تعليقاً على بيان قوى "14 آذار" أسامة سعد يقول: "أفعالهم عكس أقوالهم"
اعتبر أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع قوى ” 14 آذار” في مجدليون حول العيش الواحد، والسلم الأهلي، وكرامة الإنسان، ورفض التطرف، والدولة العادلة،…، هو كلام جميل، حبذا لو تعمل قوى “14 آذار بموجبه، وتقرن القول بالفعل.
غير أنه للأسف الشديد قوى ” 14 آذار”، وعلى رأسها تيار المستقبل، لم تفعل سوى تخريب العيش الواحد والسلم الأهلي، من خلال خطاب الشحن والتحريض المذهبي والطائفي، ومن خلال التوتير الدائم للأوضاع لأهداف سياسية ضيقة. وهي لم تعمل إلا على رعاية ظواهر التطرف، من صيدا، إلى طرابلس، إلى عرسال، إلى غيرها من المناطق اللبنانية. وآخر مثال على ذلك ظاهرة الأسير المتطرفة الشاذة التي لم تكن لتنشأ وتنمو لولا الاحتضان السياسي، والرعاية الأمنية، والدعم المادي من قبل تيار المستقبل. وهو أمر لا يخفى على أحد، ويعرفه الداني والقاصي.
ولكم كنا نتمنى لو أن القوى التي التأمت اليوم في مجدليون، لو أنها رفعت الصوت ولو مرة واحدة ضد ممارسات الأسير ومساعيه الحثيثة لتفجير الفتنة المذهبية، وإقدامه على قطع الطرقات والاعتداء على المواطنين.
غير أن هذه القوى لم تأت إلى صيدا إلا اليوم بعد توجيه ضربة لظاهرة الأسير الشاذة، وإزالة مربعه الأمني، وقد أتت لكي تحرض ضد المؤسسة العسكرية التي قدمت الشهداء دفاعاً عن صيدا وأبنائها وحفظاً للسلم الأهلي.
وإن أبناء صيدا الذين حافظوا عليها مدينة للتنوع والانفتاح والوحدة الوطنية، وعاصمة الجنوب والمقاومة، لا ينتظرون من المجتمعين في مجدليون أن يلقنوهم دروساً في الوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال، بخاصة وأن من بين أولئك المجتمعين من كان شريكاً لجيش الاحتلال الاسرائيلي في ارتكاب المجازر ضد أبناء صيدا، أو قدم لذلك الجيش خدمات لوجستية متنوعة ومتعددة، في الوقت الذي كان فيه أبناء صيدا والجنوب يخوضون أقسى المعارك ضد جيش الاحتلال.
ولقد تجاهل اجتماع مجدليون كل ممارسات ظاهرة الأسير المتطرفة الشاذة، وبذل كل ما في وسعه لوضع اللوم على الآخرين بهدف منحها صك البراءة.
وهل كنا ننتظر من “قوى 14 آذار” أمرا آخر؟ فهي ذهبت إلى طرابلس وعرسال قبلا، ولم يحصد الناس من ذهابها إلا الكلام الهادف إلى تحقيق أغراض سياسية فئوية ضيقة.
والبيان الصادر من اجتماع مجدليون جاء خالياً من استنكار تلك الممارسات، كما جاء خالياً من المطالبة بمحاسبة الأسير وأتباعه وداعميه ومموليه، واكتفى بمطالبة القضاء والأجهزة الأمنية بكشف الحقيقة!!
بين مقدمة البيان المثالية من جهة أولى، وبين نص البيان وخطب الخطباء في مجدليون، تباين شديد. وبين تلك المقدمة وممارسات قوى “14 آذار” تباين أكبر، حتى يمكن القول إن أفعالهم عكس أقوالهم.
الحرب الأهلية المذهبية التي يخطط لها أعداء لبنان ستفشل
من جهة ثانية، وفي مداخلة تلفزيونية، أكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن الحرب الأهلية المذهبية التي يخطط لها أعداء لبنان ستفشل. كما اعتبر أن هناك محاولات متواصلة لضرب موقع صيدا ودورها كمدينة للوحدة الوطنية والمقاومة، غير أن هذه المحاولات تتحطم على صخرة وعي أبناء المدينة وقواها الوطنية.
كلام سعد جاء في مداخلة تلفزيونية سئل فيها عن اجتماع الأمانة العامة ل” 14 آذار في صيدا، فقال:”الأهم من مكان الاجتماع هو ما سيصدر عنه. وانطلاقاً من معرفتنا بتوجهات المجتمعين، نخشى أن يعمدوا إلى صب الزيت على النار، وأن يواصلوا حملة التهجم على الجيش اللبناني، وحملة الشحن والتحريض التي تستهدف خلق أجواء التوتر في صيدا.
فالجميع يعرف أن صيدا هي مدينة التنوع السياسي والديني والمذهبي، وهي مدينة الوحدة الوطنية. أما حملات الشحن والتحريض فمن شأنها أن تؤثر سلباً على أوضاع المدينة، وأن تؤدي إلى الفتنة المذهبية وتفجير السلم الأهلي.
كما أن صيدا هي مدينة المقاومة، وهناك خطابات وممارسات تسعى لتحويلها إلى شوكة في خاصرة المقاومة. ولا يخفى أن بعض قوى ” 14 آذار” كانت في الماضي شريكة لقوات الاحتلال الاسرائيلي في مجازرها ضد الشعب اللبناني، ومن ضمنه أبناء صيدا، أو كانت تقدم لتلك القوات الخدمات اللوجستية المتنوعة في صيدا، وبيروت، وغيرهما من المناطق اللبنانية. وذلك في الوقت الذي كان فيه المقاومون من أبناء صيدا والجنوب يخوضون أقسى المعارك ضد قوات الاحتلال.
وبشأن ما يقال حول خوف اللبنانيين من بعضهم البعض، اعتبر سعد أن اللبنانيين يواجهون تحديات وطنية واجتماعية واحدة، بغض النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي أو المناطقي.
اللبنانيون يعانون من البطالة، ومن غياب الضمانات الصحية والاجتماعية، كما يعانون من النظام الطائفي القائم وارتكاباته في مختلف المجالات. اللبنانيون يواجهون تحدي العدوانية الصهيونية، والأطماع الصهيونية في لبنان أرضاً ومياها، وثروات طبيعية. إذاً الشعب اللبناني معاناته واحدة، إلا أن بعض القوى والزعامات تحاول باستمرار اصطناع انقسامات داخل صفوف الشعب، بهدف إلهائه عن التحديات الحقيقية التي يواجهها.
وفي ما يتعلق بثورة الشعب المصري اعتبر سعد أن ما يحصل اليوم في مصر هو استكمال لثورة 25 يناير، وتصحيح لمسارها بعدما حاولت الد
وائر الأميركية احتواء الثورة وحرفها عن مسارها الحقيقي .
وقال سعد: ما يقوم به الشعب المصري هو حراك ثوري غير مسبوق نابع من إرادة الشعب وتصميمه على صنع مستقبله وفقاً لإرادته.
وأكد أن المحاولات التي تقوم بها الدوائر الاستعمارية من أجل إشعال فتنة أهلية في مصر ستفشل. واعتبر ان انتصار الشعب المصري ستكون له انعكاسات ايجابية في مواجهة مؤامرة تفجير الفتنة في البلاد العربية وتفتيتها على أسس طائفية ومذهبية وأتنية وعشائرية.
المكتب الإعلامي لأمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد