لقاء لبلدية صيدا حول مشروع الضم والفرز والنهوض بالمدينة
قالت النائب بهية الحريري” أننا نعيش في لبنان بين مدرستين : مدرسة تعتبر الفوضى مبررا لوجودها ومدرسة تريد للبلد ان يتطور ونحن من هذه المدرسة ويهمنا تطور مدينتنا صيدا وان تبقى كرامة اهلها محفوظة “.
الحريري كانت تتحدث في لقاء نظمته بلدية صيداحول مشروع اعادة ترتيب الأراضي في قسم من المدينة او ما يسمى مشروع الضم والفرز وذلك في اطار التحضير لورشة عمل متخصصة لأكثر من 40 طالبا واستاذا من اقسام العمارة في خمس جامعات لبنانية سيشاركون في وضع افكار لإعتماد الأفضل منها كتصميم لهذا المشروع .
شارك في اللقاء : رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، والرئيس الأسبق للبلدية المهندس احمد كلش ومديرة التنظيم المدني في الجنوب المهندسة آية الزين ورئيس الدائرة الهندسية في بلدية صيدا المهندس زياد حكواتي ومسؤولة فريق خبراء مشروع استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة لمدينة صيدا الدكتورة هويدا الحارثي والمهندس عبد الواحد شهاب وطلاب واساتذة العمارة في جامعات ” بيروت العربية ، الأميركية ، اللبنانية الأميركية ، الألبا ، والجامعة اللبنانية “.
الحريري
بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة صمت لأرواح شهداء تفجيري الجناح ، ثم بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم كانت كلمة ترحيب من المهندس زياد حكواتي ، تحدثت بعدها الحريري فاستهلت كلامها بعرض مسهب عن تطور المدينة والمراحل التي مرت بها منذ العام 1978 وحتى اليوم على صعيد التنمية والنهوض بصيدا مرورا بكل المحطات المفصلية التي عاشتها المدينة ولبنان بدءا من فترة الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وما قام به الرئيس الشهيد رفيق الحريري من مبادرات في مواجهة اثار وتداعيات الاجتياح وفي مسار تنمية المدينة والنهوض بها. وقالت: المرحلة الأولى كانت من العام 1982 الى العام 1992 ، واول شراكة حقيقية بين المجتمع المدني والقطاع الرسمي كانت الشراكة بين بلدية صيدا ومؤسسة الحريري باسم هيئة مشاريع بلدية صيدا . فتحنا الطرقات وقممنا بالاستملاكات وقدمناها مشاريع منجزة للبلدية بالتعاون والتكافل الكامل مع بلدية صيدا .,اسرائيل عندما اجتاحت المنطقة لتطبق فيها سياسة الأرض المحروقة ولإخراج الناس من ارضها ، فكان عملنا هو طليعة المقاومة المدنية قامت بها مؤسسة الحريري ..في العام 1992 ، بعدما اصبح رئيس حكومة ، فطالبنا بحقنا كمدينة من دولتنا ، لأن لدينا حقوق لدى دولتنا فكانت اول رزمة مشاريع عملاقة نفذت من العام 1992 الى 2005 ..
واضافت: وخلال الفترة بين 2005 -2013 هي الحقبة الثالثة ، طبعا بعد استشهاد الرئيس الحريري دخلت البلد في ارباك كبير وصيدا جزء منها ، ورغم ذلك في عهد الرئيس السنيورة في العام 2008 قدمنا رزمة مشاريع حوالي 37 مشروعا اصبحت الآن اكثر من خمسين وكلها تنفذ او قيد الاعداد للتنفيذ . المرفأ ، معالجة مكب النفايات ، الحاجز البحري ، طريق السلطانية التي هي دفعتنا لنفكر بالمشروع الذي قدم اليكم اليوم . واقول اننا اليوم محظوظون اننا في فترة غياب الدولة كان لدينا انسان تسلم زمام البلدية هو الأستاذ احمد الكلش ، وفي الغياب الثاني للدولة الذي نعيشه اليوم لدينا رئيس بلدية اسمه محمد السعودي الذي لم يتعود في حياته الا على قصص نجاح وان شاء الله تكون كل الفترة التي يعمل فيها قصص نجاح رغم كل الظروف الصعبة .المرحلة الفاصلة بين الأستاذ احمد والأستاذ محمد جاء الأستاذ هلال قبرصلي على رأس بلدية منتخبة 1998 -2004 وقام بدور كبير في تنمية المدينة لأنه اعاد البلدية الى حجمها وفعاليتها وبدأ بمأسستها .
وتابعت : فكرة اعادة تنظيم الأراضي للمنطقة التي اليوم مطلوب منكم وضع تصور لها ، تتزامن ايضا مع مرحلة اعادة دراسة وظيفة المدينة واستراتيجيتها والخارطة الانمائية لها والتي هي 2020 وبدأت مع الاتحاد الأوروبي وبلدية صيدا ومؤسسة الحريري والتي تخضع بنوع من النقاش الكامل على كل القطاعات حتى تشارك بفاعلية في هذه الاستراتيجية ولتكون لدينا دعائم اساسية بين البلدية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ليستطيعوا النهوض بالمدينة . وان شاء الله توفقوا بأفكار توصلنا لنستطيع تطبيقها في هذا الزمن الدقيق والصعب والخطر والمقلق ، لكني اعرف ان الشباب لا يستسلم ، واللبناني لا يستسلم ، وانتم لن تستسلموا ونحن لن نستسلم .
