عربي ودولي

عبد الفتاح السيسي بدأ يقبض الثمن

كتب حسين نور الدين:

عبد الفتاح السيسي بدأ يقبض الثمن.
الحرب لن تنتهي قريباً، و عملية اجتياح بري لرفح لن تتم، ليس بسبب الموقف المصري، انما لأنها لن تأتي بأكثر مما اتت به عملية اجتياح غزة منذ السابع من اكتوبر الى اليوم، سوى مزيد من القتل و الدمار و الجوع، و الجعجعة.
لن يتم اجتياح رفح، لأن رفح هي آخر ورقة في يد نتنياهو فإذا لعبها لا يبقى في جعبته شيء يلوح به او يمارس من خلاله الابتزاز السياسي داخلياً و خارجياً.
لعل باعتقاد نتنياهو التلويح بهذه الورقة يؤمن له عدة نقاط أولاً، يستطيع من خلالها الضغط على الوسطاء.
ثانياً، يضغط بها على الولايات المتحدة الامريكية في موسم انتخابي ساخن في أمريكا.
ثالثاً، يطيل أمد الحرب و بالتالي عمر حكومته.
رابعاً و الأهم أنه يحاول من خلالها الحصول على ضمانات شخصية تتعلق بمستقبله الشخصي، حول محاكمته و قضاياه و فساده و حياته السياسية.
اذا ما اقدم نتنياهو على اجتياح رفح، سيرتفع عدد الضحايا، كما سترتفع تكلفة الخسائر في جيشه، من ضباط و جنود و آليات، إلى ذلك لن يستطيع تحرير أسير واحد حي، ربما يستطيع او يتسبب بقتل مزيد من الأسرى لدى الفصائل التي بدورها أعدت و هيأت و جهزت نفسها لمثل هكذا احتمال و بالتالي كما استطاعت ان تحمي هؤلاء الأسرى و تمنع قوات الاحتلال من الوصول اليهم طيلة فترة الحرب، تستطيع أن تحميهم لوقت اطول.
فماذا سيكون في يد نتنياهو ليستمر في رئاسة الحكم؟!
و بماذا سيعود الى جمهور المستوطنين؟
هل سيقول لهم ان جيشكم فاشل و ضعيف و مهزوم و مأزوم، و لم يستطع رغم تدمير القطاع كله أن يعود بأسير واحد على قيد الحياة، و لا بأي نتيجة أخرى تغير مجريات الأحداث و الوقائع سوى القتل و التدمير اسقاط هيبة الجيش و الردع و (الدولة).
اعتقد أن نتنياهو سيحتفظ طويلاً بهذه الورقة و لن يلعبها و سيستعملها حجة يوم يقف امام القضاء ليقول خسرنا الحرب لأن الجيش عجز عن اجتياح رفح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى