منوعات

لن تنتهي الحرب

كتب حسين نورالدين.

لن تنتهي الحرب الدائرة بين اسرائيل مدعومة من واشنطن الغرب و بعض العرب، مع فصائل المقاومة الفلسطينية مدعومة من محور المقاومة، هذه الحرب لن تنتهي إلاً بحدوث أحد أمرين.
إما أن يسقط النتن ياهو و حكومته المتطرفة أو أن تستسلم فصائل المقاومة، و كلا الأمرين بعيد الحدوث في المدى المنظور.
فصائل المقاومة الفلسطينيةو على رأسها حماس، التي اطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لا يمكنها أن تتنازل عن أي من الأهداف الكبرى التي اطلقت لأجلها عمليةالطوفان، و في سبيلها ارتقى عشرات الآف الشهداء، و دُمر الجزء الأكبر من القطاع.
كما لا يمكن لحكومة النتن ياهو المتطرفة أن توقف الحرب و هي لم تحقق أي هدف من الاهداف التي أعلنتها عند البدء بعمليتها البرية الواسعة في قطاع غزة، ومن خلال المجريات و الأحداث يبدو واضحاً أن الإدارة الأمريكية، و الدولة العميقة في الولايات المتحدة الصهيوأمريكية، لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي ولو بمكسب صغير للفصائل، فنراها تمد الكيان بالمال و السلاح و الذخيرة و ربما بالجنود إضافة إلى كبار الضباط المستشارين.
وهذا الدعم الأمريكي اللا محدود وهذه الشراكة الأمريكية الغربية الكاملة بالحرب والتي ظهرت جليةً من خلال المشاركة في إسقاط المسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة للكيان، هذا الدعم اللا متناهي، ليس أعلى شأناً، من الموقف الكبير والداعم للفصائل الفلسطينية الذي أمنه محور المقاومة من جنوب لبنان إلى العراق فاليمن ثم سوريا و إيران التي استطاعت من خلال ردها الكبير و الدقيق و المحدود في آن أن تكبح جماح النتن ياهو و حكومته من الذهاب إلى حرب واسعة أقله الآن.
هنا نخلص إلى نتيجة أكيدة، أن أمريكا و الناتو لن يسمحا أو أقله لن يقبلا بهزيمة الكيان، لأن هزيمة الكيان تعني هزيمتهم بعدما ربطو أمنهم القومي بها، كذلك محور المقاومة لن يقبل بهزيمة قطاع غزة و هزيمة الفصائل الفلسطينية، التي رغم الدمار و الإبادة لا تزال يدها هي العليا في الميدان و تمنع جيش الكيان من تحقيق أي هدف.
إذاً كيف ستنتهي الحرب؟
الخطاب الأمريكي ما زال يربط أي حلول بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل متناسين و متجاهلين ألآف الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال بانحياز واضح وصريح لصالح الكيان، وحماس لن تطلق أسير واحد بدون وقف للنار.
الورقة الفرنسية المقدمة الى لبنان يحاول من خلالها الفرنسيون و من خلفهم أمريكا أن يفكوا الارتباط بين جبهة غزة و جبهة لبنان بأي ثمن، و هذا ما لن يقبل به حزب الله الذي أعلن ارتباط الجبهة بما يجري على جبهة غزة، كذلك الحال بالنسبة لجبهتي العراق و اليمن، و في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي و تعثر المفاوضات، يبدو ان الكفة ترجح لصالح تسخين و تصعيد الجبهات و ليس لصالح الإنكفاء و هذا يعني أن الحرب لن تنتهي قريباً، فلا نتنياهو سيقدم شيء لإدارة أمريكية راحلة بعد بضعة أشهر، ولا هذه الإدارة قادرة أن يُكتب في سجلها هزيمةً لكيان الإحتلال، بعدما ابتلت ثياب افراد هذه الإدارة بدماء الغزيين حتى العنق، و لن نكون سذجاً إذا قلنا؛ أنه و بالرغم من هول الكارثة الحاصلة في قطاع غزة، و ما يجري في جنوب لبنان، أننا نشعر أن هذه المعركة هي منطلق لمخطط كبير و خطير، يُحضر للمنطقة برمتها، فالشرارة انطلقت من فلسطين المحتلة، لكن الهدف أن تلتهم النيران كل المنطقة، و ليس مستبعداً أن يكون الصيف العربي ساخناً فوق العادة و في كثير من الأقطار و عبر الكثير من الفوضى و العنف و محاولات الانقلاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى