تحية من النبطية إلى “عروس فلسطين” الشهيدة شيرين أبو عاقلة
مصطفى الحمود
أقامت بلدية النبطية، بالتعاون مع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية تقدّمِ المرأة في النبطية، جمعية التنمية للإنسان والبيئة، جمعية بيت المصور في لبنان ومجموعة فِلَسطين في عيون العالم للطوابع البريدية، مهرجان تحية “إلى الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة” التي سقطت اغتيالاً بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين بتاريخ الحادي عشر من أيار/ مايو 2022.
حضر المهرجان الذي أقيم في باحة جمعية تقدم المرأة في كفرجوز (النبطية) تحت عنوان “أنا شيرين أبو عاقلة، الشاهدة الشهيدة، هنا فلسطين” النائب ناصر جابر والسيد وسيم غندور .رئيس رابطة ال الزين سعد الزين وحشد من الفاعليات الثقافية والتربوية والنسائية والسياسية والحزبية.
بعد النشيد الوطني
تحدّث رئيس فرع المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية، رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الزميل كامل جابر باسم الجمعيات المشاركة وقال: “نطلق من هنا تحيّةً خالصةً إلى روحك الأبيّة ونعتزُّ بشهادتِكِ وشهادةِ كلِّ إعلاميٍّ فِلَسطينيٍّ وعربيّ سقَطَ من أجل حرّيةِ أرضِكِ ونؤكدُ أنّ فِلَسطين لأهلِها وناسِها وثوارِهِا وفدائيِيها، وأطفالِها السائرينَ على دروبِ المقاومةِ والاستشهادِ، شاءَ من شاءْ وأبى من أبى…من هنا، من النبطية، من جنوب لبنان، وعلى عهدنا في الإنتماء إلى فِلَسطين وحريتها وقضية أهلها في استعادة أرضهم المسلوبة، نحيّي روحَ الإعلاميةِ الشهيدةِ شيرين أبو عاقلة وقد رَوَتْ دماؤها أرضَ جنينَ وفِلَسطين تأكيداً لحقها الحتميّ وحقِّ كلِّ من يسقطُ يوميّاً شهيداً على بيادر القداسة، لكي يبقى اسمُها فِلَسطين. ونقول: اغتالوا الجسد يا شيرين، لكنّ روحَكِ عانقت اسم بلادِك وغفَتْ هنيهةً في ترابها لكي تنهضَ من جديد وقد تطهرتْ من هذا الرجسِ وذاك الاحتلالِ”.
ثم حيّا الشاعر زاهي وهبي في كلمة له، بطولة “الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وقد كتبتُ عنها وعن زميلة لها منذ عشر سنوات وعم تميزها الإعلامي حيث كنا لا نبحث عن هويتها السياسية أو الدينية أو غيرها من التصنيفات التي أراد البعض أن يضعها فيها أو يمنع عنها حق الشهادة في سبيل فلسطين، بل عن الدور الإعلامي البطولي الذي كانت تضطلع به” ثم ألقى قصيدة من ديوانه “هوى فلسطين”.
وتحدث بعده صادق اسماعيل باسم بلدية النبطية فقال: ” من هنا، لا يمكن لنا نحن أهل النبطية وجنوب لبنان، والجمعيّات الأهلية الفاعلة لا سيما المشاركة في هذا المهرجان التحيّة، وفي بلدية مدينة النبطية، إلاّ أن نكون إلى جانب الحق، والحق هنا فلسطين، وأهل فلسطين، ومنهم الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي نجتمع اليوم في ظلّ روحها الأبيّة، ولكي نذكّر كذلك أصحاب الضمائر الحيّة أنه لا يمكن السكوت على كل ما يفعله الاحتلال بحق الإعلاميين والشعب الأعزل إلاّ من إيمانه بحقه وأرضه، من خلال القتل المتعمّد من دون أن يرفّ جفن لأصحاب القرار في المؤسسات الدولية والأمم المتحدة وفي المنابر التي تدّعي الإنسانية وحماية الإنسان”.
وألقى أمين سر المكتب الطلابي الحركي (حركة فتح – إقليم لبنان) كلمة منها: “في رحب أيقونة النضال شيرين أبو عاقلة تحار الكلمات ويعجز اللسان عن التعبير. شيرين ابنة فلسطين وقدسها الأبية، اسم جديد ينضم إلى قافلة الشهداء الطويلة منذ ما قبل النكبة وإلى يومنا هذا. صدح صوتها في مسيرة طويلة مليئة بالتضحيات الجسام والعطاء اللا محدود لنقل الأحداث وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال المتنقلة في كل مكان وكيف لا وهي التي تربت على حب الوطن وهي التي اختارت لنفسها طريقاً مليئاً بالخطر والتحديات، إلا أن إصرارها وإرادتها كانا أقوى”.
وألقى، ختاماً، المحل السياسي والكاتب الصحافي ميشال نوفل كلمة تحدث فيها عن شيرين أبو عاقلة “الإنسانة التي لم تهتم للبهرجة الإعلامية وللمكاتب الفاخرة التي قد يحظى بها بعض الإعلاميين العاملين بتوجهات الوسائل الإعلامية التابعين لها، فيسعون لإرضائها وللحصول على المكاسب المالية والمعنوية، لا همّ لهم إلا تدوير الزوايا، بينما لم تكن شيرين من هذا الصنف، وهي عندما تتحدث عن نفسها تتحدث ببساطة، ماذا تحب أن تأكل وماذا تكره، وعندما تغطي خبراً ما تغطيه من دون أدنى مواربة، بل بحقيقته الواضحة تاركة للجمهور أن يتساءل وأن يفكر، وهي إذ انحازت، فقد انحازت للصدق في الخبر وللعمق في القضية ولانتمائها الوطني الأصيل، ولذلك كانت على الدوام في المقدمة، أي في المواجهة وفي الشارع، وما جرى في جنين وأدى إلى اغتيالها واستشهادها، صورة واضحة عن حقيقة شيرين التي لم تتخذ من الصالونات الإعلامية منصة للتحليل والتعالي ونيل الحظوة السياسية والإعلامية”.
بعدها وزعت على الحضور والمشاركين بطاقات بريدية وطابع تذكاري يحمل رسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة بريشة الفنان الفلسطيني محمود أو دغش وتصميم الإعلامي كامل جابر.