ماذا بعد نتنياهو ؟ بقلم حسين نور الدين
حسين نورالدين
ظهر في الايام الأخيرة، ما يبدو أنه خلاف بين ادارة بايدن من جهة و نتن ياهو من جهة أخرى حول اليوم التالي بعد الحرب، و يتم تظهير السؤال بصيغة مخالفة لحقيقته، فيقولون من يحكم غزة بعد حماس، هذه الصيغة للسؤال يطرحها الواثق من نتائج المعركة و الواثق من الانتصار، فهل بايدن او نتنياهو او كلاهما واثقين من ان النتيجة ستكون لصالح اسرائيل، و انها هي الطرف المنتصر فيها، و هي من تستطيع فرض الشروط؟
الحرب ما زالت قائمة و لن أكرر ما تحدث به كثير من المتابعين و المحللين و الخبراء العسكريين الذين افاضو بأن اسرائيل و جيشها قد هزموا و انهم الآن في طور البحث عن مخارج، من خلال الدبلوماسية.
جوهر السؤال هو ماذا بعد انتهاء حقبة نتنياهو وليس ماذا بعد حماس.
نتنياهو الذي استطاع بدهائه و كذبه و فساده أن يجعل من نفسه زعيماً يكاد يكون الأوحد في الكيان الاسرائيلي، والذي كان الى ما قبل عملية السابع من اكتوبر، الرجل الذي لا بديل عنه، قد انتهى، وكل هذا الاجرام الدموي الذي يمارسه ما هو الا محاولة للبقاء و لو على حساب الدم الفلسطيني او دم جنود جيشه المذلول في أزقة غزة المدمرة.
لعل هذا السؤال هو الذي جعل بايدن يأتي الى فلسطين المحتلة ليعطي جرعات الدعم الكبيرة للكيان لربما يمكنه من انقاذ صورة الكيان و ليس النتن ياهو، و عندما تيقن بايدن ان جيش الكيان فشل عسكرياً، و حكومته فشلت في ادارة المعركة ذهب لرفع صوته عاليا بوجه نتنياهو مع الابقاء على دعمه الكامل و المطلق (لدولة الكيان) من أجل الحفاظ عليها، حماية لمصالح امريكا خاصة و الغرب عامة، و هذا ما تترجمه عنجهية نتنياهو و اجرامه اللا متناهي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
حاول نتنياهو جر الامريكيين للاشباك و دخول الحرب فلم ينجح، و استطاع حزب الله تفويت الفرصة عليه حتى الآن من خلال إيلام جيشه دون كسر لقواعد الاشباك، و هذا ما يحرج الادارة الامريكية لتسعى بكل دبلوماسيتها لتحقيق مطلب سياسي امني على حدود الشمال الفلسطيني.
فعلياً نحن دخلنا مرحلة عض الأصابع، والتي يظهر فيها أن الاسرائيلي أقرب الى الصراخ، و السؤال هو ماذا بعد نتنياهو؟ و ماذا سيكون حال الكيان في اليوم التالي للحرب