إلتزامات قمة نيروبي في مهب الريح.. على لبنان التحرك الآن !!
علي عميص
لطالما تغنى الشعب اللبناني بإنتفاحه وتقبله للحوار والمشاركة وبتقدمه عن باقي الشعوب العربية لناحية الحريات والتعددية الدينية والسياسية، ولطالما ضرب المثل بلبنان في حرية التعبير التي تفتقد إليها معظم الدول العربية في المنطقة.
عبير هي واحدة من عشرات النساء اللواتي يكافحن ويحاربن من أجل حقهن في الأمومة وبإحتضان أولادهم بعد الطلاق، حيث تغرق المحاكم الدينية في الذكورية وبحرمان الأمهات اللبنانيات من حقهن في الحضانة متحججين بحجج وذرائع مختلفة فيما الأغلبية من الرجال يشعرون بنشوة الإنتصار على النساء بحرمانهن من رؤية أولادهم أو بالتضييق في شتى المجالات.
تشير الأرقام الرسمية تراجعاً ملحوظا في عقود الزواج بنسبة تتخطى ال 50 بالمئة بينا تشهد عقود الطلاق إرتفاعاً كبيراً في الأعوام السابقة 2019 – 2020 وذلك بسبب الأزمة الإقتصادية والمعيشية التي يمر بها لبنان وتفشي وباء الكورونا وإرتفاع سعر صرف الدولار
الأمر الذي تسبب بإغلاق آلاف المؤسسات وصرف عشرات آلاف العمال وانكمشت الحركة التجارية بنسبة 50 في المئة وتراجعت القدرة الشرائية بفعل ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، ونتيجة لهذه الأزمة كان من الطبيعي أن يحصل إحجام عن الزواج، كما أن العديد من النساء توقفن عن الحمل خوفاً من تأثير كورونا على فترة الحمل والولادة.
من هذا المنطلق أصبح لزاماً على الدولة اللبنانية الذي شاركت في مؤتمر نيروبي عام 2019 عبر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والتي عبرت خلاله عن العديد من الإلتزامات من بينها القضاء على جميع أشكال التمييز ضد جميع النساء والفتيات وتحقيق الإمكانات الإجتماعية والإقتصادية الكاملة لجميع الأفراد وبناء المجتمعات السليمة والعادلة والشاملة، ومن هذا المنطلق أيضاً ونظراً للإنحدار الإجتماعي الكبير الذي يحصل يومياً يجب القيام بخطوات عملية على كل المستويات والقطاعات تلجم الظلم القائم بحق المرأة وتعطيها الأمومة وهو أبسط حق من حقوقها.