مأساة انسانية جنوبية: هؤلاء موجودون واقعياً .. غير موجودين قانونياً!!
“هي النفس ما حَمَّلْتَها تتحمل، وللدهر أيام تجور وتَعْدِل ” …
فقراء، ولكن بعض الأحزان أوسع من مساحات القلب، وبعض الأقدار أقوى من زمانها، وبعض الوجود لا يعني إلا العدم، وبعض الأسماء لا تجد قاموسا لها ، وبعض الصرخات أبلغ من جراحها و أوجاعها… وهكذا بعض الظلم أكبر من أن تتصور !
هم ليسوا بشراً من كوكب آخر… وليسوا غرباء عن هذه البلاد أو رحالة … هم من طينة هذه الأرض، ومن أبناء جبل عامل – بلدة عين بعال، هم عائلة المرحوم علي عبد الحسن سكيكي، ولدوا وترعرعوا وعاشوا في بلدتهم ولم يعرفوا بيتا غيرها … هم لبنانيون جنوبيون شاءت أقدار الفقر والعوز والظروف القاهرة وغبن الأهل أن تحرمهم الحياة من أبسط حقوقهم: أسمائهم وهوياتهم، لترسم قدرا لا يطيقه حتى الخيال…
أول الكلام : هم لا يملكون بطاقة الهوية اللبنانية ، وبعدها يطول الكلام …
أحياء هم أم أموات، … هم فعلا يعيشون في قلب مقبرة عين بعال، في بيت لا يشبه إلا نفسه موقعاً وسقفاً ومقتنيات … تختصر صوره كل الكلام والوصف… الأم أقل ما يقال عنها انها صابرة مجاهدة ومؤمنة أفنت ورهبنت ذاتها للعمل ليل نهار ، فهي عاملة التنظيف في البيوت ، وهي الفلاحة التي تجول وتمشط البرية فجراً، سهلاً وجبلاً، تبيع الزعتر والنباتات والزهور البرية … وهي رب العائلة بعد مرض زوجها والتزامه فراشه في البيت بعد أن تعرض من الضغوطات النفسية والحزن ادت الى جلطة وثم الى شلل ولاحقاً إلى رحيله عن الحياة منذ عدة أعوام ..
هي أم حملّها الزمن أطناناً من الهموم وركام الواقع المرير وثقل تشتت اولادها وضياعهم… هي أم رفعت كفيها للسماء تدعو بدعوة المظلوم على ظلم الحياة و العباد والمحاكم والأمناء على خدمة الناس وحل مشاكلهم …
ترى ما الحل؟ وهل أصابع إتهام البشر والتجريح والاتهام الدائم بالتقصير هو المصير !!!
يصدرون الأحكام ، وأجرة التاكسي يحسب لها ألف حساب … والميزان أرجوحة الفقر ، فبين أن نكون أو لا نكون تضيع أغلى الأشياء وتقسو الحياة ويشتد سخطها ، ولا ندخر مالا إلا لدفع بيت مستأجر في مقبرة لا يختلف وضعها عن المقابر ولطعام يسد جوع البطون .
وقائع القضية:
تزوج المرحوم علي عبد الحسن سكيكي من السيدة بدرية عنتر ورزقت منه بصبيان أحمد (23 عاما ) وحسن (18 عاما ) وفتاة إسمها حسناء (19 عاما )، وبدرية أرملة من زواج سابق توفي زوجها ولكن لديها أوراق اثبات الوفاة …
يقول الإبن الأكبر أحمد وهو شاب يتمتع بشخصية هادئة وخلوقة : لا أعرف من أين أبدأ ،ولا أعرف مع من أتحدث وإلى أين أذهب ؟ فأنا يئست من هذا الوضع … قرعنا كل الأبواب ولك يجبنا احد …. وما حدا لحدا …. وأنا أعمل في مجال العمارة وبطبيعة شغلي لا توجد أشغال مستمرة وحاليا أنا بدون عمل … ما ورثته واقعا مأساوياً محكوم عليه بالإعدام نفسيا وإنسانيا وإجتماعيا …. فلا يحق لي دخول المشفى ولا التنقل بين المدن اللبنانية كغيري من الشباب ولا التعلم ولا السفر ولا حتى الزواج، فأنا لا احمل هوية ثبوتية، او غير موجود قانونياً! ….
الفتاة حسناء إبنة التاسعة عشر هي فتاة ذكية ومهذبة ، حرمها قدرها من تقديم شهادة البروفيه مع العلم أنها فتاة مجتهدة ، ولن يكون بإستطاعتها الزواج ما دام الحال على وضعه …
الشاب حسن : يساعد أمه في قطف الزعتر والنباتات البرية ولديه مشكلة صحية معينة وبدون علاج ومتابعة طبية …
المطلوب قانونيا وقبل كل شيء تلبية طلب المحكمة بإجراء فحص ال DNA لأربعة أشخاص وهو فحص مكلف قيمته 2500$ للشخص الواحد، فضلا عن تكاليف المحكمة والمحامي والطبيب، وبعدها يمكن السير بدعوى اثبات النسب وتسجيل الاولاد على خانة والدهم ثم حصولهم بحكم المحكمة على الهوية اللبنانية.
أي جهة تريد مساعدة هذه العائلة الرجاء الإتصال بمكتب ياصور 07350506