وأملت الحريري ان يتوج هذا المسار الطويل من النقاش البنّاء لمشاريع المدينة والتنمية فيها بالتأسيس لمرصد انمائي لها.
وحول الحملات التي تشن على بلدية صيدا وبعض مشاريع المدينة قالت الحريري : نحن نعيش في لبنان بين مدرستين : مدرسة تعتبر الفوضى مبررا لوجودها ومدرسة تريد للبلد ان يتطور ، ونحن من هذه المدرسة ويهمنا ان تتطور مدينتنا وان تكون كرامة اهلها محفوظة .وشددت الحريري على اهمية اشراك الجيل الجديد برايه في كل ما يتعلق بالمدينة ولا سيما تنميتها ومستقبلها . وقالت: الأمر الأساسي هو رفع الوعي لدى الجميع من اجل مصلحة المدينة وتنميتها .
السعودي
وتحدث رئيس البلدية المهندس محمد السعودي فشدد عىل اهمية مشروع اعادة ترتيب اراضي شرق الوسطاني وقال:نرحب بكم في البلدية ونقول ان المشروع بالنسبة لمدينة صيدا هو من اهم المشاريع التي ستشهدها المدينة . نحن نعيد ترتيب 40% من الأراضي الموجودة في صي
دا مليون و300 الف متر مربع . هذه الأراضي نريدكم ان تضعوا لها تصوركم .. معلنا ان الأبنية الموجودة ستستثنى وسيتم المحافظة عليها وترتيبها وتنظيمها وتحميلها . وسيتم على الأراضي الخالية ..
واضاف: عندما اقول ان اهمية المشروع باهمية ازالة جبل النفايات فلأننا في مدينة صيدا ليس لدينا اراضي ، صيدا عرضها 800 متر ورأيتم كم شارع يقطعها .. وعندما نقول ان لدينا 40% مساحات خالية فهذا حظ جيد للمدينة وفرصة لها لأن تعيد ابناء صيدا الى مدينتهم . نحن لدينا رزمة مشاريع موجودة في مدينة صيدا وسنوزع عليكم ملفا بالمشاريع الانمائية الجارية تنفيذها في المدينة او التي هي قيد التحضير . حتى تعرفوا ماذا نفعل وما هي جدواها المستقبلية . وهناك مشروع استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة لمدينة صيدا الذي سيعيد ترتيب مدينة صيدا وانا اعتبر انه سيعيد التعريف بالمدينة .هناك مشاريع يجب ان تعرفوا ماذا سينفذ فيها حتى تتكامل مع العمل الذي ستقومون به . واقول لكم وفقكم الله ونحن ننتظر ان نرى نتيجة اعمالكم وافكاركم .
الزين
وكانت كلمة لمديرة التنظيم المدني في الجنوب المهندسة آية الزين فعرضت لواقع الأراضي والعقارات في صيدا واهمية الأبحاث التي ستقوم بها كوكبة من طلاب لبنان الجامعيين مسترشدين بخبرات وتوجيهات اساتذتهم في العمل على التخطي لمستقبل مدينة صيدا على اسس علمية راسخة ، متوقفة عند اهمية المشروع في تطوير المدينة عبر اتاحة رفع عامل الاستثمار السطحي والعام مما يؤدي الى توسيع الاستثمار العمراني في مدينة صيدا والى تخفيف كل من ازمة المناطق السكنية المحدودة حاليا وازمة اللجوء الى السكن خارج مدينة صيدا ذاتها.تأمين المساحات المطلوبة لإقامة المرافق العامة عليها دون بدل او دون اللجوء الى نزع ملكية عقار بكامله عن طريق الاستملاك وحرمان اصحابه منه .
كلش
وتحدث الرئيس الأسبق للبلدية المهندس احمد الكلش مستعرضا لنشأة فكرة الضم والفرز في لبنان ، ولمشروع الضم والفرز الذي نفذ في صيدا في الثمانينيات وفقا للمرسوم 9016 سنة 1967 بتنظيم مدينة صيدا وما نفذ من تخطيطات وتصنيفات متفاوتة وفقا لما يقتضيه التوسع العمراني المستقبلي للمدينة من تقييم المناطق وشبكة الطرق والمساحات والمرافق التي يجب استحداثها . ثم قام بشرح على الخرائط حول منطقة الوسطاني التي شمل المشروع الأول للضم والفرز قسما منها وما قامت به البلدية في عهده على هذا الصعيد، ولفت الى ان العديد من العقارات في منطقة الوسطاني مفرزة اساسا بشكل عام على اسهم ضيقة من الشرق باتجاه الغرب ، وبعض هذه العقارات يبلغ طولها 270 مترا بعرض وسطي قدره عشرة امتار اي انها غير صالحة للبناء ، مشددا في الوقت نفسه على اهمية اعادة ترتيب وتنظيم الأراضي في شرق الوسطاني على مستوى تطوير المدينة والنهوض بها .