محليات

الموارد الأولية اللبنانية و الأزمة المالية بقلم المهندس نادر حسان صفا

المهندس نادر حسان صفا
شهد لبنان ازمات مالية متكررة عبر تاريخه مما اضعف اقتصاده الذي كان دائما يطمئن اللبنانيين بثبات عملته النقدية و قوتها. فلبنان اليوم غني بثروته النفطية ولكن لا يجب ان يعول على هذه الثروة فقط بل يجب اعتماد نموذج اقتصادي يواكب هذه الثروة والالتفات الى ثروات اخرى تتماشى معها. ليس من الصعب على لبنان بمساحته الصغيرة و عدد سكانه القليل نسبيا ايقاف تدهوره الاقتصادي و المالي عبر خطط بديلة. فاليوم هو بحاجة لبنية تحتية داعمة للصناعة البترولية و خطة مدروسة تسير بالتوازي مع مسار الانشطة البترولية.
لقد قامت الدولة اللبنانية اليوم بالتعاقد مع شركة روسية تدعى روسنفط في طرابلس لانشاء محطات تغويز عائمة لمواكبة هذه الصناعة و لكن ما يحتاجه لبنان اليوم للاستفادة من ثروته الجديدة و غير متجددة هو اقامة صندوق سيادي لتخزين المردور و الاستفادة منه في تعزيز بنية تحتية واقامة مشاريع تخدم الاجيال القادمة. وعليه فإن هذا الصندوق يجب ان يكون يكون تابعا لوزارة المالية والتي بدورها يجب ان تكون حريصة على تخزين هذا المردود المالي . و لكن تنفيذهذا الاقتراح قد يأخذ وقتا طويلا حيث اننا مازلنا في خضم عمليات الاسكتشاف وامامنا سنوات طويلة للبدء بالانتاج. لذلك يجب علينا ان لا نعول على هذه الثروة حاليا رغم انها ستساعد على تحسن وضع لبنان الاقتصادي عالميا من بدايات عمليات الاستكشاف وفقا للقوانين و الشروط الدولية، ناهيك عن الصراع على التسويق المرتقب. فالكيان الصهيوني يسبقنا بأشواط عدة حيث سيبدأ بتصدير منتجاته النفطية قبلنا كما ان القدرة الكبيرة التي يتمتع بها في بناء منظومة تصديرية قوية ستجعلنا نقف خلفه بعدة خطوات اذا سمح لنا اساسا بالتصدير و الاستفادة من المردود المالي المرتقب!!
فلبنان المفعم بالديون و المشاكل المالية و الاقتصادية و الخلافات السياسية المتتالية و العاجز عن بناء خط انابيب و زرع منظومة تصديرية بسبب عدم توفر الامكانيات اللازمة تنتظره بالتالي منافسة قوية في ساحة التصدير.
تبقى هذه الثروة الواعدة املا للبنانيين كافة شرط عدم الوقوع في تجربة مماثلة للتجربة الفنزوالية التي رهنت ثروتها النفطية لسنوات، الامر الذي قد اضعفها اقتصاديا رغم كونها من اكثر الدول الغنية بالغاز في العالم.
فأين نحن من تجربة فنزويلا ؟ لقد رهنا البلد بقرض يقارب ال ١٢٠ مليار دولار للبنك الدولي و كأننا وبالتالي قد رهنا النفط و الغاز على الساحل اللبناني مسبقا
فنكون بذلك قد كررنا التجربة الفنزويلية بأسلوب مختلف مما سيسبب القلق الخوف من النتيجة المرتقبة والتي كما يبدو ستكون مشابهة لسابقتها !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى