“علينا الترقّب بحذر”… العريضي يكشف: هذا ما سنلمسه من أورتاغوس بعد الفصح!
ليبانون ديبايت
قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي إن “الدعم الخارجي للبنان تبدّل وتغيّر عن السابق، وزمن الأول تحوّل، لا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وسواهم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أوضح أن “كل قرش يُصرف اليوم، يتم تحت رقابة ومتابعة دقيقة، وهناك اهتمام بكيفية استخدام المساعدات. لذلك، بات واضحًا أن هناك أولويتين ثابتتين لدى المجتمع الدولي: السلاح والإصلاح”.
وأضاف: “علمت من أحد السفراء الذين كانوا في واشنطن، أنه خلال زيارته لصديق في الكونغرس الأميركي، قيل له: لن يكون هناك حل في لبنان إلا من خلال معالجة ملف السلاح. وهذا ما ستلمسونه مع زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان بعد عطلة الأعياد، وينطبق الأمر ذاته على باقي الموفدين الدوليين”.
وأشار إلى أن “زيارة الموفد السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، إلى لبنان تؤكد أن البلد بات تحت الرعاية السعودية. أما زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى سوريا، فجاءت من بوابة جدة، بعد اللقاء الذي جمع وزيري الدفاع اللبناني والسوري هناك، ما يعكس متابعة سعودية حثيثة للعلاقة بين البلدين”.
وفي سياق متصل، تطرّق العريضي إلى الانتخابات البلدية في بيروت، قائلاً: “يجب ألا تتسبب هذه الانتخابات بأي شرخ طائفي أو مذهبي أو حالة انقسام. ومعلوماتي تؤكد أن الجميع، من السنة والمسيحيين وفي طليعتهم النائب نبيل بدر، يؤيدون المناصفة. لكنّ المناصفة وحدها لا تكفي، إذ يجب أن يُمنح رئيس البلدية صلاحيات فعلية، وإلا ما الفائدة؟ وبدر يسعى لتحقيق هذه المناصفة من خلال اللقاءات التي يعقدها”.
وكشف العريضي أن “المعطيات تشير إلى أن تيار المستقبل، بزعامة الرئيس سعد الحريري، لن يخوض هذا الاستحقاق. وقد التقى الحريري أحد مستشاريه العائد من أبو ظبي، ما يُعزز هذه الفرضية. بالتالي، يُرجّح أن يحتضن النائب نبيل بدر غالبية جمهور التيار، كونه من أبناء هذه البيئة السياسية والاجتماعية والخدماتية والرياضية، في حين أن بعض النواب الذين يتحركون في بيروت اليوم، كانوا من خصوم الحريرية السياسية سابقًا. ولذلك، فإن عنوان المناصفة لن يُعطّل الانتخابات البلدية”.
أما في ما يتعلق بإعادة الإعمار، فقال العريضي: “مجلس الجنوب أجرى نحو 1500 كشفًا ميدانيًا، ويقوم بدوره بفعالية بقيادة رئيسه المهندس هاشم حيدر، إلا أن التمويل لم يتوفر حتى الآن، كما لا مجال حالياً لدخول بيوت جاهزة. والانتخابات البلدية، وفق تأكيد الرئيس نبيه بري، ستُجرى فوق ‘التراب’، وهو مصرّ على ذلك”.
وشدد على أن “عملية إعادة الإعمار ستستغرق وقتًا طويلاً، ما لم يتم التوصل إلى حل إقليمي، وتحديدًا عبر المفاوضات الإيرانية – الأميركية. هناك ترقّب ثقيل لما ستؤول إليه هذه المحادثات، لكن لا يمكن البناء على شيء في الوقت الراهن”.
وأضاف: “طهران توجّهت إلى سلطنة عمان في وضع ضعيف، بعدما فقدت معظم أذرعها في المنطقة، وتراجع النظام السوري، ما يُضعف قدرتها على المناورة. لذلك، علينا الترقّب بحذر لما ستؤول إليه الأمور”.
وختم العريضي قائلاً: “الأجواء تشير إلى توافق درزي حصل مؤخرًا بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان خلال لقاء في كليمنصو، تم خلاله الاتفاق على دعم بقاء الرئيس الحالي لبلدية الشويفات، نضال الجردي، نظرًا لما أنجزه ولوقوفه على مسافة واحدة من الجميع. أما في باقي البلدات، فالمعارك ستكون محتدمة، بفعل التحالفات الهجينة واختلاط الأوراق، لكنها تظل مرتبطة بالطابع العائلي، وهو أمر ليس بجديد”.