ثقافة وفن

احتفالية تربوية في مركز الرابطة الثقافية في طرابلس بعنوان “إنهاء الإستعمار في تمويل التعليم”

 

بمناسبة أسبوع العمل العالمي للتعليم نظمّت الشبكة العربية للتربية الشعبية/ الإئتلاف التربوي اللبناني إحتفالية تربوية في مركز الرابطة الثقافية في طرابلس تحت عنوان:

” إنهاء الإستعمار في تمويل التعليم”

شكلت لقاء مميزاً جمع الطلاب والأساتذة من عكار والشمال بالمراجع العلمية والثقافية والفكرية المتخصصة. وتخلل الاحتفالية ثلاث فيديوهات توعوية عن أهمية تعليم الفتيات و المشاكل التي تواجهها الفتيات في حال عدم تعلمها، بالإضافة الى فقرة شعرية ورقصة من التراث الحيّ.

استهلت الاحتفالية بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم كانت كلمة لرئيس الحملة العربية للتعليم للجميع وامين عام الشبكة العربية للتربية الشعبية الدكتور زاهي عازار، تحدث فيها عن الواقع التعليمي في لبنان الذي يشهد انهيارا منذ ما يقارب الثلاث سنوات نتيجة سلسلة من التراكمات والإخفاقات على مختلف الصعد. واستعرض د. عازار بعض الالفاظ والمفاهيم الجديدة التي دخلت البلاد العربية ومنها لبنان مثل “التحرر من الاستعمار على مستوى الاستثمار التربوي “، وتناول ثقافة اللامبالاة التي كانت سائدة في العملية التعليمية، مما استوجب الحديث عن نوعية التعليم ونوعية المدرسين وصولا الى وضع رؤية جديدة للتعليم من خلال قمة التعليم التحويلي التربوية التي تم انعقادها منذ عدة اشهر. وختم د.عازار كلمته بأن أكثر من ٥٠٪؜ من الدول خفضت ميزانياتها الخاصة بالتعليم، وبأنّ لبنان يعيش مرحلة انفصام كامل بين التربية والتعليم، في ظل عدم توفر الحد الأدنى من الحقوق للمعلمين. ومع ذلك، هناك حالة توعّي حول مفهوم اللاعدالة وثقافة وأبعاد اللامبالاة، وكيفية الخروج منها، الامر الذي أدى الى نضوج رؤى من قِبل المعلمين والجامعات لبناء العدالة والتحرر من الاستعمار، فأصبحت :”التربية عملية تحررية بحتة”.

ولقد تم إستضافة نقيب معلمي المدارس الخاصة في لبنان الذي تطرق إلى المشاكل و الصعوبات التي يعاني منها أساتذة تعليم القطاع الخاص كما تم إستضافة الاستاذة ملوك محرز ديب مديرة مدرسة سابا زريق في طرابلس التي شددت على أهمية المؤسسات التربوية التي تعدّ إحدى القوى الإجتماعية الهامة والمؤثرة في تربية الفرد وإعداده للحياة العامة كما تطرقت إلى إستحالة تطبيق سياسات المؤسسات التربوية الممولة من الخارج إلا بموافقة الدولة اللبنانية ومصادقة وزارة التربية عليها.

وكانت كلمة للدكتور مصطفى الحلوة، ألقتها السيدة ميساء رنّو نيابة عنه لتعذُّر حضوره، حيث تناول قمة التحويل التعليمي التي عقدت في أيلول ٢٠٢٢، واستعرض الواقع التعليمي والتربوي في لبنان في خضم الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الراهن. وختم د. الحلوة بضرورة تحرّر التعليم الخاص من كل تبعية من خلال تحرّر لبنان من منظومة الفساد والافساد، وضرورة قيام دولة المواطنية الحقة، ودولة القانون والمؤسسات والديموقراطية.

ولقد عرض الشاب علي هضّام، ممثلا لجنة الأطفال الاستشارية في لبنان، بعض المشاكل والعوائق التعليمية التي يواجهها الطلاب في القطاعين الخاص الرسمي بسبب ضعف التمويل وقلة استثمار الأموال في القطاع التربوي.

هذا واختتمت الأمينة العامة للبيت العربي لتعليم الكبار، السيدة ألسي وكيل احتفالية طرابلس بكلامها عن الدراسة التي أجراها الائتلاف التربوي اللبناني عن الدين العام في لبنان منذ سنتين، والتي أظهرت ارتفاع تكلفة الطالب في المدرسة الخاصة مقارنة مع المدرسة الرسمية، وطالبت السيدة وكيل بتقوية ودعم مناهج المدرسة الرسمية والوقوف ضد خصخصة التعليم. كما قامت بعرض عريضة للمطالب تم التوقيع عليها من قبل المدعويين لضمان تمويل تعليمي مناسب، وكانت أبرز المطالب:

تحديث وتطوير مناهج وأساليب التعليم لإستيعاب متطلبات التعليم الرقمي والوظائف المستقبلية الجديدة التي تنتجها التكنولوجيا الحديثة في حوالي ٢٠ اختصاص جديد والالتزام التزاما كاملا بالهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ المتعلقة بتحقيق التعليم الجيد، وتعميم وتعزيز التعليم الرسمي الأساسي والثانوي والمهني والجامعي ، تشديد الرقابة على التعليم الخاص وإلزامه بالإلتزام بمعايير جودة التعليم بالإضافة إلى تعميم وتعزيز التعليم المجاني للجميع وتيسير التعليم الجامعي لجميع فئات المجتمع، وإعطاء الأولوية في ميزانيات الدولة للإنفاق على التعليم في جميع مراحله وانواعه لضمان مجانية التعليم للجميع مع الحفاظ على جودة التعليم وتعزيز الرقابة المجتمعية والأهلية، وضرورة التركيز على التحول من الإقتصاد الريعي الى الإقتصادي والإنتاجي وجعل الإقتصاد في خدمة مخرجات التعليم المهني والتقني والجامعي وليس العكس، لان في ذلك تعزيزا وتحفيزا للابتكار لدى الشباب وتوظيفا للابتكارات الإبداعية في التنمية المستدامة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى