن.

 

وقد بدأ العدو حملته عند التاسعة والربع ليلاً، عندما حلّق الطيران المعادي بشكل مفاجئ على علو منخفض واستهدف وادي مريمين بين ياطر وزبقين والأطراف بين بيت ياحون وعيتا الجبل، قبل أن يتقدم نحو أطراف أنصار تبنا في أطراف البيسارية في ساحل الزهراني، ثم توسّع نحو جبل الريحان والقطراني وبرغز، ومناطق متصلة بالبقاع الغربي. ليعلن جيش الاحتلال في ختام الغارات، أنه «هاجم مواقع عسكرية لمنظمة حزب الله تشكّل تهديداً لأمن اسرائيل».

 

وكتبت مراسلة «الأخبار» في الجنوب آمال خليل، أن الاستباحة الإسرائيلية استمرت في زمن تثبيت وقف إطلاق النار. حيث استعاد أهل البلدات الحدودية مشاهد ما بعد نكبة 1948، عندما كانت العصابات الصهيونية تستبيح البلدات الجنوبية من دون رقيب أو حسيب، وكانت الدولة اللبنانية تتسلح بالاستنكار والمناشدات. فمشهد عشرات المستوطنين وهم يؤدّون صلوات تلمودية في تلة العباد في أطراف بلدة حولا، بدا وكأنه يدخل لبنان عنوة في زمن التطبيع، بعد زمن النقاط المحتلة والمناطق العازلة، في ظل هدوء مريب في الموقف الرسمي اللبناني لا ينسجم مع تمادي العدو. فيما علمت «الأخبار» أن الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الحكومة في السراي الحكومي أمس لأعضاء لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، أُرجئ إلى أجل غير مسمى. وبحسب مصادر مواكبة، فإن لجنة الإشراف برئاسة الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز «تضغط على الحكومة وأركان الدولة لتمرير التعيينات العسكرية كما صاغتها أميركا التي اختارت ضباطاً لتولي مهام حساسة، وتبتزّ لبنان عبر صمت اللجنة الخماسية عن الاعتداءات الإسرائيلية، بل والتغطية عليها».

 

وكان نحو 900 مستوطن دخلوا بمواكبة جيش الاحتلال، من مستوطنة المنارة إلى قبر الشيخ العباد الذي يزعم الصهاينة أنه يعود لأحد الحاخامات، وأمضوا اليوم بكامله قبل أن يغادروا عند مغيب الشمس. وبحسب الصور التي نشرها إعلام العدو، أُزيلت عن القبر الأسلاك الشائكة التي كانت تقطعه في وسطه حيث يمر الخط الأزرق الذي رسّم الحدود بعد تحرير عام 2000، علماً أن لبنان تحفّظ عن الترسيم حينها ما أدخل الموقع ضمن النقاط الـ 17 المتحفظ عليها لبنانياً. وبعد عدوان 2006، استحدثت قوات الاحتلال سياجاً وأسلاكاً شائكة مكهربة فوق القسم المحتل من القبر الذي صار جزءاً من ثكنة ضخمة لقوات الاحتلال.

 

وأزال جنود الاحتلال الشهر الماضي الأسلاك الشائكة واستولوا على كامل القبر ومحيطه الواقع ضمن الأراضي اللبنانية المحررة في «جبل شنان»، بحسب التسمية اليهودية لتلة العباد. ومنتصف شباط الماضي، دخل نحو عشرين مستوطناً من حركة «بريسلوف» الحريدية إلى الموضع، وقاموا بعملية صيانة وترميم للقبر، وطلوا شاهده باللون الأزرق، وضمّوا «الجزء المقدس» منه الواقع في الجانب اللبناني. وسرّبت وسائل إعلام العدو بأن جيش الاحتلال يخطط لتنظيم رحلات للمستوطنين إلى الموقع للمرة الأولى منذ عام 2000.

 

تدنيس المستوطنين لتلة العباد جاء بالتزامن مع منع أهالي حولا من الوصول إلى منازلهم فوق التلة منذ وقف إطلاق النار، إذ تبلغت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من دولة العدو بأن تلة العباد الواقعة على ارتفاع أكثر من 900 متر باتت منطقة عازلة يُمنع على الأهالي الوصول إليها، بعدما دمّرت كل المنازل المحيطة وجرفت الحقول المحاذية للعباد. وثبّت الجيش اللبناني نقطة على المفرق المؤدي إلى الموقع لمنع المواطنين من الوصول إليه.

 

الموقف الرسمي الوحيد رداً على العدوان جاء في بيان صدر عن قيادة الجيش، اعتبر أن إدخال المستوطنين إلى الأراضي اللبنانية «يمثّل انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية اللبنانية وأحد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة، ولا سيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار». وأعلن البيان أن «قيادة الجيش تتابع الموضوع بالتنسيق مع اللجنة الخماسية واليونيفل».

وفي إطار الاعتداءات اليومية، أطلقت قوات الاحتلال النار على شبان اقتربوا من جدار كفركلا، ما أدّى إلى إصابة أربعة منهم. وفي أطراف ميس الجبل، تعرّض مواطنون لإطلاق نار أثناء تفقّدهم لمنازلهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى